وأنت تقصد أسواق اليمن خلال الفترة الممتدة من يوليو (تموز) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) كل عام، تلفت ناظريك أكوام أخاذة لأنواع وألوان شتى من فاكهة العنب، وكأنها جواهر منثورة تثير شهية العابرين في مواسمها الزاخرة.
وتشتهر اليمن بإنتاج أصناف عديدة من العنب تعتبر من أجود الأنواع على مستوى العالم لتميز مذاقه وألوانه وفائدته الغذائية العالية.
وكما سميت اليمن قديماً بالبلاد السعيدة، نظراً لكثرة انتشار حقولها الخضراء من الفواكه والعنب خصوصاً، كما تروي المراجع التاريخية، فقد حافظ الأخير على مكانته وجودته في حين تراجع إنتاج أصناف أخرى من الفواكه.
الفاكهة الأولى:
تنتج اليمن من العنب ما يزيد عن 163 ألف طن سنوياً بحسب تقارير سابقة صادرة عن الاتحاد التعاوني الزراعي الرسمي التابع لوزارة الزراعة.
وتشير نتائج الإحصاءات الزراعية إلى أن زراعة العنب تحتل المركز الأول بين مختلف أصناف الفاكهة في البلاد، حيث يبلغ المتوسط الإجمالي للمساحة المزروعة ما يوازي 35 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة للفاكهة.
مناطق زراعته:
يزرع العنب في المناطق ذات الطقس البارد المعتدل، وتعد المناطق المحيطة بمدينة صنعاء أشهرها ومنها بني حشيش (30 كيلومتراً شرق صنعاء) وهي من أخصب مناطق زراعة العنب، وبني الحارث، ووادي ظهر (شمال صنعاء)، ومحافظة صعدة (شمال البلاد)، ومنطقة خولان (جنوب شرقي) حيث تستحوذ صنعاء وحدها بما نسبته 80 في المئة من زراعة العنب، بالإضافة إلى بعض المناطق في كل من محافظتي الجوف والبيضاء والضالع.
أنواع العنب:
تشير مصادر رسمية إلى أن أصناف العنب في اليمن تتراوح بين 20 و40 صنفاً، ويعد أكثرها شهرة وشيوعاً ثلاثة أنواع بحسب اللون هي، “الرازقي” ذو اللون الأبيض، وهو أجود أنواع العنب على الإطلاق و”العاصمي” (نسبة لزراعته في ضواحي العاصمة صنعاء)، ويتخذ اللون البنفسجي إلى الأحمر، إضافة للأسود والأحمر، وتندرج تحت كل فئة من الفئات الثلاث أنواع متعددة من ناحية الطعم والحجم.
معايير الجودة:
بحسب المزارع صادق فؤاد، فإن جودة العنب تخضع لجملة من المعايير المتعارف عليها لدى المزارعين والتجار منذ قديم الزمان، وأهمها حجم وشكل العنقود، وحجم وشكل حبة العنب، وقشرتها الخارجية وجودة اللون وحالة وتماسك اللب الداخلي ومذاقه ودرجة الحلاوة، إضافة لقابلية الصنف للتجفيف ليصبح “زبيباً”.
وأوضح فؤاد أن شجرة العنب الواحدة تنتج حوالي 25 كيلوغراماً ويتراوح سعر الكيلوغرام لفاكهة العنب في الأسواق المحلية بين 500 إلى 800 ريال.
حركة التصدير:
بحسب مزارعين، فإن حركة تصدير العنب إلى الأسواق المجاورة، وأهمها السوق السعودية، رفع قيمة سعره في الأسواق المحلية.
وتشير تقارير سابقة صادرة عن الاتحاد التعاوني الزراعي إلى تصدير العنب اليمني بكميات كبيرة إلى الأسواق الخليجية بالإضافة إلى الأسواق القريبة من اليمن وبدرجة رئيسة الدول المطلة على القرن الأفريقي مثل جيبوتي وإريتريا وغيرهما من الدول.
شراب الزبيب:
ارتبط شراب العنب المجفف، أو ما يعرف باسم شراب “الزبيب”، بوجدان الناس منذ سنوات قديمة، ويعتبره اليمنيون أحد المشروبات الأساسية وخصوصاً خلال شهر رمضان.
ويقول وضاح الردفاني، بائع شراب العنب المجفف، “الزبيب” في محافظة الضالع، إن كثيراً من اليمنيين يحرصون بشكل يومي على شرب عصير الزبيب الذي يُحضر بنقع الزبيب في الماء نصف يوم أو أكثر، ثم يكتسب لوناً بنياً فاتحاً ليصبح جاهزاً للشرب مع إضافة بعض الثلج.
ويوضح الردفاني أن تناول هذا المشروب الذي له فائدة غذائية كبيرة، بات تقليداً عائلياً في شهر رمضان المبارك لدى كثير من الأسر في صنعاء خصوصاً، ومحافظات أخرى حيث يمد الجسم بالطاقة والنشاط، كما أن مشروب “الزبيب” الأسود مفيد جداً للأطفال وذوي الضعف العام والهزال وفقر الدم.
المصدر: إندبندنت.