بقلم - رشا الفهد
تتقطّع أوصال جنوب اليمن على مدى عقود من الزمن شهد فيها الجنوب دورات متعاقبة من الصراعات والحروب وعانى فيها الشعب من التهميش والاقصاء والتمترس المناطقي بفعل الميليشيات المتصارعة والانهيار الاقتصادي.
لم يعد بإمكان شعبنا تحملها وإدراكا لهذا الواقع بكل جوانبه واستشعارا لأهمية التعاطي مع القضية الجنوبية ظهر مدى احتياج الجنوبيين للائتلاف الوطني الجنوبي الذي يؤمن بكل اطياف الجنوب وبعدالة القضية الجنوبية كقضية محورية صنعتها التحولات السياسية وحولت أرضها المليئة بالخيرات والنعم إلى مسرحا للصراع والعنف والدم والمشاريع القاصرة.
فخطوط الصدع الإقليمية والجغرافية القديمة تظهر مجدداً مقوِّضةً وحدة اليمن ورغبة في عدم تكرار مآسي الماضي وإعادة انتاجه بنفس أدوات التفرد والاستئثار التي لن تنتج إلا أجيالا أخرى من المآسي والآلام
أصبح أبناء الجنوب يدرك ويعي تماما بأهمية دور الائتلاف الوطني الجنوبي و انفتاحه على كل المكونات والقوى الوطنية الجنوبية بعيدا عن دعاوى الاحتكار والاستئثار ورفضه كل شعارات التخوين والتطرف ومد يده لكل الشركاء، ودعواه إلى عمل وطني مشترك يحقق الارادة الشعبية لأبناء الجنوب.
وفي الواقع أن الائتلاف الوطني الجنوبي قد جسد دوراً مرناُ ومثل حلاً معقولاً للكثير من مشاكل الوطن وخصوصاً عند وضع القضية الجنوبية في صلب مخرجاته وكانت فرصة رأى فيها كل حريص على الوطن مخرجا آمنا نحو الدولة الاتحادية لتحقيق الارادة الشعبية لأبناء الجنوب بتمثيل متعدد الأطياف من القوى السياسية والمكونات والحركات الشبابية والمرأة والشخصيات السياسية الجنوبية.
إن التشظّي الحادّ للمشهد السياسي الجنوبي يجعل استعادة دولة جنوب اليمن أمراً صعباً إلى حدّ كبير ومن هنا يأتي دورالائتلاف الوطني الجنوبي في إعادة زرع الأمل في قلوب الجنوبيين وتعزيز قيم الحياة المدنية في الساحة الجنوبية، وتجسيد قيم الديمقراطية واحترام تعدد الآراء والتنوع السياسي وتفعيل دور الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وحقها في ممارسة أنشطتها بحرية كاملة..
وهذا النصر الذي سيحققه الائتلاف الوطني الجنوبي في تلبية ما يتطلع إليه بلهفة أبناء الجنوب.