سريعاً أعلن ابوالعباس موقفه من المحافظ امين محمود بعد قرار تعيينه قبل عام، وذلك حين أصدر بيان أعلن فيه تأييده الكامل للمحافظ ” محمود” واستعداده لحمايته، لكن وعلى النقيض من ذلك يبدو موقف ابوالعباس من المحافظ نبيل شمسان مختلف بدرجة كبيرة بل وربما معاكس تماماً.
فقد عادت مؤخراً الى الواجهة صدى تحركات كتائب ابي العباس بعد ان شهد الوضع في تعز هدوء منذ انطلاق الحملة الرئاسية عقب تشكيلها في اغسطس من العام الماضي 2018م.
فما هو غرض تلك التحركات، وما موقف الأجهزة الأمنية، وهل يستعد ابوالعباس لمواجهة المحافظ الجديد؟
تحركات مريبة:
تفيد معلومات خطيرة بعمليات داخلية شهدتها كتائب ابوالعباس في الفترة الأخيرة وتم خلالها تصفية او التخلص من عدد من القيادات الميدانية، عبر عمليات متعددة منها ما قامت بها الكتائب ذاتها ومنها ما لفها الغموض مثل حادثة مقتل الصنعاني الصندوق الأسود للكتائب في عدن في نوفمبر من العام المنصرم.
وفي خطوة حذر منها مراقبون تشهد مدينة تعز تحركات يبدو انها تأتي في سياق خطة تهدف لخلخلة الوضع من جديد، بعد ان شهد استقرار نسبي، عقب طرد الخارجين عن القانون من المدينة، وهو الأمر الذي يحذر منه مراقبون لكون تلك التحركات تبعث على القلق بالنظر الى ماضي تلك التشكيلات.
من جهة اخرى يرى محللون أن هذه التحركات تأتي بعد إقالة المحافظ محمود الذي كان على علاقة جيدة بقادة الكتائب، وتتزامن مع تعيين محافظ جديد للمحافظة، غير ان اخرون يرون ان التحركات الأخيرة غير مقلقة طالما كانت الدولة متواجدة.
عودة مشبوهه:
طوال الفترة الماضية ظل ابوالعباس في عدن على مقربة من قيادة التحالف، ويقول مقربون منه ان بقاءه في عدن غرضه إقناع قيادة التحالف بإعلان الكتائب كلواء مستقل عن اللواء 35 مدرع، وهو الطلب الذي تقول المصادر ان قيادة التحالف وعلى رأسها الإمارات الداعم الرئيسي للعباس غير مقتنعه بدعمه لإعلان لواء مستقل لأنها غير مؤمنه بقدرته على تنفيذ اجنداتها على الأرض.
وتشير الأنباء في تعز الى ان ابوالعباس قد عاد الى تعز بعد 15 يوماً من تعيين محافظ للمحافظة، وافتتح عودته بزيارة مفاجئة لجبهة الكدحة، فيما قالت مصادر في الكتائب ان تغييرات محوريه اجراها الرجل في القيادة المركزية للكتائب والقيادة الوسطى، وحتى على مستوى الأفراد استعدادا لتحركات لم تفصح عنها المصادر.
لقاءات غير شرعية:
نشرت العديد من المواقع الصحفية قبل فترة وجيزة معلومات عن لقاءات اجراها ابوالعباس بعدد من مدراء اقسام المدينة القديمة مثل قسم باب موسى، والباب الكبير، إضافة الى لقائه بوجاهات اجتماعية ونافذين.
وأوردت تلك المصادر الصحفية معلومات عن دعم مدراء تلك الأقسام بمبالغ مالية، إضافة لوعود بمنحهم رتب أمنيه وعسكرية من قبل ابوالعباس الذي طلب منهم تنفيذ اوامره والعمل تحت قيادته.
عسكرياً:
في مطلع فبراير المنصرم ضبطت الشرطة العسكرية شحنة اسلحة عبارة عن مئات الدروع الواقية من الرصاص وبدلات عسكرية وذخائر كانت في طريقها الى المدينة القديم، مقر قيادة ابوالعباس بحسب مصادر امنية رجحت ان وصول هذا السلاح يأتي في اطار دعم لتحركات قريبة.
