وقال الناطق باسم الوزارة الدكتور عبد الحكيم الكحلاني، إنّ إجمالي الحالات المرصودة من ديسمبر/كانون الأول 2017 إلى فبراير/شباط 2018، أكثر من 120 حالة إصابة، فيما بلغت الوفيات 20 حالة في خمس محافظات (الأمانة وصنعاء وإب وذمار وصعدة).
وأكد الكحلاني عدم قدرة الوزارة على التأكد من الحالات المصابة بشكل دقيق مما إذا كانت تتعلق بأنفلونزا الطيور أو الخنازير، وذلك بسبب عدم توفر المحاليل لإجراء الفحوصات في المركز الوطني لمختبرات الصحة، وعدم توفر هذه الفحوصات في المختبرات الخاصة. لافتا إلى أن السلطات الصحية في صنعاء تشتبه في أنها إصابات بأنفلونزا الخنازير H1N1، وذلك لعدم توفر المحاليل التشخيصية.
وأضاف: “طالبنا منظمة الصحة العالمية بتوفير هذه المحاليل قبل عام ونصف، ولم يتم تزويدنا بها بحجة أنه لا يوجد وباء، ومنذ شهرين طالبنا بشكل عاجل المنظمة بتوفير المحاليل والأدوية، إلا أنها لم تصل حتى اللحظة”.
إلى ذلك، يسود الخوف في أوساط اليمنيين، لا سيما سكان المحافظات التي انتشر فيها المرض. ويخشى المواطنون من انتشار الوباء في ظل عدم توفر الإمكانيات الكافية لمواجهته والحد منه.ودعا الكحلاني المواطنين إلى الحذر من التعرض للرياح الباردة، وتجنب الأماكن المزدحمة وعدم قضاء فترات طويلة في الصالات والأسواق، واتباع الطرق الصحية أثناء العطاس والسعال، وأخذ قسط من الراحة في المنزل عند الإصابة، تجنبا لانتشار المرض.
وفي هذا السياق، أبدى المواطن عبد الفتاح عبيد مخاوفه من إمكانية انتشار المرض، مشيرا إلى أن أعراض مثل هذه الأمراض خادعة لأنها تشبه أعراض الأنفلونزا العادية التي تصيب اليمنيين في فصل الشتاء عادة.
ويقول لـ”العربي الجديد”: “في حال انتشر المرض بشكل كبير ووصل إلى المناطق الفقيرة خارج صنعاء سيموت الكثيرون، لأنهم سيعتقدون بأنهم مصابون بالزكام، لكن المرض سيتطور ليقتلهم في النهاية”. لافتاً إلى أن الوضع الصحي المتردي الذي يعيشه اليمن يساعد على انتشار الأمراض والأوبئة.
وتساءل عبيد: “إذا كانت وزارة الصحة والمنظمات الدولية الصحية حتى اليوم فشلت في معرفة نوع المرض الذي يقتل اليمنيين، وأعراضه تشبه الأنفلونزا، فهل يستطيعون الحد من انتشاره وإنقاذ اليمنيين منه؟”. لافتاً إلى أن الفقراء “من لا يملكون ثمن لقمة العيش هم أكثر المتضررين من انتشار المرض، لأنهم يجهلون أعراضه ولا يستطيعون شراء الأدوية لعلاجه”.