بعد تعرض مليشياتها لهزيمة عسكرية.. الإمارات تصارع الهزيمة السياسية جنوب اليمن

محرر 331 أغسطس 2019
بعد تعرض مليشياتها لهزيمة عسكرية.. الإمارات تصارع الهزيمة السياسية جنوب اليمن

بعد تعرض مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات لهزيمة عسكرية في محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن على أيدي القوات التابعة للحكومة اليمنية اضطرت القوات الإماراتية المتواجدة في المنطقة إلى الانسحاب إلى محافظة حضرموت في أول خسارة عسكرية لها أمام الشرعية في تطور كان له تداعيات سياسية وعسكرية بدأ بعضها في الظهور منذ أمس.

ومثلت هزيمة الإمارات وأتباعها في شبوة ضربة موجعة على مختلف الصعد إذ إنها أغلقت الباب أمامهم باتجاه الشرق وخصوصاً محافظة حضرموت (ذات الموانئ والمطارات وحقول النفط المتعددة) على الرغم من وجود قوات “النخبة الحضرمية” التي تأسست بدعم أبوظبي إلا أن العديد من الخصوصيات المرتبطة بحضرموت تجعل من فرص أي تهورٍ إماراتي شرقاً شبه معدومة في ظل الهزيمة التي مني بها الإماراتيون في شبوة.

ولفتت مصادر سياسية إلى أن تطورات شبوة تأتي في الوقت نفسه الذي لا يعرف مصير لقاءات جدة وابتعاد قيادات المجلس الانتقالي من الواجهة بعدما تشددت السعودية في موقفها من الانفصاليين لا سيما عقب تحديها من قبل المجلس وتجاهل مطالبها وهو ما وتر من العلاقة بين السعودية والإمارات وإن كان الطرفان يحرصان على عدم إظهار خلافاتهما للعلن.

وبعد سيطرة قوات الشرعية على كامل محافظة شبوة وطرد القوات الإماراتية ووكلائها برزت مواقف سعودية متلاحقة وضعتها المصادر في خانة “تلطيف الأجواء” مع الإمارات خصوصاً أنها تزامنت مع نقل التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء السعودية يوم الإثنين السابق عن التحالف السعودي الإماراتي باليمن أنه تم تشكيل لجنة بين السعودية والإمارات لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظتي شبوة وأبين ما عد بمثابة مؤشر على رضوخ أبوظبي للرياض ولكن مع محاولة لـ”حفظ ماء الوجه” للإمارات من خلال إدانة الاتهامات والتحريض الذي تتعرض له والإشادة بدورها في اليمن.

وشدد البيان نفسه على دعم وحدة اليمن والحكومة الشرعية وهي اللغة التي كانت قد تلاشت في الخطاب الإماراتي المعلن عقب الانقلاب في عدن.

وكرد فعل جنوني وطائش من الإمارات بعد شعورها بالهزيمة الموجعة في معارك أبين وشبوة قامت بشكل مباشر وعلني بتنفيذ غارات جوية على القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية.

كما قامت أيضا المليشيات الجنوبية التابعة للإمارات بتصفية جرحى الشرعية وقتلهم في المستشفيات وهو ما يبرهن أن الإمارات سقطت بهذه الممارسات سياسيا وأخلاقيا في اليمن بعد أن فقدت سيطرتها العسكرية على الأرض إثر فرار رجالها من الميدان بعد أربع سنوات من انتهاجها المؤامرات والمكائد بحق اليمنييين.

وتعتبر هذه هي المرة الأول التي تدخل فيها الإمارات علنا ضد القوات الحكومية بعد أن ظلت في السابق تنفذ هجماتها عليها عبر المجلس الانتقالي الجنوبي وغيره من التشكيلات.

ويأتي ذلك بكون أدائها العسكري على الأرض أثبت عدم جدواه بعد أن فشلت سياستها القائمة على فصل الجنوب ومحاربة حزب الإصلاح الذي لا تريد له أن يظل جزءا من الحكومة الشرعية.. كما أن المليشيات الإماراتية في الجنوب ما زالت ملتزمة بتحقيق أهداف أبوظبي الانفصالية لأنها قوات خارجة أصلا عن القانون.

وأعادت الإمارات تموضعها في اليمن بعد التطور الحاصل في الملف الإيراني وإثر توارد التقارير من المنظمات الحقوقية بشأن الجرائم المرتكبة في اليمن وبالتالي فإنها تريد أن تنأى بنفسها عن كل هذا لكنها كانت مدركة أن مليشياتها ستتابع المهمة ولما هزمت في المعارك الأخيرة ذُعرت الإمارات وبدأت تصارع سكرات الخوف من الهزيمة مجددا فجاءت عبر الغارات لتثبيت وكلائها ليكونوا لاعبين على طاولة المفاوضات مع الحكومة الشرعية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق