أول مواجهة بين الصحافة والإمام .. قصة زيارة الإمام أحمد إلى إيطاليا عام 1959

محرر 29 أبريل 2019
أول مواجهة بين الصحافة والإمام .. قصة زيارة الإمام أحمد إلى إيطاليا عام 1959

أول مواجهة كبيرة بين الصحافة والإمام أحمد كانت في عام ١٩٥٩م، إثر سفره إلى ايطاليا بغرض تلقي العلاج، فقد سافر بمعية ثلاث من زوجاته وقرابة ثلاثين من الجواري والعبيد. وكان سفره قد أثار ضجة.

قدَّم عبد الناصر يخته الخاص راسياً في ميناء الحديدة في خدمة الإمام وحاشيته. في آخر لحظة، رفض الإمام الصعود على متن اليخت خوفاً من الاختطاف.

وبما أن طائراته ذات نطاق طيران محدود لم تكن قادرة على نقله إلى روما دون المرور بمصر، فقد اغتنم إمبراطور الحبشة هذه المناسبة ليقدم خدمة، إذ قدم للإمام طائرته الفخمة الخاصة من نوع DC8، لتنطلق من أديس أبابا والتي ستتيح للإمام ان يجلس هو وزوجاته في مقدمتها، بينما الرهائن المأخوذون لتجنب أي تمرد، الحراسة الشخصية، والوزراء يجلسون في الخلف.

وكان الاستقبال الحافل في روما قد تحول إلى مشاجرة مع المصورين الإيطاليين الذين لم يكن لهم في الغالب فرصة التقاط صور لمشاهد خارجة من حكايات ألف ليلة وليلة، فقام الحراس اليمنيون المسلحون بالبنادق بإخراج (جنابيهم) وملاحقة الصحافيين مع نية واضحة في طعنهم. طالبت الصحافة اليسارية بطرد هؤلاء الجنود الذين اعتبرتهم أفراد عصابات.

وكما كانت المغادرة صاخبة، كانت العودة إلى اليمن، فقد خصصت الحكومة الإيطالية للإمام طائرة رثة مقارنة بطائرة النجاشي. توجب على النساء الجلوس في نفس مقصورة أفراد الحراسة إلى جانب رجال آخرين من حاشية الإمام، مما أثار غضب الإمام الذي رفض المغادرة، فتم تثبيت ستارة تفصل الحريم، فيما جلس الإمام أحمد في منتصف الممر المُستحدث اعتباطاً ليصبح الأمام بذلك حارساً للسراي الخاص به.

المصدر/ حسين العمري – نقلا عن كلود ديفارج و غورديان ترويلر، اليمن ٦٢- ٦٩، باريس، ١٩٦٩، ص ٢٧٨- ٢٧٩

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق