لا تكاد تغيب مدينة تعز، كبرى مدن اليمن، الواقعة في الجنوب الغربي منه، الا وتعود لتصدر المشهد من جديد، وبالنظر للوضع الذي تعيشه المدينة المحاصرة اليوم فإن أحد ابرز اسباب استمرار معاناتها ومنع تحريريها بالكامل، هو رفضها للمشاريع الأُحادية ومقاومتها لكل مشروع خارج عن اطار الشرعية وتمسكها بموقفها الثابت على طول خط الأحداث.
دخلت الإمارات على خط الأحداث في تعز باكراً، يسرد المتابعون للوضع في تعز، احداث وصور ومحاولات مثل محاولات إنشاء حزام امني، ودعم الفصائل والجماعات المسلحة، وتسليح وتمويل الخارجين عن القانون، وتارة اخرى بإعاقة الجيش الوطني عن مسار استكمال التحرير، ودعمها وتشجيعها للإحتراب الداخلي.
هذه المرة وبعد فشل كل مشاريعها السابقة بقوة السلاح، تدشن الإمارات مشروع مختلف من خلال سعهيا لفرض واقع تشطيري، بمساندة خلايا إعلامية متعددة و جيوش الكترونية هائلة، وهنا يستائل الشارع التعزي ما الذي تريدة الإمارات من تعز؟!
مخطط تشطيري.. إمارات واقاليم:
في اطار مخططها التشطيري الذي تعمل عليه والهادف لتقسيم محافظة تعز، كشفت مصادر يمنية عسكرية وإعلامية عن معلومات جديدة بشأن مخطط الإمارات، تتضمن المعلومات تفاصيل سعي الإمارات لإنشاء إقليم “المخا” على سواحل المدينة المطلة على البحر الأحمر.
وتشير المعلومات التي كشفها مسؤول عسكري في الجيش اليمني إن قادة الإمارات الذين تسلمو الملف اليمني، قد وضعوا الآليات للبدء في مخطط “تقسيم محافظة تعز”، وحددو ثلاث جهات موالية للإمارات لتنفيذ المخطط، “جماعة الحوثي” من جهة الشمال والشرق، وما يعرف بـ “المجلس الانتقالي”، من جهة الجنوب، بينما يتولى “طارق صالح”، نجل شقيق صالح، امر جهة الغرب والساحل.
يشير المسئول العسكري ان اولى خطوات دولة الإمارات في هذا الإطار تبدأ من فصل الريف الغربي ونطاقه “مديرية الحجرية” وضمها الى إقليم “المخا” الممتد من باب المندب مرورا بذوباب وموزع والوزاعية وصولا إلى مدينة المخا غربا على البحر الأحمر.
خلق الفوضى وإثارة الإحتراب:
بشكل واضح بإمكان القارئ لخارطة الأحداث في تعز، ملاحظة تحرك الإمارات من خلال محاولة خلق صدام بين اجهزة الجيش وفصائله ومكوانته، إضافة لصناعة فوضى سواء داخل المدينة من خلال الجماعات المسلحة التابعة لها او في ريف المدينة كما حدث في الحجرية والتربه من احتراب وفوضى امنيه، كانت الإمارات طرفاً واضحها فيها.
وبحسب محللون عسكريون فإن الإمارات استخدمت هذا الأسلوب، ليسهل من عملها لتنفيذ مخططاتها التوسعيه، والرامية لفرض الهيمنه الكاملة على المشهد، وضرب الشرعية والجيش في مقتل.
جناح الشائعات قضية “الحمادي” انموذجاً:
شكلت حادثة مقتل العميد عدنان الحمادي صدمة كبيرة للشارع في تعز، غير ان ما صدم الجماهير اكثر هو عملية الإغراق المفاجئ للفضاء الإعلامي برويات وتسريبات مصطنعه، منذ الوهلة الأولى للإعلان عن اغتيال الحمادي، غالبية هذه التناولات تهدف لحرف مسار القضية، واتهام اطراف وجهات بعينها، وتجاهل اللجان والتحقيقات في هذا الشأن، والإستغلال السياسي للحادثة.
لم تكن قضية اغتيال العميد الحمادي وتوظيفها سياسياً سوى احدى الشواهد على واحد من اساليب الإمارات، ووسائلها الأكثر فتكاً، والتي جندت لأجلها طوابير من الناشطين، وعشرات الوسائل الإعلامية والصحف، وعدد من الخلايا الخارجية، كخلية حمود خالد الصوفي، والداخلية مثل خليه نبيل الصوفي وغيرها من الخلايا، والتي اوكل لها تهيئة الجو إعلامياً امام المخطط الإماراتي وتدخلاتها في تعز.
في هذا السياق كتب الناشط عبدالعزيز سرحان معلقاً على المشهد:
رئيس فرع الناصري بتعز ، عادل العقيبي نشر في صفحته (الاشاعات والتسريبات لا تنتصر للقضايا العادلة بقدر ما تميتها).
نقوله: بعد ايش يا استاذ عادل أصحابك ما تركوا احد ما اتهموه وقد سربوا حتى اشاعات لصحيفة العرب اللندنية المدعومة من الامارات واتهموا أشخاص واحزاب.
ضرب تعز:
يرى ناشطون في تعز تحدثوا “للجند بوست” انه مهما تعددت الأساليب، وتنوعت المخططات فإن الهدف الأول والأخير هو ضرب تعز، وذلك في الحقيقة يعني ضربة موجعة للشرعية من خلال استهداف المدينة الاكبر دعماً لها، وضرب اجهزة الجيش ومؤسسات الدولة فيها.
في خضم كل هذه الأحداث المحدقة، ومخططات استهداف المدينة، تعيش تعز وضع انسانياً مزرياً، وسط انتشار الأمراض والأوبئة، واستمرار الحصار الحوثي لها.
فهل تتغلب تعز كالعادة على كل المخططات، وتخرج من الفخاخ المُعدة لها، متكئة على الوعي المجتمعي فيها، وتلاحم قيادة الجيش والأمن، ام ان النجاح هذه المره سيكتب لمخططات ضربها في ظل تجاهل الشرعية للتهديد الكبير الذي يحاصر المدينة، التي تعتبر اعتى قلاع الشرعية.