أربع سنوات مرت منذ نكبة الـ 21 من سبتمبر 2014 أربع سنوات هن الأسوأ في يمن ما بعد ثورة 26 سبتمبر التي قضت على المشروع الامامي البغيض والمتخلف أربع سنوات مرت على انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا على السلطة الشرعية ارتكبت خلالها مليشيا الحوثي أبشع الجرائم والانتهاكات ضد اليمنيين.
منذ الانقلاب أعادت المليشيات اليمن واليمنيين عشرات السنين إلى الخلف قتلت الآلاف من اليمنيين وشردت عشرات الآلاف واختطفت مثل ذلك أو يزيد وتفشت في عهد الانقلاب الأوبئة والأمراض ونهبت مؤسسات الدولة وانعدمت الخدمات العامة ونهبت مرتبات موظفي الدولة وفرضت الجبايات ودمرت التعليم وحولت اليمن إلى سجن كبير كل ذلك لتنفيذ مشروعها الطائفي.
كما انعدمت ابسط الخدمات العامة في ظل الانقلاب كالمشتقات النفطية والغاز المنزلي وفقد آلاف الشباب مصادر رزقهم.
القتل والاختطاف:
خلال أربع سنوات من انقلاب المليشيات وحتى سبتمبر2018 قتلت أكثر من 14 ألف من المدنيين وأصيب أكثر من 31 ألف مواطن بحسب احصائيات وزارة حقوق الانسان حيث وأن معظم الضحايا قتلوا بقصف المليشيات للمدن والأحياء السكنية والأسواق الشعبية بالأسلحة الثقيلة أو بالقنص المباشر.
أكثر من 21 ألف مواطن اختطفتهم مليشيا الحوثي خلال أربع سنوات واخفتهم قسريا بحسب وزارة حقوق الانسان وأن معظم تلك الحالات تم اختطافها من منازلهم ومقرات أعمالهم ومن نقاط التفتيش التي فرضتها المليشيات.
التعذيب حتى الموت:
بحسب الاحصاءات لرابطة أمهات المختطفين لا يزال قرابة 5 آلاف في السجون حتى الان بينهم 13 صحفيا تعرض المختطفون لمعاملة قاسية والتعذيب الوحشي حيث قتلت المليشيات حوالي 120 ضحية منهم 112 حتى نهاية 2017م تحت التعذيب كان آخر تلك الجرائم اما منظمة رايتس رادار فقد قالت أنها رصدت نحو 130 ضحية قتل تحت التعذيب.
رئيس منظمة صدى للإعلاميين اليمنيين الصحفي حسين الصوفي يقول إنه منذ اللحظة الأولى للانقلاب ارتكبت مليشيا الحوثي جرائم ضد الانسانية حسب توصيف القانون الانساني الدولي وتأتي خطورة هذه الجريمة في أنها تستخدم المدنيين كرهائن لتحقيق مكاسب سياسية وهو الوصف الذي تستخدمه المنظمات الدولية كمراسلون بلا حدود في دفاعها عن الصحفيين.
ويبدي الصحفي حسين الصوفي قلقه عن مصير المخفيين قسرا حيث وأن وضعهم هو الأخطر وأسرهم لا تعرف عنهم شيئا ويضيف أن رابطة أمهات المختطفين جمعت نحو الف بلاغ بشكل بالغ الصعوبة والارقام أكبر من ذلك بكثير حسب وصفه.
النساء والأطفال:
لم تكن المرأة اليمنية بمنأى عما يحدث من جرائم المليشيات وقد طالتها يد القبح والتخلف الكهنوتي فتعرضت للقتل والاصابة والاعتداء بالضرب والمضايقات والسجن والشتم وهي حالة شاذة في المجتمع اليمني الذي يعتبر المساس بالمرأة من المحرمات ولا تسمح بها أعراف وتقاليد المجتمع الذي يكن قداسة خاصة للمرأة لكن تلك المليشيات لم تراع تلك الأعراف والتقاليد.
في ندوة تحدث فيها وزير حقوق الانسان اليمني محمد عسكر 19 من الشهر الجاري على هامش وقائع الجلسة الـ39 من مجلس حقوق الانسان بجنيف فإن المليشيات قتلت 865 امرأة وأصابت أكثر من 4179.
الأطفال كان لهم نصيب من جرائم مليشيا الحوثي حيث تعرض الأطفال لعدة انتهاكات وجرائم مارستها عليهم مليشيا الحوثي فقد زجت بهم في الجبهات وقتلوا في قصف المليشيات للمدن والقرى.
فقد قـُتل منذ الانقلاب أكثر من 1500 طفل وأصيب 3882 طفلا بحسب وزير حقوق الانسان كما جندت المليشيات نحو 15 ألف طفلا ولم تستثن أطفال الملاجئ ودور الأيتام.