إضافة لذلك تقول مصادر محلية ان مناطق سيطرة ابوالعباس (المدينة القديم وغيرها) تشهد حركة تدريب وتسليح لعشرات الأفراد، إضافة الى توزيع بدلات عسكرية “ميري” على بعض الأفراد.
من جانب آخر يرى البعض ان كتائب ابوالعباس قامت بخطوات ايجابية مثل التخلص من عناصر ارهابية مثل “انس عادل”، ومكافحة مروجي الحشيش والمخدرات في مناطق سيطرته، فيما يقول مراقبون ان هذه الخطوة مستقصدة من قبل الرجل ومحاولة للتخلص من تهمة الإرهاب كونه مدرج على قائمة داعمي الإرهاب في اليمن.
خلايا نائمة تستيقظ:
احبطت الأجهزة الأمنية في المحافظة خلال الآونة الأخيرة العديد من العمليات التي وصفتها بالإرهابية، وكشفت مصانع للمتفجرات، لكن الأخطر من ذلك المعلومات التي كشفت عنها مصادر امنية، عن حركة تسليح ونشاط في مربع إب العباس.
وتشير تلك المعلومات عن استقطاب عدد من العناصر المشبوهه واستدعاء لمطلوبين امنياً الى داخل المدينة، إضافة لتسليح وتدريب عشرات الأفراد وتوزيعهم، على عدد من المناطق، الأمر الذي يجعل الوضع امام احتمالية انفجار الوضع في اي لحظة.
ويصف العديد من مراقبي الوضع في تعز خطوة ابوالعباس وتحركاته الأخيرة بأنها تعبير واضح عن رغبة الداعم والممول في خلط الأوراق بعد الإطاحة بحليفها المحافظ محمود وتعيين شمسان ، إضافة الى النجاحات الأمنية التي حققتها اجهزة الشرطة في الفترة الأخيرة، والإستقرار النسبي الذي شهدته المدينة، وهو ما لا تريدة القوى الأقليمية التي تدعم ابوالعباس والجماعات المتطرفة.
نُذر حرب.:
يتخوف المواطن (م. م. ع) وهو احد سكان حي المدينة القديم من التحركات والتدريبات والتمركز الذي يقوم به افراد كتائب ابوالعباس مؤخراً، كونه ينذر بمواجهات جديدة مع قوات الأمن والجيش خصوصا وأن هذه التحركات خارج اطارها الرسمي.
في الوقت ذاته تبرر الكتائب موقفها بأنه تحرك في اطار الجيش خصوصا بعد ان اصدرت تعميم لافرادها بارتداء الزي العسكري، لكن قادة في الجيش أكدو ان ابوالعباس يرفض الإنقياد لأوامر الجيش، كما اشاروا الى ان الإنتشار والتمركز في هذه المناطق لا وجود لدواعي امنيه له وهو ما يؤكد مخاوف المواطنين.
دلالات ونتائج:
لا يستبعد عدد من النشطاء في تعز والذي استطلع “الجند بوست” موقفهم فيما يخص التحركات الأخيرة لكتائب ابوالعباس ان تكون هذه التحركات بمعزل عن قرار الإطاحة بـ “أمين محمود” الذي يصفه معارضوه برجل الإمارات، وبالتالي فإن تحركات ابوالعباس الأخيرة تهدف لعرقلة المحافظ الجديد نبيل شمسان.
ناشطون ايضاً يرون من وجهة نظر مغايرة ان ابوالعباس اصبح اكثر قابلية للإنضواء تحت سقف الدولة، في حين يعول الشارع التعزي على ما يبدو على قيادة الجيش والأمن لإيقاف اي مخطط يهدف لزعزعة الأمن، فهل تنجح المؤسسة العسكرية والأمنية في إحباط مخططات تفخيخ الوضع الداخلي في المدينة، وهل نحن امام معركة جديدة ضد السلطة المحلية والمحافظ واجهزة الجيش والأمن؟