من المتوقع أن تلجأ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لزعماء أوروبا طلبا للمساعدة يوم الخميس، وذلك بعدما فشل تمرد شمل أكثر من ثلث نواب حزبها في الإطاحة بها وإن كان قد ترك البرلمان في مواجهة تعثر في التوصل لاتفاق على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفازت ماي بتأييد 200 نائب محافظ في مقابل 117 في الاقتراع السري، وهو عدد أقل بكثير مما تحتاجه لتعزيز موقفها وهي متوجهة إلى بروكسل لطلب تحسين اتفاق الخروج.
لكن من المستبعد أن يقدم الاتحاد الأوروبي الكثير على الفور، إذ لا تتحدث مسودة وثيقة يعدها زعماء آخرون من الاتحاد الأوروبي لماي سوى عن استعداد التكتل ”لبحث ما إذا كان يمكن تقديم المزيد من الضمانات“.
وقالت ماي في مقرها في داونينج ستريت بعد التصويت إنها ستستمع لمن أيدوا سحب الثقة منها وستطلب ضمانات قانونية فيما يتعلق بالمسألة الشائكة في اتفاقها وهي ترتيبات الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني.
ويخشى الكثيرون من أعضاء حزبها أن تستمر هذه الترتيبات إلى أجل غير مسمى.
وقالت ماي ”عدد كبير من الزملاء صوتوا ضدي وقد استمعت لما قالوا… علينا الآن المضي قدما في مهمة إنجاز عملية الخروج من أجل الشعب البريطاني“.
وأكدت مجددا المسودة التي يعدها الاتحاد الأوروبي والتي اطلعت رويترز على نسخة منها على أن الاتحاد يفضل اتفاقا جديدا مع بريطانيا على أن يجري تنفيذ الترتيب الخاص بأيرلندا وأنه سيحاول التوصل سريعا إلى مثل هذا الاتفاق حتى إذا بدأ تنفيذ الترتيب الحدودي الطارئ.
ولم تتفق دول الاتحاد على النص حتى صباح الخميس وتوقع دبلوماسيون في بروكسل تغييره. وأشاروا إلى أن الاتحاد ربما يجهز ضمانات أقوى لرئيسة وزراء بريطانيا في يناير كانون الثاني مع اقتراب يوم الخروج من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس آذار.
وقال العديد من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي إن بريطانيا تسعى إلى إنهاء الترتيب الخاص بأيرلندا بعد ثلاث سنوات.
وقال المفوض الأوروبي جونتر أوتينجر يوم الخميس إن الاتحاد مستعد لإضافة إيضاحات لاتفاق خروج بريطانيا لكن لن يكون هناك المزيد من المفاوضات الجوهرية على قضايا مثل ترتيب أيرلندا.
وأضاف أوتينجر لإذاعة (إس.دبليو.آر) الألمانية ”يمكننا قول ذلك وهو ما نعنيه… إيضاحات نهائية، نعم.. لكن المزيد من المفاوضات.. لا“.
ورد على سؤال عما إذا كان الاتحاد مستعدا لقبول فكرة وضع مهلة زمنية بشأن أيرلندا قائلا ”لا، هذا لا يجدي. يجب أن تكون هناك قواعد واضحة بشأن الناس والمنتجات والبضائع على حدود أيرلندا وشمال أيرلندا، بلفاست ودبلن“.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم الخميس إن الاتفاق مع بريطانيا يمثل قاعدة عادلة للخروج من الاتحاد ولا يمكن الانتقاء منه فيما يتعلق بمزايا عضوية الاتحاد.
وأضاف ”يجب أن نفعل ما في وسعنا لتجنب الخروج دونما اتفاق. لكن ما يظل واضحا هو أن الخروج يعني الخروج.. لا يمكن الانتقاء منه. الاتحاد الأوروبي أرضى بريطانيا بالفعل بالتسوية المطروحة على الطاولة. فهي أساس عادل لخروج منظم“.
وتابع أن ألمانيا ليست مستعدة لإعادة التفاوض بشأن ترتيب أيرلندا وأن مشروع الاتفاق المطروح ليس موضع نقاش بل موضع اتخاذ قرارات.
وقال رئيس وزراء سلوفاكيا بيتر بيليجريني ”موقف دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين هو أننا لا نوافق على الجهود المحتملة لإعادة التفاوض على الاتفاق. ولا ننوي العودة لاحتمال إعادة التفاوض على الاتفاق“.