لا تخلو منه البيوت، شريك الملح، وأحد أكثر التوابل استخداماً في جميع أنحاء العالم؛ إنه الفلفل الأسود.
تنمو شجرة الفلفل الأسود بجنوب الهند، وقد استخدمه الهنود القدامى منذ آلاف السنين في الطب، بسبب تركيزاته العالية للمركبات المفيدة.لكن الفلفل الأسود لا يطيّب الطعام وحسب (وتحديداً اللحم والدجاج!)، بل له فوائد صحية مثبتة علمياً.
مضاد أكسدة طبيعي
الفلفل الأسود غني بمركب نباتي يسمى بيبرين piperine، وقد وجدت بعض الدراسات أن له خصائص مضادة للأكسدة.
تشير الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالمواد المضادة للأكسدة قد يساعد في منع أو تأخير الآثار الضارة للجذور الحرة.
والجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة يمكنها أن تلحق الضرر بالخلايا، وقد تصل إلى حد الإصابة بالسرطان.
وهناك اهتمام كبير بمضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في التوابل لتحديد أنشطتها المضادة للالتهابات، والمضادة للفطريات، والتي لها دور في الوقاية من السرطان، ومن بين التوابل التي تركز عليها الدراسات على نطاق واسع، الفلفلالأسود.
وفي تجربة علمية أجريت على مجموعتين من الفئران، تناولت المجموعة الأولى نظاماً غذائياً غنياً بالدهون بالإضافة إلى البيبرين، في حين تناولت المجموعة الثانية نظاماً غذائياً عادياُ مدة 10 أسابيع.
لوحظ أن البيبرين يمكنه أن يقلل من الإجهاد التأكسدي الناتج عن اتباع نظام غذائي عالي الدهون للخلايا.
يحسّن نسبة السكر في الدم ويخفض الوزن
في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، لوحظ وجود تأثير كبير على خفض نسبة الغلوكوز في الدم عند تناول جرعات من البيبرين.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أشارت نتائج تجربة عشوائية -استمرت 8 أسابيع- على عدد من الأشخاص يعانون زيادة الوزن، يتناولون مكملاً يحتوي على بيبرين ومركبات أخرى، أشارت إلى وجود تحسينات كبيرة في التمثيل الغذائي وانخفاض مقاومة الأنسولين.
وفي دراسة استمرت 42 يوماً، تناولت الفئران نظاماً غذائياً غنياً بالدهون، ولوحظ أن مستخلص الفلفل الأسود قد خفض بشكل كبير من وزن الجسم، وكذلك نسبة الدهون.
وفي دراسة عشوائية صغيرة، أبلغ 16 من البالغين عن انخفاض الشهية بعد تناول مشروب يحتوي على الفلفل الأسود مقارنة بالمياه المنكهة، دون تغيير سكر الدم بعد الأكل أو هرمونات الأمعاء والغدة الدرقية.
أظهر تناول الفلفل الأسود فوائد محتملة للأعراض المتعلقة بالأمراض التنكسية مثل مرض الزهايمر ومرض الشلل الرعاش والتهاب السحايا.
فالبلاد التي تتناول التوابل باستمرار، ومن ضمنها الفلفل الأسود، مثل دول شرق آسيا، كانت تلك الأمراض أقل شيوعاً فيها.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على الفئران المصابة بمرض الزهايمر أن البيبرين حسّن الذاكرة، حيث مكّن الفئران من التجول في متاهة بكفاءة أكثر من الفئران التي لم تعط المركّب.
له خصائص مضادة للالتهابات
تتسبب المواد الكيميائية السامة، وبعض العوامل البيئية، والعدوى، في استجابات متغيرة للأنسجة تسبب إصابتها بالالتهاب.
يمكن أن يكون استهداف المسارات الالتهابية عنصراً في استراتيجيات الوقاية والسيطرة على الأمراض التي تسبب الالتهاب.
يمكن أن يكون الالتهاب حاداً أو مزمناً، ويستمر الالتهاب الحاد مدة قصيرة، وهو دفاع المضيف ضد المواد المثيرة للحساسية.
في حين يستمر الالتهاب المزمن فترة طويلة، ويؤدي إلى كثير من الأمراض المزمنة، ومن ضمنها السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض التنكس العصبي وأمراض الجهاز التنفسي.
وتشير بعض الدراسات الوبائية إلى أن البيبرين؛ وهو المركب النشط الرئيسي في الفلفل الأسود، قد يحارب الالتهاب بشكل فعال.
على سبيل المثال، في الدراسات التي أجريت على الفئران المصابة بالتهاب المفاصل، أسفرت النتائج عن أن مادة البيبرين قد خفضت بشكل ملحوظٍ التهاب المفاصل.
يعزز امتصاص المواد الغذائية وصحة الأمعاء
قد يزيد الفلفل الأسود من امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم والسيلينيوم، ويسهل عملية الأيض.
وقد تم ربط تركيب بكتيريا الأمعاء بوظيفة المناعة والمزاج والأمراض المزمنة، وتشير الأبحاث الأولية إلى أن الفلفل الأسود قد يزيد البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
أضرار الإفراط في تناول الفلفل الأسود
على الرغم من كل تلك الفوائد المحتملة للفلفل الأسود، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى أعراض جانبية مثل حرقة في الحلق أو المعدة.
وكما ذكرنا أنه يساعد على امتصاص بعض المواد الغذائية، فهو أيضاً يساعد على امتصاص الهيستامين وهي مادة مهدئة موجودة في مضادات الحساسية.
وعند الإفراط في تناول الفلفل الأسود قد يحدث امتصاص للهيستامين بشكل عالٍ قد يُحدث بعض الخطورة، لذا فالاعتدال في استخدامه هو النصيحة المثلى للحصول على فوائده دون أية مخاطر.