مليشيات الإمارات تحجب الكهرباء عن عدن وتمنع تفريغ النفط للمحطات (تقرير خاص)

Editor3 مارس 2020
مليشيات الإمارات تحجب الكهرباء عن عدن وتمنع تفريغ النفط للمحطات (تقرير خاص)

تواصل المليشيات المسلحة التابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الممول إماراتياً حملة التضييق على المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، والتي أفضت مؤخراً إلى حرمان المدينة من خدمات الكهرباء، أهم شريان حيوي للسكان.

 

وتوقفت مؤسسة الكهرباء في عدن تقديم خدمتها بعد أن نفد الوقود الخاص بمحطات الكهرباء، بالرغم من وجود النفط بوفرة في موانئ العاصمة، حيث عمل مسلحون إنفصاليون على منع إفراغ النفط ومنع تزويد عدن بالوقود.

 

وكانت مصادر خاصة قد كشفت لـ “عدن نيوز” عن قيام مجاميع مسلحة تابعة للإنتقالي باقتحام ميناء الزيت (غرب عدن) يوم السبت الماضي،  حيث أوقفت بالقوة عملية ضخ الوقود من سفينة وصلت إلى الميناء.

 

ووفق المصدر فإن مسلحين يقودهم شخص يدعى عبدالناصر اليافعي الملقب أبو همام البعوة، اقتحموا ميناء الزيت في “كالتكس”، وبدأوا في إيقاف الضخ من السفينة التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال أحمد العيسي، عقب دقائق من بدء العملية.

 

وتحمل السفينة شحنة من النفط تم توريدها بطلب من الحكومة  اليمنية وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، مشيرة إلى أن اقتحام المجموعة المسلحة لعملية إيقاف ضخ النفط تأتي رداً على إخراج سفينة محملة بالمشتقات من الميناء كان نافذون في قيادة الإنفصال قد استقدموها بطرق مخالفة للقانون في محاولة للتربح واستغلال سيطرة المليشيات على عدن للإثراء غير المشروع.

 

كما أكدت وثائق صادرة عن جهات حكومية إن السفينة التابعة لأحد التجار الموالين لمليشيات الإنتقالي وصلت إلى ميناء عدن دون المرور بالإجراءات القانونية.

 

وقال القيادي المليشياوي (البعوة) في تصريحات عقب عملية الاقتحام، إن إيقاف عملية الضخ يأتي ردأ على منع السلطات الحكومية دخول سفينة تحمل 35 ألف طن من الوقود، يملكها أحد التجار، دون الإشارة إلى اسم التاجر.

 

وتعد عملية الاقتحام واحدة من العمليات المتكررة للميناء، إذ سبق وأن سطا مسلحون على أموال كبيرة للبنك المركزي كانت في الميناء، قبل أن تعيدها بتوجيه من القوات السعودية.

 

 تدخل سعودي

وأفادت المصادر بأن قوة سعودية تضم مدرعات وأطقم على متنها ضباط بارزين يتبعون القوات السعودية في عدن قدمت إلى ميناء الزيت يوم أمس الثلاثاء لبدء مفاوضات مع مسلحي الإنتقالي الذين يتواجدون في ميناء الزيت منذ بداية الأسبوع، وذلك لإفراغ السفينة التابعة للعيسي، إلا أن المسلحين منعوا هذه القوة من دخول الميناء وإفراغ الحمولة النفطية.

وبحسب المصادر، فقد أغلق المسلحون بقيادة “أبو همام” بوابة ميناء الزيت أمام القوة السعودية رغم محاولة الضباط السعوديون التفاهم مع المسلحين الذين يحرسون البوابة، ما تسبب باندلاع شجار بين الجنود والقوة السعودية التي انسحبت لاحقاً.

 

وأشارت المصادر إلى أن إصرار المجاميع المليشياوية المسلحة على وقف تفريغ النفط قد تسبب في وقوع أزمة كهرباء داخل عدن، حيث تعيش المدينة منذ أيام في ظلام دامس، فيما أصاب الشلل التام معظم القطاعات الخدمية بالعاصمة المؤقتة.

هذا فضلاً عن العذابات اليومية التي يقاسيها المواطنون داخل عدن بسبب عجزهم عن تشغيل أجهزة التبريد والمكيفات، في ظل الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة وانتهاء فصل الشتاء.

 تهجم على السعودية

وكان القيادي الإنفصالي أبو همام قد أطلق تصريحات إعلامية شن فيها هجوماً على القوات السعودية المتواجدة ف عدن، متهماً إياها بأنها قوات “عميلة” لحزب الإصلاح، وبأنها لا تدرك طبيعة الصراع على الأرض في عدن.

 

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي عبدالرقيب يحيى إن التصريحات التي تصدر عن قيادات الإنتقالي بشكل عام ومنذ توقيع اتفاق الرياض ذات نبرة مرتفعة ضد السعودية.

 

وأضاف: “الملاحظ أن الأمر لم يعد مجرد تلميح كما كان سابقاً.. أصبح إعلام الإنتقالي وقياداته يجاهرون بمعاداتهم للسعودية ويصمونها بأسوأ الصفات كالخيانة العمالة وغيرها، وهذا مؤشر مخيف يوحي بدلالات خطيرة”.

 

وتابع: “من يسمع تصريحات أبو همام وتلميحاته بأن السعوديين مغفلون ولا يعرفون حقيقة ما يجري في عدن، وكذا تهديداته بأنهم موجودون على الأرض ولن يستطيع أحد منعهم من وقف ضخ النفط، لا بد أن يصاب بالذهول”.

 

 

ويتفق معه في هذا الطرح الناشط عبدالإله السامعي والذي يرى بأن مرحلة العداوة للسعودية قد انتقلت من طور الإخفاء إلى طور التصريح، وأن قيادات الإنتقالي أصبحت تصف الرياض بأنها “عدو”.

هاني بن بريك يلوّح بالتمرد على الحالف

وأضاف: “الهجوم الحاد الذي يشنه الإنفصاليون ضد المملكة والخطاب العدواني للحوثيين ضد المملكة يخرج من مستنقع واحد، وهو مستنقع العمالة لإيران”.

وزاد: “على السعودية أن تعرف أن مسلحي الإنتقالي لا يقلون خطورة عليها من مليشيات الحوثي في الشمال.. الدلائل والشواهد كثيرة ولعل أبرزها المظاهرة المسلحة التي نظمها مجلس الإنفصال الشهر الماضي قبالة نقطة العلم (شرق عدن) بعد أن حاولت السعودية تطبيق بند واحد من بنود اتفاقية الرياض”.

 

عدن تغرق في الظلام

وجاءت أزمة ميناء الزيت لتفاقم من أزمة الكهرباء في عدن، حيث حذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة محمد المسبحي من انهيار مرتقب لمنظومة الكهرباء، عقب نفاد المشتقات النفطية وتوقف محطات توليد الطاقة في عدن.

 

وأشار المسبحي إلى أن ساعات توقف التيار الكهربائي ستزداد، ابتداء من الاثنين الفائت، ما لم تتدخل الجهات المعنية لتوفير كميات كافية من الوقود لاستمرار عمل محطات الكهرباء قبل أن تتوقف بشكل كامل.

 

وتعيش عدن أوضاعاً مأساوية وتغرق وسط أزمات متكررة لانعدام الوقود والمشتقات النفطية، منذ سيطرة قوات الإنتقالي الموالية للإمارات على العاصمة المؤقتة في أغسطس الماضي.

 

ويخوض أبناء عدن معركتهم وحيدين ضد ما يصفونها بـ “خفافيش الظلام” و “عساكر قفا الشيخ طحنون”، حيث اغلق محتجون غاضبون شارع مدرم الرئيسي في مديرية المعلا بالعاصمة عدن، وقاموا بإحراق الإطارات، وذلك احتجاجاً على تردي خدمة الكهرباء بعدن وتزايد ساعات انقطاعها  .

ونقل سياسيون وناشطون أصداء الأزمة في عدن، حيث قال القيادي البارز في المقاومة الجنوبية عادل الحسني: ” عدن تعيش في ظلام دامس.. مليشيات الإماراتتمنع ضخ الديزل لكهرباء عدن فقط لأن العيسي لا ينتمي لمشروع القرية.. لكم الله يا أهل عدن من هؤلاء الربحان”.

وقال آخر: “العيسي على الرغم من أنه من أبناء الجنوب إلا أن هذا لم يشفع له ولم يكن كافياً لكي يمارس عمله التجاري بأمان داخل عدن.. هؤلاء الذين يضجّون أسماعنا في كل وقت عن التصالح والتسامح وهم والله أبعد من هذا الشعار”.

 

وقال ثالث: “الظاهر ان هؤلاء راكنين على الفانوس با يضوي لهم.. والله انهم ربحان فعلاً”!

 

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق