بعد 62 عاما على إطلاق أول بطولة لكأس أمم أفريقيا لكرة القدم، تستعد مصر لاستضافة منتخبات القارة السمراء في النسخة 32 من البطولة التي سيشارك فيها 24 منتخبا لأول مرة. وعلى مر تاريخها الطويل حفلت البطولة بالإنجازات والأرقام القياسية والمفاجآت، وحتى الصدمات.
بينما تستعد مصر لاستضافة النسخة الثانية والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية، نعود بكم في لمحة على تاريخ هذه البطولة، من أبرز تطورات تنظيمها، مرورا بأهم المفاجآت التي شهدتها، إلى الأرقام القياسية التي سجلتها المنتخبات ونجومها الذين خطفوا الأضواء في الدورات المتعاقبة.
ثلاثة منتخبات في أول دورة
بينما سيشارك 24 منتخبا في الدورة الـ32 من كأس الأمم الأفريقية في مصر للمرة الأولى في تاريخ البطولة، لم تشارك في الدورة الأولى التي أقيمت عام 1957 سوى ثلاثة منتخبات هي مصر وإثيوبيا والسودان صاحبة الضيافة. علما بأن منتخبا رابعا كان يفترض أن يشارك هو منتخب جنوب أفريقيا لكونه منتخب إحدى الدول المؤسسة للاتحاد القاري للعبة، ولكن تم استبعاده بسبب إصراره على اختيار لاعبين بيض فقط إبان حقبة التمييز العنصري.
ومع استقلال عدد من الدول الأفريقية في ستينيات القرن الماضي، بدأ يزداد أعضاء اتحاد اللعبة في القارة السمراء، وعدد المنتخبات المشاركة في البطولة، من أربعة عام 1962، إلى ستة عام 1963، فثمانية عام 1968، لتستمر بعدها زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 12 عام 1992، ثم 16 عام 1996.
مصر صاحبة السجل الأفضل
سيكون منتخب الفراعنة الذي يلعب على أرضه في هذه الدورة مطالبا بالارتقاء لمستوى السجل الذهبي لمصر في البطولة. إذ إن المنتخب المصري هو الأكثر تتويجا بالبطولة بسبعة ألقاب، والأكثر وصولا للمباراة النهائية بالمشاركة مع غانا بتسع مرات، والأكثر تسجيلا في البطولة مع 159 هدفا، والأكثر مشاركة في البطولة التي بلغها 24 مرة، وستكون مصر مع انطلاق البطولة الأكثر تنظيما للبطولة بخمس مرات.
اللاعب الأكثر مشاركة
يتشارك لاعبان بهذا اللقب، هما المصري أحمد حسن والكاميروني ريغوبرت سونغ، إذ شاركا في ثماني بطولات، والطريف أنهما شاركا في البطولات الثمانية ذاتها، وهي 1996، 1998، 2000، 2002، 2004، 2006، 2008، 2010.
أفضل هداف
أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في تاريخ البطولة هو الكاميروني صامويل إيتو الذي أحرز 18 هدفا في ست مشاركات له مع منتخب بلاده، وهو أيضا اللاعب الذي أحرز أهدافا في أكبر عدد من البطولات، بالمشاركة مع الغاني أسامواه جيان، والزامبي كالوشا بواليا. أما أفضل هداف في بطولة واحدة فهو لاعب منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) نداي مولامبا، الذي أحرز تسعة أهداف في بطولة عام 1974.
أكبر لاعب وأصغر لاعب في تاريخ البطولة
يحمل حارس المرمى المصري عصام الحضري لقب أكبر لاعب في تاريخ البطولة، إذ كان عمره 44 عاما و21 يوما عند مشاركته في المباراة النهائية لدورة عام 2017 بين مصر والكاميرون. أما أصغر لاعب شارك في البطولة فهو لاعب منتخب الغابون شيفا نزيغو، الذي شارك في مباراة بلاده أمام جنوب أفريقيا عام 2000 وعمره 16 عاما و93 يوما.
أكبر وأصغر مسجلي الأهداف
شيفا نزيغو لاعب الغابون هو نفسه أصغر لاعب سجل هدفا في تاريخ البطولة عندما سجل في مباراة بلاده ضد جنوب أفريقيا عام 2000 وعمره 16 عاما و93 يوما. أما أكبر لاعب سجل في البطولة فهو المصري حسام حسن الذي سجل في مرمى منتخب الكونغو الديمقراطية في بطولة عام 2006، وكان عمره حينها 39 عاما و174 يوما.
اللاعب الفائز بأكبر عدد من البطولات
لقب يحمله مصريان هما أحمد حسن وعصام الحضري، إذ كان كلاهما لاعبين في منتخب الفراعنة عند تتويجه باللقب أعوام 1998، و2006، و2008، و2010.
