يشير الخبراء إلى أن الشعور المتكرر بالانتفاخ أو التيبس أو التعب قد يرتبط بالتهاب مزمن في الجسم، ويمكن أن يكون النظام الغذائي عاملاً مهماً في تخفيف هذه الحالة.
يُعد الكركم من أبرز الأطعمة التي تساهم في تقليل الالتهاب، حيث يحتوي على مركب الكركمين المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات ودوره في تعزيز مناعة الجسم وحماية الخلايا.
الالتهاب هو رد فعل طبيعي للجسم عند التعرض للإصابة أو العدوى، غير أن استمرار الالتهاب لفترات طويلة يرتبط بمشكلات صحية مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل والسمنة وحتى الاكتئاب.
أوضح الباحثون أن الكركمين الموجود في الكركم يستطيع الحد من نشاط الجزيئات الالتهابية في الجسم، مثل السيتوكينات وNF-kB، والتي عادة ما تزداد في الحالات المرضية المزمنة.
أكدت دراسة نشرت في مجلة Foods أن مكملات الكركمين ساعدت بشكل ملحوظ في تقليل مؤشرات الالتهاب لدى مرضى التهاب المفاصل ومتلازمة التمثيل الغذائي.
يعمل الكركمين على تعديل الاستجابة الالتهابية على المستوى الخلوي، ويُعد من أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية.
إلى جانب الكركم، توجد أطعمة أخرى تملك خصائص قوية مضادة للالتهاب، منها الأسماك الدهنية كالماكريل والسلمون والسردين بفضل محتواها من أحماض أوميغا 3، والخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب الغنية بمضادات الأكسدة.
أشار الخبراء إلى أهمية تناول التوت بأنواعه لاحتوائه على الأنثوسيانين، والمكسرات والبذور التي توفر الدهون الصحية والمغنيسيوم، بالإضافة إلى زيت الزيتون البكر الممتاز المعروف بتأثيره على خفض مؤشرات الالتهاب.
في المقابل، حذر التقرير من عدة أطعمة تفاقم الالتهاب، مثل الكربوهيدرات المكررة، اللحوم المصنعة، المشروبات السكرية، الدهون المتحولة، والأطعمة عالية المعالجة.
من العلامات التي قد تدل على وجود التهاب مزمن في الجسم: الشعور المستمر بالتعب، آلام الجسم أو المفاصل، ضبابية الذهن، مشاكل الجهاز الهضمي، اضطرابات الجلد، وتغيرات غير مبررة في الوزن.
نصح التقرير بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية عند ظهور هذه الأعراض بشكل متكرر، إلى جانب مراجعة النظام الغذائي ونمط الحياة.
ولبناء روتين فعال لمكافحة الالتهاب، يُوصى بإضافة الكركم إلى الوجبات، ودمجه مع الفلفل الأسود لتعزيز امتصاص الكركمين، مع التركيز على تناول الأطعمة الكاملة والنباتية، وممارسة النشاط البدني المعتدل يومياً.
كما شدد الخبراء على أهمية النوم الجيد والسيطرة على التوتر، إذ أن قلة النوم والإجهاد المزمن قد يزيدان من حدة الالتهاب.
ختاماً، يعد الالتهاب المزمن من العوامل المؤثرة سلباً على الصحة، إلا أن الالتزام بنظام غذائي متوازن، واستخدام الكركم كمكون أساسي، يمكن أن يكون وسيلة فعالة للوقاية وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل.