في ظل اشتداد الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة، تتفاقم معاناة آلاف العائلات بسبب نقص الغذاء والإغلاق المستمر للمعابر، ما يجعل تأمين مواد أساسية كالحوم مهمة شبه مستحيلة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.
بحسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) الصادرة في مايو 2025، فإن أكثر من 93% من سكان غزة يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني ما يزيد عن 470,000 شخص من الجوع الكارثي، وهو التصنيف الأعلى عالميًا من حيث شدة انعدام الأمن الغذائي.
في مواجهة هذا الواقع القاسي، برزت جمعية حياة يولو الخيرية كجهة فاعلة في إيجاد حلول فعالة ومبتكرة، مستفيدة من خبرة تجاوزت 11 عامًا في مشاريع الأضاحي. بدلاً من الاعتماد على الذبح داخل القطاع، اتجهت الجمعية إلى تنفيذ عمليات الذبح في دول ذات كفاءة من حيث التكلفة والجودة، حيث تُجهز اللحوم وفق أعلى المواصفات الصحية وتُعلب، لتكون جاهزة للدخول إلى غزة فور فتح أي معبر.
وقد تمكنت الجمعية خلال عيد الأضحى في عام 2024 من إيصال أكثر من مليوني علبة لحوم إلى القطاع، في واحدة من أضخم عمليات الإغاثة التي نُفذت خلال الأزمة، وتُحدث فرقًا ملموسًا في حياة الآلاف من الأسر المحتاجة.
ولعيد الأضحى لعام 2025، أعلنت الجمعية عن انطلاق حملتها الجديدة تحت عنوان:
“أضحية تعبر الحدود… لتصنع فرحة العيد”
تهدف الحملة إلى توسيع نطاق التوزيع وزيادة أعداد الأسر المستفيدة رغم التحديات المستمرة. تبدأ تكلفة الأضحية من 150 دولارًا أمريكيًا، وتشمل الحملة تقديم تقارير موثقة بالصوت والصورة لكل مرحلة من مراحل الذبح والتوزيع.
ومع استمرار الأزمة وتزايد مستويات الجوع، تؤكد جمعية حياة يولو أن التضامن الدولي مع أهل غزة لم يعد مجرد واجب خيري، بل ضرورة إنسانية عاجلة، ومشاركة الأضحية اليوم تعني منح الأمل لمن لا يملكون القدرة على الاحتفال.