بقلم - مفضل اسماعيل الابارة
اليوم سيتم اشهار وتوقيع اتفاق الرياض بحسبما هو معلن ..دعونا نتفاءل ان الاتفاق سيكون بداية انطلاقة جديدة للشرعية ومنعطف تاريخي هام من اجل استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي ..ولكن نجاح الاتفاق سيتوقف على ماسيفعله الرئيس هادي بعده .
لانني أعتقد ان هذا الاتفاق فرصة تاريخية للرئيس هادي لحسن اختيار الطاقم الذي سيدير الحكومة والمحافظات المختلفة بحسب مانص عليه الاتفاق .. فهل سيهدر الرئيس هذه الفرصة ايضا.. والتي قد تكون الأخيرة لا أعتقد ذلك ..
ان ماينبغي على الرئيس هادي هو امعان النظر قبل اختيار اي وزير اومحافظ الى مواقفهم في هذه الازمة ومن الانقلاب بشكل عام .. لان بعض تعييناته السابقة للأسف شكلت كوارث عانى منها الوطن مثلما عانى الرئيس هادي نفسه منها .
بل لانبالغ اذا قلنا ان بعض التعيينات السابقة كانت سببا رئيسا في تأخر الحسم واطالة امد الحرب الى اليوم اضافة الى اسباب أخرى مثل نوايا وتصرفات الحليف الاماراتي للاسف .
نعم يستطيع الرئيس هادي أن يحول هذا الاتفاق الى فرصة تاريخية للانطلاق للأمام وتسخير كل طاقات الدولة والتحالف لمواجهة العدو الاكبر لليمنيبن (الحوثي).
وذلك من خلال الآتي :
1_ الإصرار الكامل على العودة العاجلة لكل مؤسسات الدولة الى عدن( الرئاسة والحكومة والبرلمان والسلطة القضائية)
2_ الاصرار الكامل على استلام الشرعية كل المطارات والموانئ والمؤسسات المختلفة في المناطق المحررة
3_ وهذه النقطة الأساسية / حسن اختيار الطاقم الوزاري والاداري للمحافظات من الشخصيات النزيهة القوية ذات المواقف الوطنية الوحدوية التي ستحمل معه العبئ ولاتصبح هي نفسها عبئا عليه وعلى الوطن ..
# مثلا هناك العديد من الوزراء والمحافظين مزدوجي الولاء بين الدولة والانتقالي وهي فرصة لازاحتهم جميعا
# هناك العديد من الوزراء الفاسدين والعاجزين عن فعل اي شي وهي فرصة لازاحتهم واستبدالهم .
# نحن بحاجة الى وزراء اكفاء وطنيين مثل وزير الخارجية الحضرمي وغيره ومحافظين على مستوى المسؤلية مثل بن عديو ومحروس وغيرهم مثل هؤلاء يشكلون صمام امان لشرعية هادي وللوطن فنحن بحاجة الى امثالهم .
# وعلى سبيل المثال لماذا لايعود المناضل الوحدوي نايف البكري كمحافظ لعدن خاصة وهو لم يشارك باي دور في الازمة الاخيرة مع الانتقالي .
4_ يتيح اتفاق الرياض للرئيس هادي أن يستبعد كل قيادات الانتقالي من التعيينات باعتبارهم جميعا ممن شارك وحرض على الانقلاب وعلى الاحداث الاخيرة .. وهنا ليس امامهم الا ترشيح شخصيات متزنة تراعي المصلحة الوطنية .
5_ على الرئيس هادي أن يشرك كل المكونات الجنوبية في حصة الجنوب من الحكومة وهناك شخصيات رائعة في كل المكونات الجنوبية لاسيما من أبناءاقليم حضرموت التي يجب أن تأخذحقها بمايتواءم مع مع حجمها ومكانتها ودورها .
6_ هذه فرصة ايضا للرئيس هادي في اعادة النظر في السلك الدبلوماسي المترهل وفي السفراء الذين يكتفون من أعمالهم باستلام المرتبات واكل حقوق الطلاب والمبتعثين .
7_ كما ان هذه فرصة للرئيس في اعادة النظر في بعض المناصب القضائية الهامة مثل منصب النائب العام الذي لم يحرك ساكنا منذتوليه في الوقت الذي تواصل فيه مليشيات الحوثي محاكمة قيادات الدولة بدءا من الرئيس هادي مرورا باعضاء مجلسي النواب والوزراء ..الخ
8_ كف يد الامارات عن اي تدخل في الشان العسكري اوالسياسي في البلاد حتى ولو فرض علينا الأشقاء بقاءها كاسم شرفي في التحالف .
9_ الالتفات الى من وقفوا مع شرعية الرئيس هادي وناصروه وتكريمهم بمايليق بتضحياتهم لان اهمالهم والتنكر لهم في هذه المرحلة سيكون له تبعات خطيرة في المستقبل .
10_ الالتزام بالمرجعيات الوطنية اساس النجاح للرئيس واساس الانقاذ للوطن.
هذه بعض الشروط والمتطلبات الأساسية لنجاح الاتفاق.. وكلها بيد الرئيس هادي الذي نرجوله كل التوفيق.
وصدقوني انه بحزم الرئيس هادي وبدون دعم الامارات سيصبح الانتقالي مجرد ذكرى من الماضي .
🌻وختاما فإني على ثقة من رعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية وحرصهم على تحرير اليمن وامنه واستقراره لادراكهم ان المؤامرة تستهدفهم بالأساس وأن اليمن هي حائط الصد الأخير عن المملكة الشقيقة.
تمنياتنا لاتفاق الرياض وجهود كل المخلصين بالتوفيق والسداد .
وتصبحون على يمن اتحادي مزدهر يبني الدار ويصون حق الجار.
والله المستعان
مفضل اسماعيل الابارة