يوماً بعد آخر يتكشف الدور الحقيقي لما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ففي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والتي كانت مسرحاً لأحداث عسكرية حاول خلالها الانتقالي الانقلاب على الشرعية عبر مهاجمة مُعسكراتها ومقارها الحكومية، بدعوى فساد الحكومة وضرورة تغييرها، إلا أن ذلك لم يحدث، فقد تراجع الانتقالي الجنوبي عن الخطاب الحماسي وقام بسحب قواته من الشوارع الرئيسية وكذا المواقع التي كان قد سيطر عليها، وذلك تنفيذا لمخرجات لجنة التهدئة والتي أشرفت دولة الإمارات عليها لكونها من يُدير عمليات التحالف العربي بالعاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات الجنوبية.
انتهت تلك الأحداث، لكن الخوف والقلق لا يزالان عالقين في أذهان المواطن بعدن، والذي أصبح آمنه واستقراره مهدداً، وذلك في حال ما قرر الانتقالي الجنوبي فعل ذلك، وبضوء أخضر إماراتي لن يستطيع التحرك بدونه.
وسقط خلال المواجهات التي افتعلها الانتقالي الجنوبي والمدعوم إماراتياً أكثر من 300 بين قتيل وجريح، ومن بينهم مدنيون، وهي حصيلة ضخمة توضح بأن وجود الانتقالي الجنوبي في عاصمة اليمن المؤقتة يعني بقائها قنبلةً موقوتة تهدد أمن واستقرار المواطنين ومصالحهم.
وعند العودة لقراءة أبرز دوافع قيام الانتقالي بافتعال المواجهات المسلحة مع مُعسكرات الشرعية، فهي تتحدث عن طرد الحكومة الشرعية واستبدالها بحكومة أخرى يكون لهم فيها تمثيل؛ لكن ذلك لم يحدث، وقد أكد السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر أنه لا تغيير على الحكومة الشرعية، وذلك في تصريح لقناة BBC في 9 من فبراير الجاري.
وأضاف السفير جابر، وهو سفير الدولة التي تقود التحالف العربي الداعم للشرعية “بأن القضية الجنوبية ليست وليدة اليوم، لذا فقد تم حلها عبر مؤتمر الحوار الوطني والذي شاركت فيه مختلف المكونات الجنوبية؛ وهذا ما جعل القواعد الشعبية المؤيدة للانتقالي الجنوبي تُصاب بخيبة أمل فتلك الخسائر البشرية الضخمة التي قدموها ذهبت هباءً ولم تؤت أُكلها.