بقلم - فيصل علي
“من رحم الثورة خرجت المقاومة ومن المقاومة تكونت وحدات جيشنا الوطني، وإذا توازت المعادلة العسكرية مع فكرة سياسية وطنية ناضجة فاليمن في الطريق الصحيح، ولن تضيع تضحيات شعبنا”.. مولانا
الحقائق على الأرض تشير إلى أن الجيش الوطني هو الذي يحمل القضية اليمنية باقتدار، بغض النظر عن حالات التشويش التي تصنعها موجات الإعلام المعادي والموجه نحو المشروع الوطني الجامع، ونحو جيشنا الذي يمثل الرافعة العسكرية لهذا المشروع، والذي تخلق من حاجة شعبنا للدولة اليمنية الممثلة لكل مكوناته الاجتماعية والسياسية والجغرافية دون إستثناء أحد.
تتلخص العقيدة العسكرية للجيش الوطني بمهمة استعادة الدولة وفرض الاستقرار في كل أنحاء البلاد، وكما هو معروف أن العقائد العسكرية للجيوش مرتبطة بالمهام والأداء وإنجاز الأهداف، وهدف الجيش الوطني واضح للعيان.
هذا الهدف هو استعادة مؤسسات الدولة اليمنية من مستنقع الانقلاب الطائفي السلالي العرقي، والتهيئة لبناء هذه المؤسسات وفقاً لفلسفة يمنية خالصة بما يتوافق مع أهداف وطموحات شعبنا المجاهد والصابر على كل أنواع البلاء منذ انقلاب الهاشمية السياسية وما نجم عنه من حروب وإدخال البلد في موجة من الصراع الإقليمي والدولي.
يمثل الجيش الوطني عمق المشروع اليمني، مشروع الدولة، ولذا فمهامه اليوم أكبر من أي وقت مضى فهناك من يحاول إهانة الهوية اليمنية بتمزيق المجتمع على هواه، فاليمن كما هو واضح غير قابل للقسمة على إثنين أو أكثر فهي هوية وأمة ودولة ووطن الشعب اليمني بكل مكوناته الاجتماعية والعرقية والثقافية والحضارية.
هناك من يريد أن يحول الصراع من صراع دولة مع انقلاب إلى صراع بين مذهبين زيدي وشافعي ومطلع ومنزل وهضبة وسهل وشمال وجنوب ، وشيعي وسني وبين عرقين أو عروق يمنية وفارسية وتركية والبانية وكردية وقرشية وحبشية وهندية و صومالية ومولدين وسكان أصليين ومتوردين…الخ، بينما اليمن غير ذلك تماماً، فلا وجود فعلي للأقليات ولا وجود حقيقي للعرقيات، وكلما يوجد مجرد حماقات وادعاءات لا تصح، ولا وجه قانوني أو أخلاقي لها، وإنما بحث البعض عن الاستئثار بالسلطة والقوة هو من أوصلنا لهذا الحال؛ فعندما اتحد عفاش الحميري وعبدالملك الحوثي الهاشمي معتبرين أنهم أصحاب الحق وبقية الشعب دخلاء وهنود وأحباش فهدموا مؤسسات الدولة، ولذا كانت المقاومة لهم بالمرصاد، وتحمل الشعب كل التضحيات، وتحولت المقاومة إلى جيش وطني، ليتصدى لكل هذه الخرافات العرقية والطائفية والجاهلية المنتنة، فهذا الشعب يمني لا طائفي، وأصوله الحضارية والتاريخية، والمعرفية والثقافية تحول دون تطييفه مهما كانت قوة تلك المحاولات المشبوهة.
ورسالتنا لجيشنا الوطني جيش الأمة اليمنية، تتمثل في اعتزازنا وفخرنا بتضحياته، وفي ثقتنا به وبكل قياداته وتشكيلاته الملتزمة بمفردات الجندية والعقيدة العسكرية النابعة من المهام الوطنية الملقاة على عاتقه، وبقدرته على إحراز النصر وفقاً لخططه الرامية إلى تحرير البلد من العصابات وقطاع الطرق ومن كل التشكيلات المناهضة للدولة اليمنية الواحدة والاتحادية.
عليكم أن تثقوا بوقوفنا خلفكم و فخرنا بكم ، نحن قطاعات الشعب المسحوقة والمشردة والمطحونة ، نحن الذين لا أمل لنا بعد الله إلا أنتم لتعيدونا إلى وطننا وبيوتنا وسهولنا وموانئنا، نحن الذين تخلى عنا الجميع، وتقاسموا غنائم عبر المتاجرة بهمومنا ومعاناتنا، فلا يغرنكم ضجيج الحمقى والعابثين و حثالة الكتبة، فكلها مطابخ قذرة تريد النيل من مقامكم العظيم و تغطية أمجاد ثباتكم، نحن لا نلتفت لها فهي كمن يسعى أن يغطي الشمس بغربال، وعليكم أيضاً أن لا تلتفتوا لها بتاتاً، فليموتوا بغيظهم.
نقول لجيشنا الوطني أنت جيش الهوية والأمة والدولة والوطن اليمني الكبير، ولست جيش مذهب ولست ممثلاً للشيعة ولا للسنة ولا تتبع حزباً أو جماعة، وإنما تتبع الدولة اليمنية المعروفة جغرافياً وديمغرافياً والمعترف بها دولياً، وعليك يا جيشنا استعادتها وحماية شعبها والمحافظة على وحدتها وسلامة أراضيها.
إذا تنافر فرقاء السياسة اليوم فهذا دليل جهلهم فلا تأبهوا لهم، فمن كان يريد اليمن فعنوانها التوحد مع الجيش الوطني لإرساء قواعد الدولة لا التنازع على المغانم، فهذا هو وقت المغارم، واليمن تنزف من دمائها الطاهرة لأجل الكرامة ولا كرامة إلا بوجود الدولة.
لجيشنا الوطني وافر الحب والاحترام والتقدير فهو أمل الأمة اليمنية والساعي لتحقيق حلمها بلا منازع.