أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في 25 سبتمبر/أيلول عزم بلاده تسليم منظومة الدفاع الجوي أس- 300 إلى سوريا خلال أسبوعين، بعد أسبوع من إسقاط طائرة عسكرية روسية فوق البحر المتوسط بطريق الخطأ أثناء هجوم جوي إسرائيلي في سوريا.
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره السوري بشار الأسد عن خطط بلاده تسليم المنظومة إلى سوريا.
وأوضح شويغو أن روسيا كانت قد تراجعت منذ 5 سنوات عن تسليم المنظومة لسوريا بطلب من إسرائيل. وقال “أشير إلى أننا قمنا عام 2013 بتعليق تسليم منظومة S-300 التي كانت جاهزة لإرسالها إلى سوريا، في حين مر الخبراء السوريون آنذاك بفترة التدريب الخاص. لكن الوضع تغير اليوم. وهذا ليس ذنبنا”.
ضغوطات
وكانت سوريا قد تعاقدت على شراء هذه المنظومة قبل اندلاع الأزمة السورية، وكان من المقرر أن يتم تسليمها أولى دفعات المنظومة عام 2013 لكن روسيا تراجعت بعد ضغوطات اسرائيلية كما أن سوريا كانت في أتون حرب مدمرة وكانت تواجه مستقبلا غامضا ولم تر روسيا أن المنظومة يمكن أن تساعد الجيش السوري في مواجهة قوى المعارضة.
وقال موقع روسيا اليوم إن “منظومة “إس-300″ حاليا في وضع قتالي لدى 20 دولة في العالم، منها بيلاروسيا، كازاخستان، أذربيجان، أرمينيا، أوكرانيا، الصين، فيتنام، فنزويلا”. . وكانت الصين أول دولة تحصل على هذه المنظومة.
ويعود تاريخ التعاقد على توريد منظومة “إس-300” لسوريا يعود لعام 2010، حينما وقعت سوريا عقدا مع روسيا لتوريد 4 كتائب “إس-300″، وفي إطار هذا العقد قامت دمشق بتسديد مئات الملايين من الدولارات كدفعة مقدمة للصفقة حسب الموقع.
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لوكالة أسوشيتد برس في 2013 بأن الاتفاق نفذ بشكل جزئي، حيث تم توريد أجزاء معينة من المنظومة لسوريا.
وحسب مصادر غير رسمية فإن سعر منظومة “إس 300 بي أم أو -2” يبلغ في السوق الدولية حوالي 250 مليون دولار للكتيبة الواحدة.
نتاج الحرب الباردة
وبدأ تصنيع “إس-300” على دفعات في سنة 1975، وانتهى اختبارها في عام 1978، ودخلت المنظومة حيز الاستخدام في عام 1979. وشهدت تطويرات عدة منذ ذاك الوقت آخرها في 1997، حيث أطلق عليها “إس-300 بي أم أو فافوريت”.
وتم انتاج أس-300 بهدف الدفاع عن الأهداف الهامة والمنشآت العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية ضد الهجمات الجوية.
وقالت صحيفة “هاآريتس” الإسرائيلية في 25 سبتمبر / أيلول 2018 إن “حصول الأسد على المنظومة مصدر قلق لإسرائيل لكن سيكون تأثيرها على عمليات الطيران الاسرائيلي محدودا”.
وحسب الصحيفة فإن روسيا سبق أن نشرت منظومة أس-300 وأس-400 الأحدث في ترسانتها في سوريا منذ 2016 لحماية طيرانها وقواعدها في سوريا.
وتعتبر أحدث نماذج أس-300 من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدما وهو قادر على التصدي لصواريخ بالستية التي لا تتجاوز سرعتها 4500 متر في الثانية.
وتتضمن الكتيبة الواحدة من هذه المنظومة رادارا بعيد المدى لاكتشاف الاهداف المعادية، وعربة قيادة تقوم بتحليل البيانات، وست عربات تعمل كمنصات إطلاق للصواريخ ( كل عربة تحمل ستة صواريخ) ورادارا قصير المدى يقوم بتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها.
ويمكن لمنظمة اس-300 ان يتعامل مع 24 طائرة أو 16 صاروخاً بالستياً حتى مسافة 250 كيلو مترافي وقت واحد.
ويتم إطلاق صاروخين على كل هدف بفارق زمني لا يتجاوز 3 ثوان. ولا يستغرق وضع الكتيبة في وضع الاشتباك والتعامل مع الأهداف المعادية أكثر من 5 دقائق عندما تكون في حالة الحركة وهو وقت قصير إلى حد بعيد.
فرصة ثمينة
وقالت وكالة رويترز عام 2015 إن الطيارين الإسرائيليين تدربوا على كيفية التعامل مع منظومة الدفاع الجوي أس-300. ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها إن المنظومة التي اشترتها قبرص قبل 18 عاما ومقرها في جزيرة كريت قد تم تشغيلها أثناء المناورات الجوية المشتركة بين الطيران الاسرائيلي واليوناني.
وقد سمح تشغيل المنظومة للطيارين الإسرائيليين معرفة طريقة عمل رادار التعقب في منظومة أس-300 للأهداف المعادية والتعامل معها وجمع معلومات عن الرادار المتقدم للمنظومة وكيفية التحايل عليه.
وحسب الوكالة طلبت الولايات المتحدة من اليونان تشغيل أس-300 مرة واحدة على الأقل لهذا الغرض لكن لا يعرف ما إذا كانت إسرائيل أطلعت حلفاءها على ما توصلت إليه.
ونقلت الوكالة عن الخبير الروسي لدى المعهد الملكي في لندن إيغور سوتياغين قوله إن توفير فرصة التعامل مع منظومة أس-300 الموجودة في جزيرة كريت اليونانية هو كل ما يمكن أن تطمح إليه إسرائيل لدراسة ترددات الرادار وذبذباته ومداه وحينها يمكن معرفة كيفية التعامل مع هذه المنظومة وتفادي أخطارها حسب قوله.
وحسب وسائل الإعلام الروسية، فإن نموذج أس-300 الذي سيسلم إلى سوريا هو الأحدث وأفضل من النموذج الذي جرى الاتفاق عليه في البداية، وقادر على رصد الطائرات الاسرائيلية المقاتلة لحظة إقلاعها من مطاراتها.
كما أن عربات هذه المنظومة قادرة على التحرك وتغيير مواقعها خلال دقائق لمنع العدو من تحديد مواقعها بعد إطلاق صواريخها. كما أن نظام الرادار قادر على تحديد الصواريخ المضادة للرادارات المتجهة نحو الرادار ومن ثم إغلاقه فورا وتشغيل نظامي التمويه وإعاقة الإشارات الإلكترونية.