شرعية صارمة هي ما يريده اليمنيون

21 يونيو 2019
شرعية صارمة هي ما يريده اليمنيون
أبو زين
أبو زين

بقلم - أبو زين

 

أكثر المتشائمين في الشرعية لم يكن ليتخيل أن هذه السلطة ستتمكن من إسقاط أخطر مخطط انقلابي استهدف اليمن كدولة واحدة، والسلطة كمنظومة رادعة ضد كل الطامعين، أما أكثر المتفائلين في ذات المعسكر فلم يكن يتوقع أن يحدث هذا النصر الكبير ضد المرتزقة التي تمولهم الإمارات في غضون أيام فقط.

ولأشهر كثيرة ونحن تضج آذاننا بصيحات وتهديدات مناصري “الانتقالي” وعنتريات قيادته التي أظهرت كماً هائلاً من “الخفة” ومن الاستهتار بالوقائع على الأرض، تحت تأثير مخدر الأرتال العسكرية المهولة التي ظلت تغترفها هذه الكيانات العميلة وتكدسها في معسكراتها ومخازنها منذ إفشال المخطط الإنقلابي الإماراتي قبل عامين في عدن.

اعتقد هؤلاء اللصوص أن العتاد العسكري المتزايد وحملات التجنيد التي استهدفت الآلاف في جميع مدن الجنوب اليمني ستمكنهم من إزاحة السلطة الشرعية وستمكنهم من تمزيق اليمن وتشطيره، تحقيقاً لأطماع الممول والآمر الناهي في أبوظبي، والذي غرته أمواله الوفيرة بأنه قادر على إخضاع اليمنيين تحت هيمنته.

في عدن وشبوة وأبين والمكلا ولحج وزعت الإمارات مرتزقتها المحليين في حملة تجنيد وتسليح غير مسبوقة. حتى سقطرى، تلك الجزيرة الآمنة الوادعة في قلب المحيط الهندي لم تسلم من جشعهم، فبعثوا بكتائبهم وأسلحتهم ووزعوا أموالاً طائلة لسكان الجزيرة للانخراط في هذا الجيش الجديد: جيش العبيد.

ثم لما رأوا أنفسهم أكثر عدة وعتاداً من الجيش الوطني انتقلوا الى المرحلة الثانية من المخطط: التحرك العسكري وفرض السيطرة بالقوة على أهم المدن، يتلو هذا اجتياح واسع لبقية المدن التي لم تخضع لسلطتهم وعلى رأسها مدن وادي حضرموت.

ويكفي أن نعرف أنه وبمقابل كل طقم عسكري بيد الجيش في شبوة مثلاً كان لدى مليشيات الحزام الأمني عشرة أطقم.

أما الجيش الوطني فلم يلتفت لهذا الفارق الشاسع في القوة، وأظهر شجاعة استثنائية في مواجهة كتائب الإرتزاق. وهنا تبرز حادثة فريدة من نوعها في المناوشات التي حدثت مؤخراً بين الشرعية وقوات “الانتقالي”، ففي سقطرى حاولت كتيبة بأكملها من مليشيات الحزام الأمني اقتحام ميناء حولاف. استغلت خلو المكان من أية قوات سوى عشرة جنود هم قوام حراسة الميناء. اقتحم عشرات المهاجمون المكان غير أن هؤلاء العشرة المقاتلين تصدوا لهم بكل شجاعة. كادوا يقتلون قائدهم الذي أصيب وأسعف على عجل، وعاد بقية المرتزقة من الموقع مهزومين وخائفين.

ليست أساطيراً تروى، لكنه واقع عشناه. والتاريخ لطالما أخبرنا انه “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”، وأن أصحاب الباطل ضعفاء القلوب مهما أبدوا عكس ذلك.

ويبقى علينا أن ننتظر لحظة الانتصار الأكبر: عودة الرئيس هادي الى عاصمة البلاد المقتة رغماً عن أنف الإنفصاليين والإماراتيين. وإن غداً لناظره قريب.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق