كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن سلسلة جرائم مروعة تستهدف المقدسات الدينية في اليمن، حيث رصدت المنظمة انتهاكات واسعة النطاق تنفذها جماعة الحوثي ضد دور العبادة ورجال الدين.
وأظهر التقرير الصادر عن الشبكة تحت عنوان “غريزة المليشيات الحوثية في تفجير المساجد ودور القرآن وقتل رجال الدين” ارتفاعًا ملحوظًا في وتيرة العنف ضد الأماكن الدينية، مع تركيز خاص على المساجد ومراكز تحفيظ القرآن.
وتشير الوثائق إلى أن جماعة الحوثي نفذت 4896 انتهاكًا ضد المقدسات الدينية خلال العقد الماضي، بدءًا من يناير 2015 وحتى يونيو 2025، حيث شملت هذه الانتهاكات أعمال عنف متعددة الأشكال.
جرائم بشعة بحق رجال الدين
سجل التقرير 277 حالة قتل لخطباء وأئمة المساجد، تنوعت أساليبها بين القتل المباشر بالرصاص، والطعن بالأسلحة البيضاء، واستخدام القوة المفرطة، كما وثق 178 إصابة جسدية لرجال الدين.
ولم تتوقف الانتهاكات عند حد القتل، بل امتدت لتشمل حالات اختطاف وإخفاء قسري وتعذيب جسدي ونفسي، مع فرض خطباء موالين لأيديولوجية الجماعة على المساجد.
تدمير منهجي لدور العبادة
كشف التقرير عن 791 حالة انتهاك طالت المساجد مباشرة، شملت تفجير 103 مسجد، وقصف 201 موقع ديني، وإحراق 52 دار عبادة، مع 341 حالة اقتحام ونهب للمحتويات.
وأظهرت الوثائق تحويل 423 مسجدًا إلى ثكنات عسكرية، و219 مسجدًا إلى مراكز لتلقين الأطفال، و61 مسجدًا إلى غرف عمليات عسكرية، بالإضافة إلى إغلاق 394 مسجدًا و467 مدرسة لتحفيظ القرآن.
استغلال الدين لأغراض سياسية
أكد التقرير استخدام الجماعة للمساجد كأداة للتجنيد الإجباري، حيث تم تحويلها إلى منصات للتحشيد والتعبئة الطائفية، مع فرض 1291 خطيبًا مواليًا للجماعة على المنابر الدينية.
وأشارت الوثائق إلى أن هذه الممارسات تكشف النوايا الحقيقية للجماعة في نشر الفكر الطائفي، مستغلة المقدسات الدينية لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية على حساب القيم الدينية والاجتماعية اليمنية.