المدرب الأكثر تتويجا
كذلك يتشارك مدربان بهذا اللقب، أولهما الغاني تشارلز غيامفي الذي قاد نجوم بلاده السوداء لثلاثة ألقاب أعوام 1963، و1965، و1982. والثاني هو المصري حسن شحاتة الذي قاد منتخب الفراعنة للقب أعوام 2006، و2008، و2010.
المدرب الأكثر مشاركة
شارك المدرب الفرنسي كلود لوروا أكثر من أي مدرب آخر في كأس الأمم الأفريقية، إذ وصل بالمنتخبات التي دربها تسع مرات للنهائيات، كما أنه المدرب الذي قاد أكبر عدد من المنتخبات، إذ إنه أشرف على تدريب ستة فرق هي الكاميرون (1986، 1988) والسنغال (1990، 1992) وغانا (2008) والكونغو الديمقراطية (2006، 2013) والكونغو (2015) وتوغو (2017).
المدرب الوحيد الحائز على اللقب مع منتخبين مختلفين
هيرفي رونار، فرنسي آخر هو الوحيد الذي تمكن من إحراز اللقب مع منتخبين مختلفين هما زامبيا عام 2012، وساحل العاج 2015. وسيسعى لتعزيز رقمه القياسي في البطولة القادمة، إذ إنه سيكون حاضرا على رأس منتخب أسود الأطلس المغربي.
المدرب المتوج ببطولات كبرى مع منتخبات أفريقية
يكمل المدرب روجيه لومير عقد المدربين الفرنسيين البارزين في البطولة، إذ إنه توج بالبطولة مع منتخب تونس عام 2004 بعد أن فاز مع منتخب بلاده بكأس العالم عام 1998 كمدرب مساعد، ثم تولى تدريبه منفردا ليحرز معه بطولة أوروبا عام 2000، ثم كأس القارات عام 2001.
صدمات ومفاجآت
زائير تقصي الفراعنة
لطالما كان المنتخب المصري من عمالقة البطولة، وكان مرشحا فوق العادة لإحراز اللقب عندما استضاف بطولة عام 1974. وكان متقدما على منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) بهدفين نظيفين في مباراة نصف النهائي، ولكن الزائيريين قلبوا الطاولة على الفراعنة وهزموهم 3-2 ليبلغوا المباراة النهائية التي فازوا فيها على منتخب زامبيا ليحرزوا لقبهم الثاني، والأخير حتى يومنا هذا.
زامبيا تتجاوز المأساة وتصنع المعجزة
تعرض المنتخب الزامبي لكرة القدم لمأساة مروعة عام 1993 عندما سقطت طائرته مودية بحياة 18 لاعبا بجانب عدد من أعضاء الطاقم الفني للفريق. وكان الكثيرون يعتبرون أن مشاركة المنتخب الرديف الذي تم تشكيله من لاعبين مغمورين ستكون رمزية في بطولة عام 1994، ولكنه خالف كل التوقعات وبلغ المباراة النهائية التي خسرها بصعوبة أمام نسور نيجيريا 2-1.
مشاركة أولى بعد استبعاد ولقب أول
بعد أن كانت جنوب أفريقيا مستبعدة من المشاركة في البطولة بسبب سياسة الفصل العنصري، شاركت لأول مرة في بطولة عام 1996 التي استضافتها، وكانت المفاجأة في إحرازها اللقب متغلبة في المباراة النهائية على نسور قرطاج 2-0.
ثلاث بطولات، فثلاثة غيابات
بعد أن أحرز المنتخب المصري لقب البطولة أعوام 2006 و2008 و2010، تغيب الفراعنة عن الدورات الثلاث التالية أعوام 2012، 2013، و2015.
بطولة بغياب العمالقة
شكلت نسخة عام 2012 علامة غريبة في تاريخ البطولة، إذ فشل خمسة من عمالقة اللعبة في القارة السمراء من التأهل للنهائيات هي مصر والجزائر والكاميرون وجنوب أفريقيا ونيجيريا، ما دفع كثيرا من المراقبين لاعتبارها بطولة “جافة”.
ماراثون الركلات الترجيحية
شهدت المباراة النهائية لبطولة عام 2015 أطول ماراثون من الركلات الترجيحية في مباراة نهائية لبطولة كبرى في التاريخ، إذ سدد لاعبو غانا وساحل العاج 22 ركلة ترجيحية، 11 ركلة لكل منتخب، قبل أن يتمكن الأفيال من انتزاع الفوز من النجوم السوداء 9-8، وتحقيق لقب غاب عنهم طويلا.