كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية في تقرير لها أن الصين دمرت أكثر من 100 مقبرة لمسلمي الإيغور، فيما وصفته جماعات حقوقية بأنه يأتي في إطار تصعيد الحملة التي يشنها النظام الشيوعي الحاكم بهدف تدمير ثقافة الأقلية المسلمة.
وقالت الصحيفة إن مئات صور الأقمار الصناعية، التي حللتها شبكة سي إن إن الأمريكية، أظهرت هدم مدافن في إقليم شينجيانج غربي الصين، مع تحويل البعض منها إلى مواقف للسيارات وملاعب. وخلصت الشبكة الأمريكية إلى أن غالبية المقابر، التي دفن فيها أجيال من مسلمي الإيغور، تعرضت للتدمير خلال العامين الماضيين.
يقول عزيز عيسى إيلكون، وهو شاعر من الإيغور فر من المنطقة قبل أكثر من 20 عامًا ويعيش حاليًا في لندن: إنه كان يزور قبر والده على تطبيق جوجل إيرث طيلة عامين تقريبًا بعد وفاته، لكن في أحد الأيام، أظهرت صور أقمار صناعية محدّثة أن المقبرة لم تعد موجودة وحل محلها حقل. وتابع عيسى لسي إن إن «لم تكن لدى فكرة عما حدث. كنت في حالة صدمة تامة».
ولم تنفِ الصين هدم المقابر وأفاد بيان رسمي واحد على الأقل بأن أحد المدافن جرى نقله للوفاء بمتطلبات تخطيط المدينة، وتعزيز أعمال البناء، فيما صرح متحدث باسم بكين لسي إن إن بأن السلطات في شينجيانج تُكِن كامل الاحترام لكافة الجماعات العرقية، وتكفل لهم الحرية في اختيار نوعية مقابرهم، وطرق دفن موتاهم، وإقامة جنازاتهم.
وقالت صوفي ريتشاردسون مديرة قسم الصين في منظمة هيومن رايتس ووتش لصحيفة الإندبندنت: «لا يبدو أن السلطات في بكين وأورومتشي تكتفيان بتعذيب مسلمي الإيغور الأحياء، بل يبدو أن عداء السلطات لهذا المجتمع يمتد إلى الأموات».
وأضافت المسؤولة الحقوقية أن محاولة تبرير تدمير الممتلكات الثقافية على أساس مكافحة الإرهاب أو التخطيط الحضري لن تخدع أحدًا، بل إنها تعزز الحاجة الملحة لإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء المنطقة.
وخلال العام الماضي، وصف مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية الذين زاروا بعضًا من المدافن، التي جرى التعرف إليها من صور الأقمار الصناعية التي حللها إيرثوايز أليانس «Earthwise Alliance»، أنّهم رأوا عظامًا جرى نبشها من باطن الأرض، قال خبراء الطب الشرعي المستقلين إنها بقايا بشرية.
وعبرت الدول الغربية وجماعات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بأن الصين احتجزت ما يصل إلى مليوني شخص، معظمهم من مسلمي الإيغور، منذ أن بدأت حملة مكافحة الإرهاب في شينجيانج في عام 2017.
وتصرّ الصين على أنّ استخدامها لما أسمته مراكز التدريب المهني التطوعية في المقاطعة هو تكتيك يهدف إلى منع انتشار التطرّف. ومع ذلك، زعم المعتقلون السابقون أن السجناء يتعرضون للتعذيب، وتجرى عليهم تجارب طبية، ويخضعون للاغتصاب الجماعي.