أكدت الممثلة السورية منى واصف أن مشاركتها في اللقاءات الرسمية مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد لم تكن قرارًا حرًا، بل نابعًا من خوفها الدائم من أن تُجبر على مغادرة البلاد، كما حدث مع ابنها الوحيد عمار عبد الحميد الذي قضى سنوات طويلة في المنفى بسبب مواقفه السياسية.
وأوضحت واصف في لقاء إعلامي حديث أنها كانت تحضر جميع تلك اللقاءات خشية التعرض لضغوط مشابهة، مشددة على أنها كانت دومًا تتصرف كمواطنة متمسكة بحقوقها في الوقت الذي تؤدي فيه واجباتها الوطنية.
وكشفت أن السلطات كانت ترسل لها سيارة خاصة لنقلها إلى تلك الاجتماعات، لكنها لم تفكر يومًا في ترك سوريا، حتى عندما تعرض ابنها للنفي القسري.
ونفت الفنانة الثمانينية أن يكون أي طرف قد طلب منها مغادرة البلاد، مؤكدة أنها لن تفكر في ذلك ما دامت على قيد الحياة. ووصفت بقاءها في وطنها بأنه “مسألة مبدئية” ترفض من خلالها أن تكون موضوعًا للمساومة أو المتاجرة، سواء على المستوى الشخصي أو الفني.
من جانبه، أكد نجلها عمار عبد الحميد أن والدته تمثل “رمزًا جامعًا للسوريين”، مشيرًا إلى أن تأثيرها يتجاوز الفن ليصل إلى قلوب الناس مباشرة. وقال إن البلاد تحتاج إلى مثل هذه الرموز التي تحافظ على وحدتها، خاصة بعد سنوات الانقسام. وتحدث عن معاناته خلال سنوات الغربة الطويلة، حيث كان يعتقد أن لقاءه بوالدته قد لا يتحقق أبدًا، مشيرًا إلى أن هذه المعاناة لم تكن حكرًا عليه بل عاشها مئات الآلاف من السوريين.
وأشار عبد الحميد إلى أن مرحلة التغيير الأخيرة فتحت أمامه باب العودة إلى دمشق بعد غيابه الذي دام أكثر من عقدين، منذ مغادرته سوريا عام 2005 بسبب معارضته للنظام السابق. وأكد أنه يسعى الآن للمساهمة في إعادة إعمار البلاد بعد سنوات الحرب.
كان اللقاء العائلي المؤثر بين منى واصف وابنها قد تم في مارس الماضي، بعد فراق دام أكثر من عشرين عامًا. وكانت الفنانة قد أعربت في مقابلات سابقة عن شوقها الكبير لابنها، ووصفته بأنه “القصيدة في حياتها”.
وفي سياق متعلق بالتحولات السياسية الأخيرة، أعربت واصف عن ارتياحها للمشهد الجديد في دمشق بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنها تتابع حركة الناس اليومية من شرفة منزلها وترى فيها بارقة أمل للتغيير. كما عبّرت عن سعادتها للإفراج عن معتقلي سجن صيدنايا، مؤكدة أن طريق التغيير طويل ويحتاج إلى صبر وجهد مستمر.
وعلى الصعيد الفني، تستعد منى واصف حاليًا لتصوير دورها في مسلسل “مولانا” الذي يجمعها بالفنان تيم حسن والممثلة نور علي وعبد المنعم عمايري، من تأليف لبنى حداد وإخراج سامر البرقاوي.
