ميدل إيست آي: كيف تغيّرت استراتيجية أبو ظبي تجاه إيران؟

محرر 219 أبريل 2020
ميدل إيست آي: كيف تغيّرت استراتيجية أبو ظبي تجاه إيران؟

نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالا للأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينغز كوليج في لندن، أندرياس كريغ، يتحدث فيه عن المساعدات الأخيرة التي قدمتها حكومة أبو ظبي لطهران في مواجهة أزمة كورونا.

وبحسب كريغ، فإن المساعدات التي قدمتها الإمارات لإيران خلال أزمة كورونا فاجأت الكثيرين، لا سيما أنها تأتي بعد سنوات من اللغة الحادة من أبو ظبي تجاه طهران.

وتابع بأنه “مع تصاعد التوتر في الخليج منذ انسحاب الولايات المتحدة من صفقة النووي مع إيران، بات واضحا بشكل متزايد لدولة الإمارات أنها لا يمكنها الاعتماد على واشنطن حتى تقاتل إيران لآخر جندي أمريكي”.

ووفقا لكريغ، فإن “واشنطن سادها صمت يصم الآذان في أيلول/ سبتمبر الماضي، حينما تعرضت مرافق النفط السعودية في بقيق شرقي السعودية لهجمات حُملت إيران حينها المسؤولية عنها. وذلك ما جعل أبوظبي والرياض تخلصان إلى أن احتواء إيران ما عاد يمكن تحقيقه بوسائل عسكرية، على الأقل ليس دون قدرات واشنطن وإرادتها السياسية”.

وأضاف: “على مدى العام الماضي، تغيرت بشكل ملحوظ استراتيجية أبوظبي للتعامل مع إيران، فبينما تحافظ على وجه يبدو منسجما مع استراتيجية الولايات المتحدة الفاشلة تجاه إيران، تقوم في الوقت ذاته بالبحث عن موطئ قدم في الشرق لتوازن اعتمادها الزائد على بيت أبيض لم يعد له مخالب، ويبدو في حالة من الارتباك الشديد، إذ يقود قوة عظمى متهالكة”.

ووصف كريغ علاقة الإمارات بإيران بـ”المعقدة، والتي تعاني الانفصام”، وأضاف: “تبدو بشكل متزايد كما لو أنها تطبيق للمثل (إذا لم تستطع التغلب عليهم، فصادقهم)”.

وتحدث كريغ عن تبدل مواقف الإمارات العدائية تجاه إيران في الفترة الأخيرة، والتي تبلورت بتقديم الدعم لها في أزمة كورونا، وعدم اتهامها باستهداف ناقلات النفط بالفجيرة العام الماضي.

وأوضح أن دبي على سبيل المثال، المركز المالي والتجاري للإمارات التي كانت أكبر المستفيدين من تجارتها مع إيران والبالغة 19 مليار دولار، لم يكن لها مصلحة في قطع ارتباطاتها مع طهران. وكانت الشركات التي تتخذ لنفسها مقراً في دبي وفي الإمارات منهمكة في المساعدة في تهريب النفط من إيران إلى الخارج لكي تتجاوز العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليها.

كريغ قال إن “الدور الأساسي الذي لعبته الإمارات في الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي عام 2013 وفي مساعدة جنرال الحرب خليفة حفتر على اغتصاب العملية السياسية في ليبيا منذ عام 2014، هو الذي منح محمد بن زايد الثقة بأن أبوظبي تملك القدرة على أن تضرب من هو أثقل منها وزنا في سبيل بناء امبراطورية تجارية إماراتية يسندها محور سلطوي يستجيب لأوامرها. في هذه الأثناء بدأت إيران، رغم الإحساس بأنها مزعجة في بعض الأوقات، تختفي شيئا فشيئا من الصورة كمصدر تهديد للمشروع الإماراتي”.

وأضاف: “من هنا، فإن تضييق الخناق على النشاطات النفطية غير المشروعة مع إيران أو الحيلولة دون غسيل الأموال الإيرانية من خلال دبي يشكل وسيلة لإرضاء إدارة ترامب بقدر ما يعتبر أداة لقص أجنحة أي طموحات تحدث دبي أو الشارقة أو رأس الخيمة نفسها بها رجاء الاحتفاظ بعلاقة مستقلة مع الجمهورية الإسلامية”.

كريغ، قال إن أبو ظبي أدرت مؤخرا أن موازنة المخاوف إزاء الأمن القومي مع السياسة المختلة للولايات المتحدة تجاه إيران سيكون بمثابة المشي الخطير على حبل مشدود.

وتابع: “لهذا، بينما كانت اسميا تدعم الجهود الأمريكية لاحتواء النشاطات الإيرانية في المنطقة، كانت هناك دلائل متزايدة على حدوث تواصل مباشر مع إيران؛ سعيا للتهدئة وتفادي التصعيد”.

وأردف قائلا: “من خلال لعب دور المتحاور الأساسي مع المحور الثلاثي المشكل من روسيا والصين وإيران، تأمل أبوظبي في استغلال أزمة كورونا للترويج لنفسها في لعبة القوى الكبرى في عالم ما بعد الولايات المتحدة”.

وتابع: “مع تنامي علاقاتها بدولة بوتين العميقة وبقلب السلطة في الصين، يأتي دعم أبوظبي لإيران في خضم أزمة فيروس كورونا كجزء من توجهها الجديد نحو الشرق، في الوقت الذي تجبر فيه الولايات المتحدة وأوروبا بسبب كورونا على التخلي عن النفوذ الخشن والناعم معا حول العالم”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق