بقلم - أبو زين
لم يكن ينقص اليمنيون المعجونون بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، والمثخنون بحرب أهلية أكلت الأخضر واليابس وهدمت المعمور وشيدت الخراب، والمخدوعون بمليشيات طائفية دموية وعنصرية في كل متجه، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغربا.. لم يكن ينقصهم إلا رئيس وزراء بلا أمانة وبلا ضمير كي يصبح قعر مأساتهم بلا قعر!!
هذا المعين الذي لم يجف معينه عن إهداء هذا الشعب المغدور النكسات تلو النكسات والهزائم تلو الهزائم، لكن وعلى الرغم من مرارة الحرب ووطأة المعاناة وقسوة الظروف، تبقى لقمة العيش التي تقي الإنسان مهانة الجوع هي أقدس المقدسات وأوجب الواجبات، إلا أن هذا المرتهن يمضي اليمنيين نحو مصير أسود: مجاعة لا تبقي ولا تذر.
هذا الذي طلّق السياسة وخلع جلباب الشرف والمسئولية حينما صعد واعتلى منصب قائد حكومة اليمن، وضجّ أسماع الناس قاطبة بأنه رجل اقتصاد وحسب، وأنه لن ينشغل بغير اقتصاد البلد وبغير لقمة المواطن المنهك، تناسى وعوده وتصريحاته، ووقف متفرجاً على اقتصاد بلده وهو يتهاوى.
يتهاوى اقتصاد اليمن فيما يتضخم كرش معين، في أبلغ صورة تعبيرية تكشف فداحة ما ارتكبه هذا المجرم بحق هذا الوطن.
المشكلة أن معين لم يعد فقط هامشياً أو متفرجاً على الإنهيار، بل صار شريكاً في الجرم والإثم، إذ كيف لرئيس الوزراء أن يتهرب من اجتماع ضروري وطارئ نادى له اقتصاديون يمنيون لكبح جماح التدهور الكبير للعملة؟!!
تخيلوا أن دعوات احتواء الخلل ومعالجة أزم الريال انطلقت قبل ثلاثة أشهر.. تسعون يوماً بالتمام والكمال ومعين يتهرب من دعوة وطنية للتباحث حول حل جذري لأزمة الريال.. هل يمكن تخيل فداحة هذا الجرم؟!!!
ببساطة نحن أمام أسوأ وأحط مثال لمسئول وضعته الصدفة على رأس حكومة وطنه.. لا بد من إزاحته بأي شكل من الأشكال، وما هو متاح لنا القيام به اليوم لن يكون متاحاً لنا غداً.