الافراج عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي صفعت جندي اسرائيلي

عدن نيوز29 يوليو 2018
الافراج عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي صفعت جندي اسرائيلي

أفرجت إسرائيل، اليوم الأحد، عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي سُجنت في العام الماضي بعد تصويرها وهي تركل وتصفع جندياً إسرائيلياً في الضفة الغربية المحتلة.

وفي أول كلمات لها بعد إطلاق سراحها، قالت عهد: «إن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي حتى زواله».

وأضافت في تصريح مقتضب لوسائل الاعلام فور وصولها لقريتها النبي صالحي غربي رام الله «الاحتلال إلى زوال، والاعتقال لن يكسرنا».

وتابعت «الأسيرات بمعنويات قوية، واحمل رسائل منهن سأكشفها مساء اليوم».

ووجهت «التميمي» الشكر لكل من ساندها ووقف معها وعائلتها خلال اعتقالها من قبل السلطات الإسرائيلية.

وقالت في كلمة مقتضبة أمام وسائل الاعلام بعيد الافراج عنها على مدخل بلدتها النبي صالح غربي رام الله، اليوم الأحد «أحمل رسائل من المعتقلين سأتحدث بها خلال مؤتمر صحفي في وقت لاحق اليوم».

وباتت عهد التميمي (17 عاماً) بطلةً بالنسبة للفلسطينيين بعدما ظهرت في مقطع فيديو مع ابنة عمها نور التميمي تقتربان من جنديين إسرائيليين يستندان الى جدار صغير في باحة منزلها في بلدة النبي صالح الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ أكثر من 50 عاماً، وطلبت الفتاتان من الجنديين مغادرة المكان وقامتا بركلهما وصفعهما.

وقال المتحدث إساف ليبراتي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن التميمي ووالدتها التي سجنت أيضاً بسبب هذه الواقعة قد تم نقلهما من قبل السلطات الإسرائيلية من سجن داخل إسرائيل إلى حاجز يؤدي للضفة الغربية المحتلة حيث تعيشان.

وقال متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إن عهد غادرت سجن شارون، وإنها في طريقها إلى الضفة الغربية.

وكانت عهد في الـ16 لدى اعتقالها وحكم عليها بالسجن ثمانية أشهر في 21 آذار/مارس بعد أن وافقت على «الإقرار بالذنب» وأمضت عيد ميلادها الـ17 في السجن.

رمز للشجاعة

وعهد تنتمي إلى أسرة معروفة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتصدت لجنود إسرائيليين في حوادث سابقة وانتشرت صورها في كافة أنحاء العالم.

ويرى الفلسطينيون في عهد التميمي مثالاً للشجاعة في وجه التجاوزات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

هذا الأسبوع رسم رجل مقنع لوحة جدارية عملاقة للمراهقة الفلسطينية عهد التميمي على جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. ويبلغ ارتفاع اللوحة التي رُسمت قرب بيت لحم في الضفة الغربية 4 أمتار.

والرجل المقنع الذي رسم اللوحة هو رسام الشوارع الإيطالي يوريت أغوش.

وقال مسؤولون فلسطينيون، إن شرطة الحدود الإسرائيلية اعتقلت، أمس السبت اثنين من رسامي الجداريات الإيطاليين أثناء رسمهما جدارية لعهد التميمي على الجدار الإسرائيلي الفاصل في بيت لحم المحتلة بالضفة الغربية.

ستستمر في إثارة ردود الفعل

لا شك أن المراهقة التي ستعقد مؤتمراً صحافياً الأحد في منزلها ستستمر في إثارة ردود فعل متناقضة حتى بعد الإفراج عنها.

وحظيت محاكمة المراهقة أمام محكمة عسكرية بتغطية إعلامية كبيرة. وحيّا الرئيس محمود عباس شخصياً شجاعتها.

وقالت يارا هواري، الناشطة الفلسطينية القريبة من أسرة التميمي، لوكالة الأنباء الفرنسية: «كانت هناك صورة رمزية لفتاة تواجه جندياً إسرائيلياً مدججاً بالسلاح أمام منزلها. ومجرد إصدار هذه العقوبة القاسية عليها لفت الانتباه».

ونالت المراهقة عقوبة قاسية ثمانية أشهر كتلك التي صدرت بحق الجندي الإسرائيلي ايلور عزريا، السجن 9 أشهر، لقتله الفلسطيني عبدالفتاح الشريف برصاصة في الرأس بينما كان ممدداً أرضاً ومصاباً بجروح خطرة من دون أن يشكل خطراً ظاهراً، بعد تنفيذه هجوماً بسكين على جنود إسرائيليين.

لفتت أنظار العالم

وقال أورين هازان، النائب عن حزب الليكود (يمين) الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «لا يمكنكم أن تأخذوا إرهابية صغيرة وتجعلوا منها بطلة لكن هذا ما فعلناه». وأضاف: «إنها خطيرة جداً»، معتبراً أن لكمة أو ركلة قد تتحول يوماً إلى هجوم بالسكين.

وتابع: «يقول معظم الإسرائيليين يرغبون في أن تقبع في السجن 20 عاماً».

بالنسبة إلى المدافعين عن حقوق الإنسان سمحت قضية التميمي بتسليط الضوء على ممارسات المحاكم العسكرية الإسرائيلية ومعدلات الإدانة المرتفعة جداً (99%) للفلسطينيين.

وبما أن إسرائيل تحتل عسكرياً الضفة الغربية يحاكم الفلسطينيون المقيمون فيها أمام المحاكم العسكرية.

وقال عمر شاكر، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل: «سيفرج عن عهد التميمي لكن المئات من الأطفال الفلسطينيين لا يزالون وراء القضبان ولا أحد يعيرهم أي انتباه»، مندداً بـ»سوء المعاملة المزمن» الذي يتعرض له القاصرون في هذه السجون.

كيف ستخرج عهد التميمي بعد هذه التجربة في السجن؟. قالت هواري: «إنها مراهقة قوية جداً. أعتقد أنها ستخرج من السجن أقوى من قبل».

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق