بعد أن ضمنت لهم الإمارات توقف جبهة الحديدة.. الحوثيون ينتقلون من الدفاع الى الهجوم

محرر 27 أبريل 2019
بعد أن ضمنت لهم الإمارات توقف جبهة الحديدة.. الحوثيون ينتقلون من الدفاع الى الهجوم

شهدت اليمن في الآونة الأخيرة تغيرا ملحوظا في تحركات جماعة الحوثي العسكرية، حيث انتقلت من الدفاع إلى الهجوم ضد جبهات تابعة للقوات الحكومية، في تحول لافت أثار أسئلة عدة.

ومع توقف جبهات الساحل الغربي على البحر الأحمر، بدأ المقاتلون الحوثيون بالتنفس، كما يقول خبراء، وتفرغوا لضرب التهديدات المحتملة التي تمثلها بعض الجبهات.

وخلال الشهرين الماضيين، تمكن الحوثيون من تحقيق انتصارات مهمة، في جبهات تابعة للقوات الموالية للحكومة الشرعية في مدينة حجة (شمال غرب البلاد) في جبهات شمال الضالع جنوب البلاد.

كما أن توقف جبهات رئيسية عن شن أي هجمات ضد الحوثيين واقتصار دورها على الدفاع وصد الهجمات عليها، كان مغريا لمسلحي الجماعة، وهذا ما حدث في جبهتي نهم (شرق صنعاء) وصرواح غرب مدينة مأرب، والجوف (شمال البلاد).

فضلا عن ذلك، صعّد الحوثيون من هجماتهم على الاراضي السعودية باستخدام الطائرات المسيرة.

مصالح إقليمية ودولية

وفي هذا السياق، قال رئيس مركز “أبعاد” للدارسات والبحوث، عبد السلام محمد، إنه من خلال الضغط الدولي لإيقاف معركة الحديدة، ومنع سقوطها بيد التحالف (تقوده السعودية)، استطاعت الجماعة الحوثية أن تتنفس؛ كون معركة الساحل هي أكبر معارك الاستنزاف له ولرجاله.

وأضاف أن الحوثيين عادوا لترتيب أولوياتهم وفق مصالحهم الداخلية ومصالح الإقليم والمصالح الدولية. مؤكدا أن مصلحتهم الداخلية هي في “القضاء على أي توتر أو مخاوف من بعض الجبهات التي إذا سقطت يخسر مدنا ومناطق كبيرة مثل حجور في حجة (شمالا) التي قد تصل بالتحالف إلى عمران (50 كلم شمال صنعاء)، مرورا بالوصول إلى مشارف جبهات دمت في الضالع”.

أما من ناحية المصالح الإقليمية، وفقا لمحمد، فإن “الحوثيين شعروا بوجود تنافس داخل التحالف العربي، ولذلك يلعبون عليه لتحقيق تقدم دون خسائر كبيرة”.

وأشار رئيس مركز أبعاد اليمني إلى أن “هناك توجها إقليميا ودوليا لتقسيم اليمن، وهو ما أدركه الحوثيون، ولذلك سارعوا لتحقيقه بالعودة إلى الحدود الشطرية قبل 22 أيار/ مايو 1990 (تاريخ تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب)، وهذا ما حدث في شمال الضالع الواقعة جنوبا”.

وضع دفاعي وتوقف

من جانبه، يرى الخبير الاستراتيجي اليمني، علي الذهب، أن “الحوثيين ضمنوا توقف أقوى جبهة كانت تهددهم، ألا وهي جبهة الساحل، خصوصا مدينة وميناء الحديدة على البحر الأحمر”.

وأضاف أن هذا التوقف “يستند إلى اتفاقات ستوكهولم الذي ترعاها دول من الاتحاد الأوروبي، ولديها مصالح بحرية استراتيجية وحسابات سياسية أخرى، لا ترغب في استئناف القتال فيها على نطاق واسع”.

وأشار الذهب إلى أنه بعد ذلك، “تفرغ الحوثيون لضرب مناطق التهديدات المحتملة التي ظلت لفترات طويلة محل توجس، ودون إحداث أي إثارة فيها، وقد جاءت اللحظة التي تضمن لهم تصفية مناطق التهديد هذه، وذلك كما حدث في حجور، والحشاء (جنوبا)، وما يحدث الآن في دمت ومريس والعود جنوبي ووسط البلاد”.

وأوضح الخبير اليمني أن اتخاذ القوات المحسوبة على الشرعية وضعا دفاعيا أغرى الحوثيين بشن هجمات عليها؛ لأن المبادرة والمبادأة سمة غالبة لدى الحوثيين منذ توسعهم جنوبا من صعدة حتى عدن، وهي ملمح من ملامح استراتيجيتهم التوسعية وضمان استدامة الهجوم تحت أي ظرف”.

وبحسب المتحدث ذاته، فإنه ورغم اتخاذ الحوثيين طابع الدفاع خلال عام 2018، “إلا أنهم كانوا يبادرون إلى عمليات هجومية كثيرة، كما حدث في صرواح، وتعز، والجوف جنوب وشمال البلاد”.

تنسيق حوثي إماراتي

وتشير كثير من الشواهد الى عدم رغبة الإمارات الحقيقية في سقوط الحوثيين في الشمال وإنما فقط مناورات وتحقيق مكاسب خاصة لها داخل المحافظات الجنوبية وترتيب الوضع لصالحها، لأنها تدرك تمام الإدراك أن المحافظات الجنوبية ترفض أي تواجد للإمارات على اراضيها ولا يثقون فيها مطلقاً، وان الوضع الجماهيري والسيطرة الارضية لصالح المجتمع في المحافظات الجنوبية وهو ما يجعلها تراوغ في اسقاط الحوثي.

ويؤكد مراقبون ان هناك تنسيق بين الامارات ومليشيا الحوثي وان الامارات تعمل على دعم مليشيا الحوثي في صنعاء بشكل مباشر عبر إمدادهم بالأسلحة والصواريخ لضرب الأراضي السعودية واستنزافها، كما تضغط بكل قوة من اجل توقف جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي، وتشكل المليشيات المسلحة في المناطق الجنوبية لضرب الاستقرار وخلق وضع غير آمن هناك.

*عربي21+عدن نيوز

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق