ألقت المعارك الدائرة في جبهة الساحل الغربي لليمن، بظلالها على السكان المدنيين في محافظة الحديدة، مما انعكس على مجريات الحياة في العاصمة صنعاء جراء الغلاء وارتفاع الأسعار بالتزامن مع تدفق أعداد هائلة من النازحين إليها.
ودفعت المعارك التي وصلت إلى محيط مطار المدينة، المئات من الأسر القاطنة في الأحياء القريبة من المطار وأماكن المواجهات إلى التخلي عن منازلهم وذلك بعد وصول مقذوفات إلى بعض المنازل والأحياء السكنية.
يقول أحد النازحين من المدينة ويدعى (قاسم محمد)، “إن سعر الراكب الواحد من محافظة الحديدة إلى صنعاء وصل إلى 20 ألف ريال، ولا رحمة بين الناس”.
وأضاف في لقاء مع “يمن مونيتور” لا وجود للحكومة والمنظمات في إخراج النازحين من مناطق الصراع، حيث اضطررنا إلى دفع المبلغ كي ننجو بأرواحنا وأهلنا وأسرنا من المقذوفات التي وصلت إلى منازلنا”.
لكن الفاجعة الأخرى هي كما يقول قاسم” وصلنا إلى محافظة صنعاء لنجد المعاناة بأكبر صورها والغلاء الفاشل في كل مكان وأسعار المنازل مرتفع، بعكس الحديدة تماماً حيث أن العيش هناك أرخص وأسهل من العيش هنا”.
ويواجه النازحون من مدينة الحديدة جشع واستغلال من قبل أصحاب العقارات في صنعاء”، الأمر الذي يضاعف من معاناة أسرهم التي تكبدت عناء الهروب من مناطق المواجهات.
وأبدى عدداً من السكان النازحين في أحاديث متطابقة لـ”يمن مونيتو”، شكواهم من جشع أصحاب العقارات بصنعاء، مشيرين إلى أن هناك استغلاغ جشع لوضعهم الإنساني والمادي وأنهم لم يكونوا يتوقعوا أن يلاقوا هذه الأنواع من الإستغلال لمعاناتهم.
من جانبه، أوضح محمد ثابت، مالك لأحد الأفران في مديرية بني الحارث لـ”يمن مونيتور”: انعدمت مادة الدقيق بشكل مفاجئ حيث رفض التجار تنزيل كميات للأفراد كما هي العادة، ما اضطرنا إلى التعامل مع عدد من المستفيدين الذين يحصلون على كميات من المساعدات من المنظمات وشراء مادة الدقيق منهم كحل إسعافي لعدم توقف مصادر دخلنا في هذه الأيام”.
وأضاف:” ارتفع سعر كيس الدقيق إلى ما يقارب الاحدى عشر ألفاً وغير متوفر معدوم وارتفع جالون الزيت إلى عشر ألف ريال بعد أن كان سعره لا يتجاوز السبعة ألف ما تسبب في تقليص حجم الرغيب وارتفاع سعره”.
وتوقع ثابت أن” تتوقف المخابز عن العمل في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن”.
وقد أجبر القتال آلاف من السكان على النزوح عن مناطق ريفية حول الحديدة، وقدرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عدد النازحين من الحديدة بما يتراوح بين 50 ألفا و60 ألف شخص.
وتثير المعارك المستمرة منذ أسابيع في الحديدة قلق ومخاوف دولية، من التسبب في كارثة إنسانية قد تهدد حياة ملايين المدنيين، في حال تحولت الحرب إلى داخل المدينة.
وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين من السكان اليمنيين، وسط مخاوف من أن تؤدي أن تؤدى إلى وقف تدفق المساعدات عبر مينائها.
*يمن مونيتور