منذ اعلان مليشيا الحوثي التمرد وبدأت في شن حروبها على اليمنيين في 2004 تجند في صفوفها خدمة لأفكارها الطائفية أصحاب السوابق وخريجي السجون في كافة المحافظات التي اجتاحتها.
ومع “انتفاشة” المليشيات في 2014 انظم إليها وجهاء وأعيان ومسؤولون هم أسوء من في المجتمع فقد رضوا أن يكونوا أداة رخيصة بيد المليشيات لقتل اليمنيين وتفتيت اليمن واسقاط الدولة ومؤسساتها واعادة المشروع الطائفي السلالي الكهنوتي لمتخلف لحكم الينيين.
بدأ بروز دور تلك العناصر الخائنة تزامنا مع حصار المليشيات الحوثية لمحافظة عمران مطلع العام2014 بتآمر من بعض أبنائها وها هم اليوم يتجرعون بعضا مما أذاقوا الناس من ويلات وجرائم.
يقول وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد على صفحته في الفيس بوك مع حصار المليشيات لمحافظة عمران تأمر الخونة على اللواء “310 مدرع بقيادة العميد الركن حميد القشيبي وهو أول لواء عسكري تأسس في الجيش اليمني بعد ثورة 26 سبتمبر1962 التي أطاحت بالعهد الامامي الكهنوتي الرجعي.
واعتبر سعيد ثابت أن اللواء كان بمثابة جدار الحماية الأخير للنظام الجمهوري في عمران وحارس البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء فارتكبت بحق منتسبيه مذابح مروعة قُتل فيها الضباط والجنود ومُثلت بجثثهم وعلى رأسهم قائد اللواء الشهيد حميد القشيبي الذي تم تصفيته بنحو 85 عيار ومن مسافة صفر وهُشّم جزء من جسده بآلات حادة بحسب تقرير طبي.
المواجهة التي حدثت قبل ثلاثة أيام في مديرية ريدة بين مسلحي المليشيات ومقتل مجاهد القشيرة جعل معظم الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون أبرز عشرة شخصيات خانت الوطن وساهمت في اسقاط محافظة عمران وكيف كافئهم المليشيات اليوم مقابل خياناتهم.
الموت بظروف غامضة:
أبرز تلك الأسماء هما ياسر فيصل الأحمر الذي أعلنت المليشيات مقتله في ديسمبر 2017 في غارة لطيران التحالف وبذات الأسلوب أيضا مع الشيخ عويدين الغولي الذي أعلنت مقتله في غارة لطيران التحالف في يونيو 2018 مع نجله وثلاثة من مرافقيه فقد تم التخلص أيضا من الشهود كما يرى محللون.
لم تكن المليشيات قد لجأت لأسلوب التصفية علنا كما حدث مع القشيرة والسكني فقد وجدت في غارات الطيران خير ضالتها في التخلص من ابرز الشخصيات في صفوفها التي تبحث عن حصتها من الجبايات والنفوذ في حين أن صالح ناصر الاحمر ومحمد يحي الغولي ماتا في ظروف غامضة ولم يعرف أحدا مزيدا من المعلومات عن سبب موتهما.
التصفية والسحل بالشوارع:
منتصف يوليو الجاري وجد الشيخ القبلي سلطان الوروري منتصف يوليو الجاري، مقتولا في طريق مؤدي إلى منزله في قفلة عذر محافظة عمران فقد زار الوروري عناصر من مسلحي المليشيات وعند مغادرتهم رافقهم الوروري إلى مكان خارج القرية حيث تم قتله ونهب سيارته وسلاحه بحسب مصادر محلية.
الشيخ القبلي مجاهد قشيره من أبناء مديرية ريد عمران كان له دور في اسقاط عمران والتنكيل بالسكان وكذلك في صنعاء فقد تخلصت مليشيا الحوثي منه بطريقة وحشية وبشعة في 20 يوليو الجاري وسحلت جثته على الشارع وفجرت منزله وقتلت عدد من أنصاره.
أما الشيخ أحمد السكني وهو من أبناء عمران أيضا تم تصفيته في صنعاء من قبل أحد عناصر المليشيات.
الاعتقال والإقامة الجبرية:
تختلف المكافئة من خائن إلى آخر بحسب الخدمة والمنزلة فعلى سبيل المثال يعيش مبخوت المشرقي وعلي حميد جليدان وعلي عزيز الحجيري ومجاهد القهالي تحت الاقامة الجبرية وبحسب ناشطين فإنهم يتعرضون للاعتقال بين حين وآخر وفي المعتقل يتعرضون للضرب والاهانة والتهديد بالقتل وتفجير منازلهم.
وبالنسبة لبقية العصابة من الخونة الأشهر وهم يحيى داحش العبدي صالح زمام المخلوس وصادق ابو شوارب فقد اختفوا عن الأنظار والأسماع أيضا ولم يعلم أحد أين هم؟ وما مصيرهم ومتى سيأتي الدور عليهم، بحسب ناشطين.
بعد أن أدوا دورهم في خيانة وطنهم خلعتهم المليشيات كأحذية بالية مهترئة وقذفت بهم إلى زبالة التاريخ الواحد تلوى الآخر وهو مصير محتوم يعرفه كل من قرأ التاريخ وقصص مثل هؤلاء فالقتل والتمثيل بالجثث والسحل وتفجير المنازل هي مكافئة تمنحها المليشيات لمثل هذه الفئة الذين مهدوا لها الطريق لإسقاط مؤسسات الدولة وقتل الأبرياء فهل سيعتبر من لا يزال يعمل مع تلك المليشيات بعد كل تلك الجرائم التي تقشعر لها الأبدان أم أنهم كالأنعام لا يفقهون.