الحديث عن الشيخ أحمد العيسي هو حديث عن واحد من أهم الشخصيات التي أنجبتها الأرض اليمنية الأصيلة الضاربة في العراقة والسباقة في ميدان الحضارة والمجد؛ ذلك أن الشيخ العيسي بإنجازاته الفذة و”الاستثنائية” وقيمه الوطنية السامية وصولاته الكبرى في مضمار الدفاع عن الوطن قد خط سفره الخالد في صفحات التاريخ اليمني الجليل.
ولعلنا لا نجانب عين الحقيقة إن قلنا أن القدر قد ساق هذا الرجل “الإنسان” والاقتصادي النبيه والتجاري الفذ والرياضي الشغوف والوطني النزيه والسياسي الصادق ليكون بمثابة الغيث إذ حط فوق يباب اليمنيين في زمن التشرذم والهزائم والإندثار.
هو قائد الانتصارات الأول، وهو عرّاب النجاحات الكبرى، وهو قبل كل هذا وذاك المحارب الجسور في خندق الوطن أمام كل الأعاصير والمؤامرات.
-
من هو الشيخ أحمد العيسي؟
هو الشيخ أحمد بن صالح العيسي، يبلغ من العمر حالياً عطاءً وطنيا دفاقا يفوق سنين عمره، وهو رجل أعمال واقتصادي وسياسي يمني. كما أنه الرئيس التنفيذي لمجموعة العيسي للتجارة والاستثمار والتنمية. ويشغل حاليا منصب نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية. وهو رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم.
ولد الشيخ أحمد صالح العيسي في (يونيو 1967م) في محافظة عدن، وعاد إلى مديرية مكيراس محافظة أبين حيث تنتمي إليها أسرته، ثم غادر المحافظة صغيرا إلى محافظة الحديدة وهناك أكمل تعليمه الاساسي والثانوي
ولم تتوقف مسيرته العلمية إذ حصل كذلك على شهادتي البكالوريوس والماجستير في ادارة الأعمال.
وقد كانت الخمسة العقود التي مرت من حياة الشيخ العيسي كافية لأن يحقق أكبر الإنجازات والنجاحات سواءاً على المستوى الشخصي، أو على المستوى الوطني والتي توجت بأحد إنجازاته السياسية الكبيرة المتمثلة بولادة الائتلاف الوطني الجنوبي، الذي شكل أقوى حائط صد أمام المشاريع الصغيرة التي تهدف الى تمزيق البلاد.
وليس بمستغرب عليه كل هذا المجد الذي يطويه بين صفحات نضاله، فهو سليل أسرة عريقة لها رصيدها النضالي الكبير ضد المستعمر البريطاني إبان احتلاله للجنوب اليمني حتى خروج آخر جندي بريطاني في العام 1967م.
آل العيسي كان لهم قصب السبق في حمل البندقية ضد بريطانياً، الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، حتى جلائها من اليمن، وشاركوا بفاعلية كبيرة بعد التحرير لإعادة بناء ما خربه المستعمرون.، فتقلّد العديد من أفراد هذه الأسرة المجيدة مختلف المناصب المدنية والعسكرية في الدولة الجنوبية المحررة حديثاً: جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً.
وكان لهذه الأسرة النضالية العريقة الدور الخالد في مختلف المجالات، سياسياً وعسكرياً وتربوياً ونقابياً، وكذا في مجالات الصحافة والخارجية والجمارك وغيرها.
ومن المواقف النضالية الخالدة التي تسجل لهذه الأسرة العريقة وقوفهم في صف الرئيس الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي، قائد الجناح اليساري في الجبهة القومية والتي أجبرت قوات الاحتلال البريطاني على الانسحاب من اليمن الجنوبي في 30 نوفمبر، 1967.
الانقلاب الذي قاده فصيل من الراديكاليين في الجنوب ضده انتهى بإعدامه في يونيو 1978م، وسجن العديد من رجالات آل العيسي في تلك الفترة لوقوفهم الوطني في صفه، من بينهم سالم أحمد العيسي.
وليست تلك آخر تضحيات آل العيسي، حيث قتل أيضاً البعض من أفراد هذه الأسرة العريقة لوقوفهم مع الشرعية في عهد الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد، في الأحداث الدامية التي تعرف بأحداث 13 يناير الأسود 1986م ومن بينهم الشهيد محمد صالح العيسي، بالإضافة الى نائب وزير التربية والتعليم آنذاك، الشهيد أحمد صالح طالب العيسي.
كما قدمت أسرة العيسي الشهيد اللواء عمر العيسي في معارك مواجهة المتمردين الحوثيين في صعدة.
وحضرت هذه الاسرة في نقابة الصحفيين اليمنيين من خلال الشيخ علي صالح العيسي شقيق الشيخ احمد صالح العيسي، وقد بترت يده في أحداث 13 يناير الأسود.
ولم يتوقف ركب الشهداء الخالدين في فداء الوطن ليلحق الشهيد قاسم بن قاسم العيسي على يد جبناء الغدر والاغتيالات في عدن بوالده بعد اكثر من ثلاثين عاما.
كما يحضر اسم الدكتور سالم صالح العيسي كاسم لامع في الدبلوماسية اليمنية، إذ شغل منصب مدير العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع، ومن ثم سفيراً لليمن في دولة تشيكوسلوفاكيا سابقاً.
ولهذه الأسرة مكانة اجتماعية واقتصادية كبيرة في مديرية التواهي بعدن، حيث انطلقت تجارتهم وحيث بنوا دورهم ومساكنهم، كما كان لهذه الأسرة دور اقتصادي ملموس في مختلف ربوع الوطن الواحد شمالاً وجنوباً.
وهذا الحراك السياسي الفاعل لهذه الأسرة العريقة كان له الدور في تشكيل لبنات ومداميك شخصية الشيخ العيسي، فكان بحق “صخرة” تكسرت عليها كل المؤامرات الخبيثة التي حيكت ضده أو ضد وطنه: اليمن الواحد.