تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية استغلال المعاناة الإنسانية التي أعقبت انقلابهم على السلطة أواخر 2014م والمتواصلة للعام الرابع على التوالي وتوظيفها بما يخدم الأهداف السياسية للجماعة وبما يكرس انقلابها وسيطرتها على مؤسسات الدولة اليمنية.
يقول مراقبون إن المعاناة الإنسانية في اليمن ماهي إلا إحدى التداعيات الكارثية لانقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية واجتياح العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية بقوة السلاح وتقويض المؤسسات الدستورية ومعها تعطلت الخدمات وتدهور الوضع الإنساني الى مستوٍ حرج على كل الأصعدة.
الأزمة الإنسانية نتاج الانقلاب:
في البداية يرى الصحفي اليمني مارب الورد أن الحوثيين يستثمرون الأزمة الإنسانية سياسيا وإعلاميا وعلى المستوى الدولي ويقدمون أنفسهم مدافعين وناطقين باسم ملايين الجوعى والمرضى مع أنهم المسؤول الأول عنها باعتبارها نتاج الانقلاب الذي قاموا به ثم الحرب التي أشعلوها وفرضوها على الشعب لترسيخ انقلابهم قبل تدخل التحالف بشهور.
وأوضح أن استغلال المليشيات الحوثية لمعاناة اليمنيين تٌعد ورقة رابحة بالنسبة لهم وقد أحسنوا استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية.
ولفت الورد الى أن الحوثيين يسيطرون على جزءا من البلد وهو الأكثر كثافة بشرياً دون تقديم أي التزامات تجاه الناس على مستوى الرواتب أو الخدمات أو الأمن مع أنهم يسيطرون على موارد مالية كبيرة ولكنهم يستخدمونها لتمويل عملياتهم العسكرية والتربح والثراء وبناء العمارات والاستثمار بالتجارة المختلفة.
مشيراً أن معظم المنظمات الأممية إن لم يكن جميعها مقراتها بصنعاء ومن خلالها تتحكم مليشيا الحوثي بتوزيع المساعدات وحصر المستفيدين منها في أتباعهم والموالين لهم واستخدامها كأداة عسكرية لكسب الولاءات ومعاقبة الرافضين لهم.
ومنذ انقلاب مليشيا الحوثي واجتياح صنعاء والمدن اليمنية أواخر 2014م قامت بمصادرة ونهب الاحتياطي النقدي من البنك المركزي في صنعاء ووضعت يدها على كامل المؤسسات والأوعية الإيرادية للدولة وحولت الموارد الى حسابات خاصة بالجماعة وتخزين مليارات الريالات في أماكن مجهولة وصولاً الى إيقافها لمرتبات موظفي الدولة منذ أغسطس 2016م.
وأدت تلك الإجراءات وغيرها التي جرى تعليلها بذريعة “الحرب” وما يطلقون عليه “العدوان” الى تفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين انعكست بحالة شاملة من انهيار الخدمات الأساسية الضرورية وانعدام مصادر الدخل مع ارتفاع متزايد في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية والمشتقات النفطية وتزايد معدلات الفقر والمجاعة وانعدام الرعاية الصحية.
نهب المعونات الإنسانية:
استثمر الحوثيون معاناة آلاف الأسر اليمنية الفقيرة والنازحين في الحصول على المزيد من الدعم الاغاثي والإنساني باسم المحتاجين والنازحين من المنظمات الدولية وتوزيعها على مقربين من الجماعة وبيع كميات في الأسواق المحلية.
وتعمل المنظمات الدولية بكامل ثقلها في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بشكل متواصل منذ الانقلاب وتنسق مباشرة مع الحوثيين لتسليمهم أطنان من المساعدات الاغاثية الغذائية والطبية أسبوعياً بهدف إيصالها لمستحقيها.
وفي الوقت الذي تصل عبر مطار صنعاء الدولي أطنان ضخمة من المساعدات الاغاثية المتنوعة يشتكي المواطنون في صنعاء من أن لا شيء يصلهم من تلك الدفعات المتلاحقة من المساعدات.
وأكدت مصادر أن مليشيا الحوثي تقوم بتوزيع المساعدات بناءً على معيار الولاء لها فيما تبيع كميات كبيرة منها في عدة أسواق بصنعاء.
ارتكاب مجازر إنسانية وتوظيفها:
وتجاوز الحوثيون مسألة توظيف الأزمة الإنسانية في اليمن إلى ارتكاب جرائم إنسانية باستهداف المدنيين وإلصاقها إعلامياً بالتحالف العربي وقوات الحكومة الشرعية بغية خلق حالة من السخط الشعبي على التحالف والشرعية وتأليب المجتمع الدولي لاستصدار مواقف مناوئة للتحالف والسلطات الشرعية على حساب دماء المدنيين.
وفي هذا الصدد نشرت وسائل إعلام مليشيا الحوثي الانقلابية خلال الاسبوع الماضي أخبار تزعم استهداف مقاتلات التحالف العربي لسوق شعبي ومستشفى بالحديدة ( غربي اليمن) ولاقت تلك الأنباء إدانات واسعة من هيئات محلية ودولية ضد التحالف خاصة أنها سبقت جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن بساعات.
وفي وقتٍ لاحق أتضح من خلال رصد حقوقي ميداني أن جريمتي استهداف سوق السمك وجوار مستشفى الحديدة جرى ارتكابها بقذائف هاون ومدفعية ما يجعل مليشيا الحوثي المتهم الأول في ارتكابها ويدحظ مزاعم استهدافها بغارات جوية وفقاً لحقوقيين ومنظمات.
وقالت منظمة رايتس رادار لحقوق الانسان (مقرها هولندا) في بيان لها إن راصدوها تأكدوا من أن قصفا بقذائف مدفعية غير معروفة المصدر استهدفت سوق الأسماك وبوابة مستشفى الثورة في مدينة الحديدة الخميس الماضي نتج عنه مقتل 55 مدنياً بينهم 3 نساء وطفل وإصابة أكثر من 120 آخرين وفقا لمصادر طبية في مستشفيات الحديدة.