نعى العديد من الشخصيات البارزة في اليمن الدكتور محمد الظاهري، رئيس نقابة دكاترة جامعة صنعاء، الذي وافته المنية صباح اليوم 18 أكتوبر 2025.
وقد وصفته توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بأنه “رفيق درب عظيم” وعالم جسد “عظمة العلم وشرف الكلمة”.
مسيرة عطاء أكاديمي ووطني
الدكتور محمد محسن ناجي الظاهري، المولود في عام 1962 في محافظة الضالع، كان أستاذًا بارزًا في العلوم السياسية بجامعة صنعاء.
تخرج في الجامعة الأردنية، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة. شغل عدة مناصب قيادية في الجامعة، كان آخرها رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، حيث عمل على تعزيز البحث العلمي والدفاع عن استقلالية الجامعة.
إسهاماته العلمية
أثرى الدكتور الظاهري المكتبة الأكاديمية اليمنية بالعديد من الأبحاث والمقالات، منها “الظاهرة الحزبية في اليمن” (1997) و”التطور الديمقراطي في اليمن: الواقع الراهن وآفاق المستقبل” (2005). كما أشاد زملاؤه بدوره في حماية الحرم الجامعي من الانتهاكات ودعم حرية التعبير.
تحديات ومواقف
في أغسطس 2025، تعرض الدكتور الظاهري لعقوبات تعسفية من قبل إدارة الجامعة التي أوقفت مستحقاته المالية رغم تدهور حالته الصحية وتلقيه العلاج خارج اليمن.
وقد أثار هذا الإجراء استنكارًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية.
الإرث والتأبين
رحل الدكتور الظاهري تاركًا وراءه إرثًا من النضال الأكاديمي والوطني.
نعاه العديد من الشخصيات، منهم السفير اليمني في تركيا محمد صالح طريق، الذي وصف الراحل بأنه “ملهم لأجيال تسعى للنهضة الفكرية”.
كما أكدت توكل كرمان أن وفاته خسارة كبيرة لوطن فقد “أحد أنبل وأشجع رجاله”.
تفاصيل من حياة الراحل
كان الدكتور الظاهري قد أعلن تعافيه من مرض السرطان في عام 2021، لكنه استمر في مواجهة تحديات صحية ومالية حتى وفاته.
خلال مسيرته، كان صوتًا معارضًا للتسييس والعسكرة في الجامعة، حيث وصفها البعض بأنها تحولت إلى “حوزة علمية إيرانية” مع انتهاكات للحرم الجامعي وتدريب الأكاديميين عسكريًا بحجج سياسية.
رغم ذلك، بقي ملتزمًا بدعوة الزملاء والطلاب للدعم المعنوي، وكان يُعتبر “ملهمًا لأجيال تسعى للنهضة الفكرية”.
يُعد رحيل الدكتور محمد الظاهري خسارة فادحة للحركة الأكاديمية اليمنية، وستظل ذكراه محفورة في ذاكرة وطنه وأقرانه.