فضيحة جديدة لدور بريطانيا المشبوه في اليمن.. الكشف عن مراسلات بين مليشيا صنعاء ولندن

محرر 228 أبريل 2019
فضيحة جديدة لدور بريطانيا المشبوه في اليمن.. الكشف عن مراسلات بين مليشيا صنعاء ولندن

كشفت سلطات الانقلاب الحوثية في صنعاء، اليوم السبت 27 ابريل/نيسان، عن ”رسالة بريطانية خطيرة“، بعثها مجلس العموم، في ”فضيحة“ جديدة، تضاف لسجل بريطاني ودورها المساند للانقلابيين.

وبحسب وكالة ”سبأ“ بنسختها الحوثية، فقد ناقش مجلس النواب الموالي للانقلاب، اليوم، المجلس الأخ يحيى علي رسالة من رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركاو، في رد من على رسالة سابقة للمجلس.

وقالت الوكالة ان رسالة مجلس العموم تضمنت ”توجيه الشكر لرئيس مجلس النواب على رسالته المؤرخة 15 أبريل الجاري بشأن الوضع في اليمن والتي أكدت متابعة البرلمانيين البريطانيين في مجلس العموم لتطورات مجريات الأحداث في اليمن“.

ولفت رئيس مجلس العموم البريطاني إلى أن ”رسالة مجلس النواب اليمني تطرقت لما يعانيه اليمن من وضع مأساوي وكونها مسألة ملحة وعليه فقد أحال الموضوع إلى لجنة الشؤون الخارجية والهيئة المسئولة عن السياسة الخارجية للأمن في المملكة المتحدة لاطلاعهم على ما يحدث ليكونوا على معرفة بذلك“.

وكانت رسالة مجلس النواب الفاقد شرعيته، تضمنت شكوى الحوثيين من تحركات التحالف لعقد اجتماع البرلمان اليمني الذي انعقد في مدينة سيئون، في 13 أبريل/نيسان.

واعتبرت رسالة ”الراعي“ عقد جلسات البرلمان في ”سيئون“ ”باطلا ولا يوجد له أي مبرر دستوري أو قانوني ولا يجوز التعامل معه بأي من مخرجاته، وخيانة وطنية لانعقاده تحت حماية وحراسة القوات السعودية التي تنتهك سيادة اليمن في حضرموت والمهرة وعدد من المحافظات اليمنية“.

وأكد ”مجلس الراعي“ في رسالته الى ”لندن“ انه ”المؤسسة التشريعية التي تمثل الشعب اليمني بكافة شرائحه، ويعقد جلساته بمقره بالعاصمة صنعاء، ويؤدي مهامه وفقاً للدستور واللائحة الداخلية للمجلس“.

دور بريطانيا المشبوه

وبرز الدور البريطاني في تأييده لمليشيا الحوثي، خاصة بعد تولي الرئيس هادي رئاسة البلاد في 2012، حيث كان للسفيرة البريطانية لدى اليمن موقفا مؤيدا للمليشيات، والتقت مع قيادتهم بعد سقوط محافظة عمران مطلع يوليو 2014، وأن العالم يرقب وصولهم صنعاء.

وبعد سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، قالت السفيرة ماريوت، في مقال نشرته على مدونتها 16فبراير 2015، إنها تشعر بالقلق فقط، للمواجهات الدائرة بين “أنصار الله” وبعض الجماعات خاصة في مارب.

وفي منتصف فبراير 2018، عينت الأمم المتحدة “مارتن غريفيت، بريطاني، مبعوثا جديدا لليمن، خلفا لـ اسماعيل ولد الشيخ الذي اعتذر عن مواصلة مهمته في اليمن.

تحركات المبعوث الجديد كان الأكثر وضوحا في الانحياز للمليشيات، ولا تتوافق مع قرارات مجلس الأمن وتوجهات الأمم المتحدة ، وهو ما فسره البعض بخدمة أجندة بلاده في المقام الأول.

وفي نوفمبر 2018، بلغ التحرك البريطاني أوجه لوقف تقدم الجيش مسنودا بالتحالف العربي لتحرير الحديدة ومينائها من قبضة مليشيا الحوثي، في رغبة منها لأن تجعل من الحوثي شوكة في خاصرة اليمن على غرار لبنان والعراق، اضافة إلى الدور البريطاني المشبوه بالوكالة للإبقاء على الحوثيين كقوة عسكرية حيّة يمكن استخدامها في وقت لاحق في سياق الصراع الإيراني مع السعودية.

أجندات خفية

في حوار مع وزير الخارجية اليمن خالد اليماني على فضائية اليمن، في معرض رده على سؤال المذيع عن التحرك البريطاني في مجلس الأمن ” قلنا للبريطانيين إن لديهم أجندات خفية في ما يتعلق بإصدار قرار…”

وأضاف اليماني ”لدى البريطانيين رغبة في خلط الأمور السياسية على الانسانية وخلق حالة من الابتزاز السياسي نحن نرفضها… هناك محاولة لخلط الأمور .. وهذه حالة ابتزاز..”.

وقبل ذلك قال محافظ البنك المركزي اليمني في اكتوبر الماضي “أن بريطانيا تتحدث عن الوضع الإنساني المتكرر في اليمن تحتجز أرصدة البنك المركزي اليمني ، والذي من المفترض أن تفك حضر أرصدة البنك المركزي اليمني لديها“، بحسب محافظ البنك.