واعتقلت مليشيا الحوثي منذ الانقلاب نحو 489 طفلاً في نقاط التفتيش بهدف تجنيدهم وارسالهم للجبهات وأن أبرز الانتهاكات بحق الطفولة تمثل في القتل والتشويه والاختطاف والتجنيد واستخدامهم في الهجمات العسكرية ومهاجمة المدارس والمستشفيات والعنف الجنسي.
تدمير التعليم:
التعليم بنظر المشروع الكهنوتي الامامي العدو اللدود حيث لا تستطيع نشر أفكارها إلا في البيئة التي يعم فيها الجهل ليسهل عليها خداعهم وتجييشهم لخدمة مشروعها الطائفي المتخلف.
فقد سارعت مليشيا الحوثي عقب الانقلاب بالهيمنة على المؤسسات التعليمة الأساسي والمهني والعالي وانتهجت المليشيات مخططا لإفراغ الجامعات من الأكاديميين فعمدت إلى تغيير عمداء الكليات ونوابهم وأمناء الكليات كما استبدلت مقربين منها بأكاديميين.
وفيما يخص المنهج عمدت المليشيات إلى تغيير في المنهج وفرضت “ملازم” زعيمها الهالك بدلا من مادة الثقافة الاسلامية بالإضافة إلى الفساد وتزوير الشهادات والمتاجرة بالمنح والمقاعد الدراسية (2100 منحة خلال 2016) ومضايقة أعضاء هيئة التدريس وقطع رواتبهم مما اضطر ببعضهم البحث عن عمل ولو بالأجر اليومي.
وفيما يتعلق بالتعليم الأساسي نهبت المليشيات رواتب المعلمين وأغلقت المئات من المدارس وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة اضافة إلى الاقصاء والفصل وتغيير في المناهج الدراسية خاصة في الصفوف الأولى واختطاف المعلمين وملاحقتهم والتعذيب والتهجير القسري وتنظيم ظاهرة الغش وتجنيد طلاب المدارس والزج بهم في الجبهات مما اضطر بأسرهم اجبارهم على ترك المدرسة خوفا على اختطافهم ونقلهم إلى الجبهات.
وبحسب احصائيات لمنظمة اليونيسيف فإن 3584 مدرسة تم اغلاقها منذ الانقلاب و 1700 مدرسة دمرت كليا أو جزئيا وبعضها تحولت إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة وبعضها حولتها المليشيات إلى مصانع للمتفجرات والعبوات الناسفة بحسب تقرير لمنظمة دولية.
وتسببت جرائم وانتهاكات المليشيات إلى ترك نحو 2.5 مليون طالب وطالبة معظمهم في مناطق سيطرة المليشيات وهو الهدف التي تسعى إليه المليشيات في تجهيل الأجيال وتفخيخ المستقبل.
زرع الألغام:
حولت مليشيا الحوثي خلال أربع سنوات اليمن إلى أكبر منطقة تزرع فيها الألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والبلد الأكبر انتشارا للألغام في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بحسب رئيس المركز الوطني لمكافحة الألغام العميد الركن أمين العقيلي.
فقد زرعت المليشيات نحو 600 ألف لغم في المناطق المحررة و130 ألف لغما بحريا من الألغام المحرمة دولياً وتزرع المليشيات الألغام بطرق عشوائية لاستهداف المدنيين مما تسبب في إصابات وبتر وفقدان بصر ومعظم ضحايا تلك الألغام من النساء والأطفال وكبار السن.
وحصدت تلك الألغام 1593 شخص بينهم204 طفل فيما أصيب 1413 مصاب وانتزعت القوات الحكومية في مختلف المحافظات أكثر من 300 ألف لغم حتى يوليو الماضي.
تدمير الاقتصاد:
ارتفعت الأسعار في المواد الأساسية والغذائية منذ الانقلاب أكثر من 100% وتدهورت قيمة العملة المحلية أمام الدولار.
التراجع الكبير في قيمة الريال وارتفاع الأسعار يعود بحسب اقتصاديين لأسباب عدة أبرزها نهب المليشيات للاحتياط النقدي ونهب الأموال من البنوك اضافة إلى عدم وجود صادرات لرفد خزينة الدولة بالعملة الأجنبية كذلك رفض مليشيا الحوثي توريد العائدات المالية من المناطق التي تسيطر عليها إلى البنك المركزي لتتمكن الحكومة من دفع رواتب الموظفين.
استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية:
لم يكن الاعلام ليس بأحسن حال حيث استهدفت المليشيات المؤسسات الاعلامية الحكومية والأهلية ونهبت محتوياتها وسخرتها في خدمة الانقلاب كما نهبت محتويات وأثاث المؤسسات الاعلامية والصحفية منها قنوات فضائية وصحف أهلية ومكاتب قنوات عربية واذاعات محلية.
واختطفت عشرات الصحفيين فيما لا يزال 13 صحفيا مختطفين لديها تمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب وترفض الافراج عنهم في حين فقد معظم الصحفيون وظائفهم وأصبح الصحفي يعيش إما مشردا أو مهجرا أو مغيبا في سجون المليشيات.