استضافت مكتبة ترانزيت في مدينة مارسيليا الفرنسية، لقاء شعريا السبت.
اللقاء احتوى قراءات شعرية جُلّها كان باللغة الفرنسية، رغم أن العنوان هو “قراءات للشعر الجزائري”.
حضر الملتقى نحو 80 شخصا، فرنسيون وجزائريون؛ أبرزهم آلان كاستان وعناية عوادن ونصيرة طلبة، في حين قرئت نصوص لنحو أربعين شاعرا، أبرزهم: أمين خان، آسيا جبار، كاتب ياسين، يوسف سبتي، زينب العبيدي، طاهر جعود.
من جهتها، أوضحت منظمة البرنامج مورييل مُودر، أن “المبدأ هو اقتراح قصائد معاصرة ولشعراء مُخضرَمين، حيث يمكن ملاحظة اختيار قصائد لشعراء مناضلين أحرارا”، مشيرة إلى أن العام الماضي تم تنظيم المُلتقى في الذكرى السبعين لاحتلال فلسطين والنكبة. وأكدت أن الشعر الفلسطيني كان حاضرا في الملتقى أيضا.
وعن تأثير وسائل التواصل الحديثة على متابعة الشعر وتذوق القصائد، ترى سعاد عباس أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تحد من انتشار الشعر بل تساعد على نشره، معتبرة إياها “منصة للقاء شعراء العالم، بحيث يرتقي الشعر ويتجاوز أي حاجز لغوي أو قومي أو إثني”.
ولفتت عباس إلى أهمية مواقع الترجمة التي تسهّل عملية التواصل بين الناس وتساهم في بلورة شعور مشترك، بحيث إن تلاقي الأفكار والآراء يخرج بإنتاج إنساني محض.
بدورها، توافق نعيمة بو معيزة، التي قرأت بعض القصائد أيضا، توافق زميلتها على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في جعل الشعر عالميا، معتبرة أن “الإنترنت اليوم لا ينافس الشعر، بل يساعد الشعر على نشر قصائده لتصل إلى أكبر مجموعة من القراء”.
وتخفف بو معيزة من خطورة انكباب الناس على الإنترنت قائلة : إنه “عالم مفتوح وهذا يعتمد على كل شخص وما يسعى إليه في هذا العالم الافتراضي. الشعر مهم بحد ذاته ومن خلال الإنترنت تتقارب الحضارات وتنمو إرادة الحوار”.
أما الشاب سهيل علوي، فهو لا يرى أن ثورة التكنولوجيا تمنعه من الاستمتاع بالشعر، فهو لا يزال يعتبر أن الشعر طريقة لقول أشياء كامنة في الذات، “يشبه السير في طريق طويل في رحلة إلى مكان ما غير معروف مُسبقا، وبعد هذه الرحلة ستشاهد الأمور أكثر وضوحا فيما لو نظرت وراءك، ستشاهد الروح وجوهر الأشياء”، على حد تعبيره.
بيد أن الشاعرة نصيرة طلبة تعتقد أن الشبكات الاجتماعية قد تُبعد الإنسان عن الثقافة والقراءة وتذوق الشعر، لكنها في الوقت عينه تقرّب آخرين من الشعر، موضحة لـ”عربي21″، بأن الجانب السلبي موجود “إذا كنت تستخدم الشبكات الاجتماعية بطريقة فوضوية، من دون هدف محدد ولساعات عديدة في اليوم، أو حتى الإدمان. أما فيما يتعلق بالشعراء، أعتقد أنهم يستخدمونها بحكمة. لقد سمحت الشبكات الاجتماعية لشعراء معينين بأن يصلوا إلى الناس بسرعة أكبر وأن ينشروا أعمالهم، كما أتاحت الفرصة لتعارف الشعراء بين بعضهم ومع محبي الشعر”.