ثمة حسابات، سياسية واقتصادية، وعسكرية، لأطراف دولية واقليمية، في اذكاء الصراع بالمنطقة كلما زادت مخاوفها من فقدان مصالحها وتعويض خساراتها الاقتصادية من أسواق السلاح والابتزاز السياسي التي تمارسه في استغلال بعض الملفات الانسانية، وقد أوجدت مليشيا الحوثي كأداة لتحقيق تلك الأهداف وتعمل على حمايته وتحصينه كلما اقترب الحسم العسكري للانقضاض على تلك الجماعة الارهابية والمتطرفة، والوقوف معها كما فعلت مع البدر عقب ثورة سبتمبر المجيدة.

العلاقة بين الأئمة والبريطانيين

تمتدُّ العلاقة بين الأئمة والانجليز إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث جند الانجليز الأئمة بصنعاء، لشن حروب على الأتراك، خاصة مع بلوغ التنافس ذروته على سواحل اليمن بين الطرفين، كما ذكر الصحفي المتخصص في هذا الشأن بلال الطيب.

يناير1838 احتل الانجليزُ مدينةَ عدن، لم يعترضهم الامام محمد في صنعاء، بل عرض عليهم تعز ومناطق أخرى مقابل مساعدته في استعادة تهامة من “ابن حيدر” خصمه من الأدارسة.

في 18 مايو 1882، بعد هزيمة الامام محمد بن يحيى على يد الأتراك وفراره إلى “القفلة”، ولم يعد بمقدوره مواجهة الاتراك، فبدأ بالتواصل مع الاحتلال البريطاني، فحرضوه على معاداة الأتراك، وشنِّ حروبٍ “تخريبية” على مصالحِهم تمثلت في قطعِ أسلاك التلغراف، ومهاجمةِ الطرق، ونهبِ البريد.

أكتوبر1918 مع رحيل الأتراك عن اليمن، اعلن الأئمة قيام المملكة “المتوكلية” ونصّبوا الامام يحيى إماما، لم يكن الدعم البريطاني بعيدا عن ذلك، وفي 11فبراير1934، وقع الإمام يحيى مع الانجليز اتفاقية عرفت بـ”معاهدة صنعاء“، بموجبها تنازل الإمام عن جنوب الوطن واعترف بالحدود التشطيرية.

فبراير 1948 تمكن الثوارُ بصنعاء من قتل الامام يحيى، لكن لم يُكتب لثورتهم النجاح، فسارع الانجليز لدعم الامام أحمد وتثبيت حكمه.

26 سبتمبر 1962 تحول الاحتلال البريطاني بعد نجاح ثورة 26سبتمبر 1962 إلى داعم رئيس للإمام البدر، في محاولة منهم لإجهاض الثورة وعودة الإمامة، خاصة وأن نجاح ثورة سبتمبر كانت تهديدا حقيقيا للاحتلال البريطاني في الجنوب، الذي بدأ يواجه ثورة مشتعلة في أنحاء الجنوب، كان لثورة الشمال يد كبيرة في دعمها.

دعم الاحتلال البريطاني أتباع الامام البدر، بالمال والسلاح وفتحوا معسكرات خاصة في الجنوب لتدريب قواته، ولم يكن ذلك فحسب، بل بلغ الدعم ذروته باستخدام سلاح الجو البريطاني لقصف قلعة حريب، مارب في 4 ابريل 1964.

تمكن أنصار الملكية، الثورة المضادة، من الزحف باتجاه صنعاء، للقضاء على الجمهوريين، أوكلت مهمة وضع خطة لحصار صنعاء لعدد من كبار القادة العسكريين الأجانب أُسميت بـ ”الجنادل“، كان على رأس ذلك الفريق الجنرال اليهودي الأمريكي ”بروس كندي“ مستشار الامام البدر، والخبير البريطاني ”ديفيد سمايلي“، و”الميجر بنكلي“، و”بيلي ماكلين“، والفرنسي ”بوب دينار“، صاحب شعار: ”وكانت هنا جمهورية“.

جيشت تلك القوى أعداد كبيرة من المقاتلين لإسقاط صنعاء، فقد تم حشد حوالي 70 ألفا من رجال القبائل، تكلفت بريطانيا بتسليح 20 ألف منهم، كما حشد 10 آلاف جندي نظامي، ونحو 300 ضابط من المرتزقة الأجانب، و قوات عسكرية من بلجيكا، وفرنسا، وأمريكا، وإيران، و”إسرائيل”، وجنوب أفريقيا.

كان لأحداث الثورة في جنوب الوطن أثرا ايجابيا على الجمهوريين في صنعاء، فقد انشغلت بريطانيا بالمواجهة في الجنوب، تجرع الاحتلال الهزائم على أيدي الثوار، ادى إلى اعلان سحب قواتها في 30 نوفمبر 1967، ما أفقد الملكيين حليفا هاما قدم لسنوات دعما سخيا بالسلاح والمال والتدريب، واندحر الأئمة في شمال الوطن والاحتلال البريطاني في جنوبه مهزومين، وانتصر اليمنيون رغم المكائد والمؤامرة.

ينفي اللواء أحمد قرحش،عضو في تنظيم الضباط الأحرار، الذي شاركوا في ثورة 26 سبتمبر، أي دور رسمي للإنجليز في دعم الأئمة بصنعاء، او محاربة الثوار، لكن أكد في ذات الوقت وجود مرتزقة قاتلوا بصفوف الملكيين، وأن ذلك لم يكن خفيا على بريطانيا.

*مارب برس

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق