بقلم - محمد الدالي
مثل هذا اليوم من عام 2014 نكبة كبيرة حلت على اليمن ارضا وانسانا مستهدفا ْعودة الشعبّ اليمني الى عهود الظلام والجهل والتخلف
لقدمثل هذا اليوم الاسود انتكاسةِ كبيرةِ للمشروع الوطنيَ اللذي ناضل من اجله احرار اليمنَ في شماله وجنوبه و الُمتمثل بالانعتاق من الاستبداد والكهنوت والعبودية ودياجير التخلف والظلام وقيام النظام الجمهوري
غير ان هذه القوى المتخلفة ظلت طوال الخمسين السنة الماضية تعمل خلف الكواليس المظلمة للانقضاض على الجمهورية وبطريقة المكر والخديعة تمكنت من التسلل الى مفاصل النظام الجمهوري المدنية والعسكرية وصولا الى هذا اليوم المشؤم فزحفت بمجاميعها المسلحة من الاقبية المظلمة وكهوف الجبال نحو العاصمة صنعاء واخضعوها للنهب والسلب وصودرت مؤسسات الدولة
وفي ليلة مظلمة غادرت الجمهورية صنعاء وملامح الذهول والدهشة ترتسم على وجوه اليمنيين وكان للحاقدين واصحاب المصالح الحزبية الضيقة دور في مساعدة هذه القوى الامامية للسيطرة على عاصمة اليمن وبقية المحافظات’لقد اريد لهذا اليوم الاسود ان يكون النقيض ليوم السادس والعشرين من سبتمبر اللذي ازيحت فيه الامامة البغيضة واعلن فيه قيام النظام الجمهوري.
بعد أكثر من نصف قرن من عمر ثورة ٢٦سبتمبر ما كنت أتوقع أن يخرج لنا من نخبنا العلمية، والثقافية، والسياسية، والحزبية من يمجد الخرافة، ويحتفي بدعاتها الذين قدموا من خلف التأريخ ليذلوه، ويستعبدوه، ويصادروا حتى لقمة عيشه، إنتقاما لأئمتهم من ثورة استأمننا عليها الأجداد فخانها بعض الأحفاد الذين صيروا أنفسهم عن علم ودراية وفي زمن ثورة تكنولوجيا المعلومات خدما وأجراء يحملون لأولئك المبردقين الأدوات التي ينسفون بها معالم التأريخ النضالي لأبائهم وأجدادهم.
والاكثر خطورة في هذا المشروع الامامي الجديد هو ارتهانه للاجندات الايرانية التي تحلم باعادة هيمنتها على المنطقة العربية بما تحمله من تجريف لهويتها الثقافية والاسلامية فهل نجعل من هذه الذكرى المشؤمة حافزا لشعبنا للتوحد والقفز على المصالح الذاتية ومواجهة هذا الخطر الداهم.