مع افتتاح مؤتمر الإمارات للأقليات المسلمة في أبو ظبي في منتصف العام المنصرم كرست الدولة محاربتها للتيارات الإسلامية المعادية لها من خلال واجهة عدوانية جديدة.
وألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير ما يسمى بــ”التسامح الإماراتي” الكلمة الافتتاحية في الجلسة الافتتاحية لفعاليات “المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة..الفرص والتحديات” الذي انعقد في مايو 2018 والذي استمرت أعماله لمدة يومين.
وزعم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أنه يعول على هذا المؤتمر أن يخلق نوع من التعاون والتعايش بين المجتمعات المسلمة وغيرها خاصة في البلدان التي تعاني من عدم تنسيق للجهود، مؤكدًا على أنه من الضروري التركيز على القضايا التي تهم الشباب، لأنه أصبح عنصر فعال لا يمكن تجاهله في المجتمعات الحالية.
وبحسب منظمي المؤتمر فإنه يهدف ” إلى تشجيع المسلمين في المجتمعات غير المسلمة على الانخراط في بناء مجتمعاتهم والمشاركة في نهضتها المدنية والحضارية، بجانب تفعيل دور المسلمين في المجتمعات غير المسلمة في تضييق الهوة الثقافية بين المنظومتين الغربية والإسلامية، بالإضافة إلى تحقيق الشهود الحضاري للمسلمين في المجتمعات غير المسلمة من خلال التفاعل الإيجابي مع باقي مكونات مجتمعاتها، وإطلاق (مبادرات) مع عقلاء العالم لمحاربة ظاهرتي التطرّف والكراهية للآخر، وتعزيز منظومة المواطنة والاندماج الاجتماعي لدى المجتمعات المسلمة في الدول غير المسلمة”.
وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان سبق أن هاجم دور الحكومات الغربية والسماح للأقليات المسلمة بفتح المساجد وقال العام الماضي “لا يجوز فتح المساجد ببساطة هكذا والسماح لأي فرد بالذهاب إلى هناك وإلقاء خطب. يتعين أن يكون هناك ترخيص بذلك”، معتبراً أن إهمال الرقابة على المساجد في أوروبا أدى لوقوع هجمات إرهابية.
وربط بين تطرف بعض المسلمين في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا “إلى عدم وجود رقابة كافية من السلطات على المساجد والمراكز الإسلامية”؛ ما يعني بناء نظام مراقبة صارم على الأقليات المسلمة وتحويلهم إلى متهمين. ومن الواضح أنّ هذا المؤتمر هو استكمال للعرض الذي قدمه الوزير، إذ عرض أنَّ الإمارات: “تعرض دائما تقديم المساعدة في تدريب الأئمة على سبيل المثال”.
ويبدو أنّ طموح السلطات في الدولة يستمر في التوسع للسيطرة على صوت الملايين من الأقليات المسلمة في الغرب، منذ تأسيس مجلس حكماء المسلمين، لمحاربة “اتحاد علماء المسلمين” الذي صنفته الدولة ضمن قائمة المنظَّمات “الإرهابية”.
وأعلنت الإمارات عن إطلاق لجنة عالمية تعمل بمثابة “حاضنة” وكصوت لملايين الأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم الذين يواجهون التمييز؛ حسب ما أفادت وسائل إعلام إماراتية ناطقة بالانجليزية.
ويجمع مراقبون على أن الإمارات لا تستهدف كما تعلن دعم الأقليات الإسلامية في الدول غير المسلمة، بل أن المؤتمر يمثل خدعة إماراتية جديدة تستهدف من خلالها محاربة التيارات الإسلامية المعادية لها وسط تلك الأقليات، وتحقيق نفوذ إماراتي تعمل من خلاله على تنفيذ مآربها الخفية.
ويشكك مراقبون وخبراء ومتابعون في نوايا الإمارات من وراء هذا المؤتمر، خصوصا وأنها تحارب وبشدة الكثير من المنظمات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية الكبرى في دول أوربا وغيرها من الدول غير الأعضاء في رابطة العالم الإسلامي.
وفقا لمراقبين فإن الإمارات كما تحرص على خلق لوبي سياسي واقتصادي وحقوقي وإعلامي في خارج أراضيها فإنها أيضا تعمل ومنذ فترة طويلة على خلق “لوبي ديني” يتحرك بأوامر منها ويعمل على تحقيق الأجندة الإماراتية الخاصة.
اللوبي الديني للإمارات، يظهر وبشكل واضح في الدول العربية، من خلال “مجلس حكماء المسلمين” الذي أنشأته الإمارات عام 2014، ليكون في مواجهة اتحاد علماء المسلمين.