كشفت جامعة طوكيو عن نموذج أولي لجهاز قابل للارتداء يُعتبر نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء، حيث يجمع بين التحكم في الأنظمة الرقمية ومراقبة المؤشرات الصحية.
ويتميز الجهاز الذي يحمل اسم picoRing بصغر حجمه المدهش، حيث يزن 5 غرامات فقط، ما يجعله أحد أخف الأجهزة القابلة للارتداء في العالم، كما يتمتع بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة تسمح له بالعمل لأكثر من شهر دون الحاجة لإعادة الشحن.
ثورة في التحكم بالواقع الافتراضي والمعزز
صمم الباحثون هذا الخاتم الذكي ليكون حلاً مبتكراً للتحكم في أنظمة الواقع الافتراضي والمعزز، حيث يمكن للمستخدمين التفاعل مع الواجهات الرقمية عبر إيماءات بسيطة باليد، دون الحاجة إلى مساحة مكتبية أو أجهزة تحكم تقليدية.
وأوضح فريق البحث أن اتصال الجهاز المباشر بالجلد البشري يفتح آفاقاً جديدة في مجال المراقبة الصحية، حيث يمكنه في المستقبل تتبع مؤشرات حيوية مهمة مثل معدل ضربات القلب ومستويات التوتر.
تصريحات الباحثين حول الإمكانات المستقبلية
وصرح ريو تاكاهاشي، الأستاذ المساعد في جامعة طوكيو، بأن هذا الابتكار رغم كونه في مراحله الأولية، إلا أنه يحمل إمكانات كبيرة لتغيير طرق تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا، مشيراً إلى أن صغر حجمه يجعله مثالياً للاستخدام في الأماكن العامة.
وأضاف تاكاهاشي أن النظام قد يتطور ليصبح منصة متكاملة لأجهزة الاستشعار الصحية والابتكارات التكنولوجية الأخرى، معرباً عن تفاؤله بإمكانات التطوير المستقبلية.
تقنية الطاقة المبتكرة
يعتمد picoRing على نظام طاقة فريد يسمى semi-PIT، والذي يتكون من سوار معصم يعمل كنقطة اتصال بين الخاتم والجهاز المستهدف، حيث يستخدم ملفاً سلكياً مع مكثفات صغيرة لتعزيز الإشارات المغناطيسية، مما يقلل بشكل كبير من استهلاك الطاقة مقارنة بتقنيات الاتصال اللاسلكي التقليدية.
ورغم المزايا الكبيرة لهذا الابتكار، إلا أن الباحثين يعترفون بوجود بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة، مثل حجم الجهاز الذي لا يزال بحاجة إلى التصغير، والمحدودية الحالية في الوظائف المتاحة، بالإضافة إلى احتمالية التعرض للتداخل الإلكتروني.
ويواصل الفريق البحثي العمل على تطوير النموذج ليكون أكثر كفاءة وأسهل استخداماً في الحياة اليومية، مما قد يفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة القابلة للارتداء التي تجمع بين التفاعل الرقمي والرعاية الصحية.
