بقلم - خالد الرويشان
أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية معروفٌ بعشقه للإثارة الصحفية والشهرة الفارغة حتى لو كان ذلك ضد سياسة بلده دولة الكويت!
يسهر مع أحدهم سهرةً طريفةً فيكتب على إثرها مقالاً حنّانا طنّانا على هوى المضيف! الحياة عنده سهرة طويلة دائخة غائبة عن الوعي .. تأمّلوا افتتاحيته اليوم في صحيفته لتحكموا !
اقرأوا كي تتاكدوا أن هذا الرجل لا علاقة له بالتاريخ ولا بالسياسة أو بالثقافة أو حتى بالصحافة ..
يقول أن البريطانيين سعوا إلى توحيد شطري اليمن في عشرينيات القرن الماضي !
لم أر نكتةً تضحك حتى الغنم سوى هذه!
بريطانيا تسعى لتوحيد اليمن في 1920 !! لايعرف جار الشيطان أن بريطانيا لم تكن قد وحّدت سلطنات الشطر الجنوبي من اليمن حينذاك فبعض هذه السلطنات كانت دولا وبأعلام وطوابع بريد حتى وحّدتها الجبهة القومية تحت راية واحدة بثورة 14 أكتوبر 1963 واستقلال ال 30 من نوفمبر 1967 عن الاستعمار البريطاني الذي دام 133عاماً!
ويقول جار الشيطان أن الوحدة اليمنية لا تتناسب مع الاختلاف الثقافي بين الفريقين!
الفريقين! لم يقلها قبلك كاتبٌ حتى من الدرجة العاشرة! تقول فريقين عن شعب يتجاوز تعداده ال 30 مليونا
أيّ اختلافٍ ثقافي بين الفريقين يا رجل! سيتم توحيد الناديين حلاً للإشكال!
الاختلاف الثقافي لم يمنع توحيد أكبر جمهورية في العالم وهي الصين! ألف لغة وألف قومية ومليار وستمئة مليون من البشر يا عشرة انفار افندي!
الاختلاف الثقافي لم يمنع توحيد عملاق آسيا الهند! مئات اللغات والقوميات ومليار وثلاثمئة مليون من البشر يا جار الشيطان!
وحدها إسرائيل مبسوطة منك! فتقسيم اليمن وتفتيت الدول العربية هو هدفها الأكبر كما تعرف من زمااان أيها الثمانيني البشع!
قل لي ما مصلحتك في تقسيم اليمن؟!
كثيرون في الكويت يظنون أن أصلك من اليمن! بينما تريد تفتيته يا فتات الصحافة والسياسة
ثقوا يا إخواننا في الكويت أنّ من يريد تفتيت اليمن اليوم سيفتت الكويت غدا .. فحذارِ يا كويت العرب ودرّة الثقافة وجوهرة المواقف من سهارى آخر الليل على موائد السفراء وإيحاءآتهم وغمزاتهم!
يختم جار الشيطان مقالته البائسة باقتراح تقسيم اليمن متسائلا بغباء لا نظير له: ماذا يمنع من تحقيق هذا المطلب أقلّه تكون هناك دولة جنوبية مسالمة هادئة منسجمة مع محيطها العربي؟!!
تأملوا الجهل المركّز! وكأنه يقترح تقسيم تورتة احتفال لا تقسيم بلد كبير ..وشقيق! وما أحلى كلمة شقيق باللهجة الكويتية!
هذا رجل لا يأسف على شيء!
أصلاً هو لا يشعر بأي مسؤولية أخلاقية أمام العرب واليمنيين ..وقبل ذلك أمام كويت العرب ..كويت اليمن!
لو كان كتب عن مصر أو الجزائر أو المغرب أو السعودية بهكذا استهتار لقامت القيامة وأحرقته حياً
لكنه اليمن المكسور الحزين اليوم!
وقيادته الغائبة المسافرة
والتحالف الغامض الصامت!
صحفي يكتب ويقترح موضوعا أكبر منه!
يكتب ويقترح وهو لم يدرس تبعات ونتائج اقتراحه الغبي .. تقسيم اليمن! لم يدرس نتائج تقسيم اليمن على اليمنيين أنفسهم وعلى الإقليم!
وبعد أن يصبح اليمن بشعبين وجيشين متقاتلين على حدود دولتين ووسط إقليمٍ عاشق للتقاسم! .. حتى أن الاقليم تقاسم وانقسم حول اليمن الواحد اليوم وهم يحرّرونه من الحوثي! فما بالك وقد أصبح اليمن يمنين بجيشين على الحدود!
يا أحمد جارالله ..
أعرف أنك لا تمثّل كويت العرب ولا سياستها ولا ثقافتها .. ولا تاريخها الناصع مع اليمن واليمنيين
أعرف أنك تهرف بما لا تعرف!
لاتعرف تاريخ اليمن ولا سياسة بلدك الكويت!
لكننا نعرف أن كلامك مجرد نزوة في سهرة!
لستَ الكويت ولن تكون!
تقسيم اليمن أكبر هدية لإيران أيها الدائخ المتذاكي!
تقسيم اليمن أكبر هدية للحوثي المتربص لهدية تهبط عليه لإنقاذه من ورطته
تقسيم اليمن كارثة كبرى لقرنٍ قادم على الأقل! كارثة على الخليج قبل اليمنيين!
اقرأ التاريخ
واقرأ العالم
العالم كله مع اليمن الكبير .. العرب وأوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا وآسيا ..الدنيا كلها سواك أيها العربي الشقيق!
لايحب اليمن كبيرا سوى الكبار
ولايحبه مفتتاً صغيرا سوى الصغار!
خالد الرويشان