تاركاً خلفه تاريخ مجيد وناصع من النضال الوطني استشهد اللواء محمد صالح طماح،رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، جراء عملية إرهابية حوثية قذرة، لحق بشهداء العند وارتحل إلى حيث يسكن أبدياً ليوم معلوم ، خسرنا طماح وخسرته اليمن كلها فهو المناضل الذي ضحى من أجل وطن حر، وطن مستقل، ووطن موحد،
رفض الظلم على أهله وقومة ورفاقه، ورأى في نهاية مشواره كما في بداياته أن اليمن أبقى، وأن اليمن أزكى، لذلك ناصر الشرعية ووقف شامخاً إلى جانبها، وتمسك بمشروع الدولة الاتحادية مؤمناً ومدركاً سمو قناعته، كان وطنياً يمنياً من مستوى رفيع، حاور وجادل قادة الحراك وهو في مقدمتهم، وفي طبقة الكبار منهم، لكنه يتميز عن بعضهم بموقف سياسي ووطني متميز، سعى لحياة أفضل لوطن تنازعته الأهواء، وتجاذبته الصراعات المناطقية والطائفية والسياسية، أظهر النقاء الثوري ونكران الذات والعطاء حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
أحب الوطن، ورغب في العودة إلى صفوف الجيش الوطني حيث العطاء والتضحية وصناعة المستقبل في الملمات، والتي جاء منها صناع المجد والتاريخ في اليمن الكبير، قادة الثورة والجمهورية والوحدة رحم الله طماح، تركنا في لحظات عصيبة، كان اليمن بحاجة ماسة إليه ليبقى به وبأمثاله يمناً موحداً اتحادياً.
كنت ألقاه في السنوات الأخيرة فأرى فيه إنسان الوفاء والمحبة والتسامح والتصالح قيم نطمح أن تعيد لنا شيئاً من استقرار وأمن افتقدناه، بعيداً عن أي حسابات غير حسابات الوطن والشعب اليمني في جنوبه كان أوفي شماله شرقه وغربه. كان يحمل من السمات الشخصية ما يميز المناضلون الثوريون، تغمد الله طماح برحمته، وعظيم غفرانه، وأرجو أن نودعه كما يودع رموز الثورة والوطن إلى مثواهم الأخير.