في وقت سابق من هذا العام، فوّضت شركة الأمن الإلكتروني “ديب إنستنكت” فنان الإنترنت جوه أو دونغ بحشو حاسوب محمول يزيد عمره على عشر سنوات بستة من أخطر فيروسات الحواسيب في العالم.
والآن، يعرض هذا “العمل الفني” -الذي أطلق عليه صاحبه اسم “ثبات الفوضى”- للبيع في المزاد العلني، وقد تقدم لشرائه حتى الآن عدة مئات من المزايدين، مما جعل سعر أخطر حاسوب محمول في العالم يتجاوز 1.2 مليون دولار.
ومع ذلك فإن هذا الحاسوب المحمول -وفقا لموقع “ذي فيرج” المعني بشؤون التقنية- آمن تماما، طالما أنك لم تربطه بشبكة واي فاي أو توصله بوحدة تخزين يو إس بي.
وفي تصريح لموقع “ذي فيرج”، يقول الفنان جوه أو دونغ إن الغرض من الحاسوب المحمول هو جعل التهديدات المجردة التي يمثلها العالم الرقمي أمرا ملموسا.
وقال جوه “لدينا هذا التصور بأن الأشياء التي تحدث في أجهزة الحاسوب لا يمكن أن تؤثر علينا فعليا، لكن هذا أمر سخيف، فالفيروسات التي تُستخدم كسلاح وتؤثر على شبكات الطاقة أو البنية التحتية العامة يمكن أن تسبب أضرارا مباشرة”.
والفيروسات الستة الموجودة في الحاسوب المحمول (وهو من نوع سامسونغ بشاشة قياس 10.2 بوصات ويعمل بنظام ويندوز إكس بي)، تم اختيارها لحجم الأضرار الاقتصادية التي سببتها.
وتضم الفيروسات: فيروس “آي لاف يو ” (ILOVEYOU) وهو برمجية ضارة تعود إلى سنة 2000 تظهر غالبا كـ”رسالة حب” مرفقة برسائل البريد الإلكتروني، و”وناكراي” (WannaCry) وهو من فيروسات هجمات طلب الفدية التي تسببت في إغلاق حواسيب مستشفيات ومصانع في جميع أنحاء العالم عام 2017.
ويقول جوه إن “وناكراي” هو أفضل مثال للكيفية التي يمكن أن تسبب بها الهجمات الرقمية أضرارا فعلية، فوانا كراي تسبب في أضرار لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تعادل مئة مليون دولار، وأدى إلى إلغاء عشرات الآلاف من مواعيد الأطباء.
ويضيف جوه “ليس من التجاوز القول إن هذا (الفيروس) تسبب بضرر بشري كبير، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تتبع الضرر إلى مريض بعينه”.
وفي الإجمال، يقدر جوه أن الفيروسات الستة التي يضمها الحاسوب المحمول تسببت في أضرار اقتصادية بقيمة 95 مليار دولار.
والحاسوب “القطعة الفنية” مطروح حاليا للبيع بالمزاد العلني، ويمكن متابعة البث الحي للمزاد وتفاصيل مواصفات الجهاز والفيروسات الست التي يضمها على هذا الرابط.
وقد وصل سعر الحاسوب حاليا إلى 1.2 مليون دولارا، وقد يبدو هذا المبلغ كبيرا جدا مقابل حاسوب قديم مليء بالفيروسات، لكن جوه يقول إنه يحب أن يفكر في قطعته الفنية على أنها “نوع من الحيوانات الرمزية (Bestiary)، وفهرس للتهديدات التاريخية”.