عمليات نهب تعرضت لها المؤسسات الحكومية شرق تعز.. هل سيكون منفذوها تحت طائلة المحاسبة والعقاب؟

1 مايو 2018
عمليات نهب تعرضت لها المؤسسات الحكومية شرق تعز.. هل سيكون منفذوها تحت طائلة المحاسبة والعقاب؟

كشفت الصور التي التقطها مصورين للمؤسسات شرق تعز عقب انتشار قوات اللجنة الامنية بمحافظة تعز عن حجم النهب والتدمير الذي تعرضت له من قبل العصابات المتطرفة والخارجة عن القانون.

ومنذ تحرير المنطقة الشرقية لتعز من مليشيا الحوثي اواخر ٢٠١٦م أحكمت كتائب أبو العباس ومجاميع مسلحة متطرفة أخرى سيطرتها على اغلب المؤسسات الحكومية في تلك المنطقة وحولتها الى أوكار لعناصرها لتقوم بعد ذلك بنهب ادوات المؤسسات من أثاث وأجهزة ومقتنيات حتى وصل الأمر إلى نزع الأبواب والشبابيك وبيعها في محلات الأدوات المستخدمة واسواق الخردة بل وصل الحال الى إنشاء اسواق خاصة لبيع تلك المقتنيات في الباب الكبير وسط المدينة القديمة لمدينة تعز بحسب شهود عيان.

العصابات تلك لم تستثني الأثار والمقتنيات التاريخية فقد قامت بنهب المكتبة المركزية والمتحف الوطني وجرى بيع الكتب في الأسواق فيما المقتنيات الأثرية لازال مصيرها مجهول وهناك خشية من أن يكون قد تم تهريبها إلى الخارج إذ أن سوق الأثار رائج.

ما هكذا كانت كُليتي:

المصور داوود الوهباني كتب على صفحته في موقع الفيسبوك منشور مرفق بصور من مبنى كلية الآداب قائلا” للأسف اقولها مكرهاً لم تفعل بها مليشيا الحوثي مثل ما فعلته الجماعة الخارجة عن القانون.

“قاعة الثلايا” كانت ممتلئة بالكراسي الى قبل اقل من سنة دخلتها اليوم وجدت الكراسي كلها محروقة في ساحة الكلية.

واضاف الوهباني” استخدمتها الجماعات الخارجة عن القانون لإحراق الكيبلات كما هو موضح بالصورة طبعاً كان فيها معامل حاسوب وفيها طابعات وفيها اشياء كثيرة تخص الكلية فأين ذهبت يا تُرى؟؟ ما هكذا كانت كُليتي بعد خروج المليشيات منها.

مذبحة الاسلاك:

من جهته المصور نائف الوافي فكتب” هنا وقعت مذبحةً لأسلاك تعز النحاسية الصورة داخل كلية الأداب جامعة تعز حيث تم احراق الكراسي من أجل اخراج الاسلاك النحاسية”.

من جهته عبر وكيل وزارة الثقافة عبدالهادي العزعزي عن شعوره بالخوف قائلا ” صور المباني التى سلمتها الكتائب في تعز اليمن مرعبة اين ما زعمت الكتائب انها حافظت عليه من تعز ؟ والله صور رعب لم يتبقى الا الاحجار.

واضاف” يالله حتى اعتى الإعصارات في العالم لا تنتزع حتى اطارات الابواب والنوافذ والبلاط اشعر بالرعب.

استرجاع الأثار:

وفي سياق متصل طالب وكيل وزارة الثقافة السلطات المحلية بتعز استرجاع مقتنيات المتحف الوطني التي تعرضت للنهب.

وخاطب العزعزي محافظ تعز واللجنة الأمنية واللجنة العسكرية الرئاسية برئاسة نائب رئيس هيئة الاركان العامة الذي يزور تعز بقوله “نناشدكم بحكم مسؤوليتنا الوطنية ان يتم استرجاع مقتنيات المتحف الوطني بتعز. وهى جزء من الثروة الوطنية لمدينة تعز وجزء من الثروة الوطنية للشعب اليمني”.

واضاف وكيل وزارة الثقافة نناشدكم باسم حفظ تاريخ البلد الذى هو تاريخنا جميعا العمل لاستعادة مقتنيات المتحف الوطني والاستعانة بالأخوة المتخصصين في فرع هيئة الاثار بتعز ومكتب الثقافة وكذلك الجرد السنوي للمتحف في السنوات السابقة والعاملين بالمتحف الوطني نفسه.

وكشف العزعزي عن تعرض مخزون كتب ومكتبة المركز الثقافي بتعز للنهب والبيع وقال “نامل ان لا تضيع مقتنيات المتحف الوطني كما ضاعت بعض المواقع الاثرية التى عبث بها اهمال القيادات العسكرية والمدنية وتخاذل الوجهات الثقافية والسياسية والاجتماعية.

الإرهاب والأثار:

مما يجدر ذكره ان التنظيمات الارهابية القاعدة وتنظيم الدولة داعش في العراق وبلاد الشام كانت تعتمد على المتاحف والآثار كأحد مصادر تمويل عملياتها الارهابية ولعل هذا ما حصل بالضبط في تعز.

حيث اكدت مصادر مطلعة لـ” الجند+ عدن نيوز” عن عمليات تهريب منظمة تعرضت لها القطع الاثرية التي كانت داخل المتحف الوطني في تعز فقد افادت المصادر إشراف “عادل العزي” المعروف “بقائد الذئاب المنفردة” ونائب ابو العباس في قيادة الكتائب على عمليات تهريب منظمة لآثار المتحف وبيعها بمئات الملايين خارج تعز بالشراكة مع قيادات من تنظيم القاعدة اشتهرت بذلك.

بالرغم من اعتراف ابو العباس في تسجيل صوتي له بأن المتحف الوطني كان تحت سيطرته الا انه وحتى اللحظة لم يكشف عن مصير كل القطع الاثرية التي كان يحتويها المتحف الوطني بتعز والتي كانت تعد من القطع النادرة والثمينة جدا.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق