كشفت دراسة عالمية حديثة نُشرت في مجلة “ذا لانسيت” عن ارتفاع صادم في عدد المصابين بمرض السكري، حيث أظهرت النتائج أن أكثر من 828 مليون بالغ حول العالم يعانون من هذا المرض المزمن، وهو ضعف التقديرات السابقة.
وشارك في هذه الدراسة الضخمة منظمة الصحة العالمية ومؤسسة التعاون بشأن عوامل خطورة الأمراض غير السارية، واعتمدت على تحليل أكثر من ألف دراسة شملت ما يزيد عن 140 مليون شخص.
وتشير الدراسة إلى أن أكثر من نصف المصابين بالسكري ممن تزيد أعمارهم عن 30 عامًا لا يتلقون العلاج اللازم، ما يثير مخاوف جدية حول الصحة العامة العالمية.
ويُعزى هذا الارتفاع الكبير في أعداد المصابين، والذي تضاعف منذ عام 1990، إلى عوامل متعددة، أبرزها زيادة الحالات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتُعتبر هذه الدراسة أول تحليل عالمي شامل يتضمن معدلات وتقديرات لجميع دول العالم، ما يُعطي صورة أوضح عن حجم التحدي الذي يمثله داء السكري.
ووفقًا للدراسة، بلغ عدد المصابين بالسكري من النوعين الأول والثاني 828 مليون شخص في عام 2022، في حين كانت التقديرات السابقة لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى إصابة 422 مليون شخص فقط.
ولاحظت الدراسة تفاوتًا واضحًا في معدلات تلقي العلاج بين الدول، حيث تحسّنت هذه المعدلات في بعض الدول ذات الدخل المرتفع، بينما بقيت منخفضة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
فعلى سبيل المثال، في بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء، لا يحصل على العلاج سوى نسبة ضئيلة تتراوح بين 5% إلى 10% من المصابين بالسكري.
ويؤثر مرض السكري، وهو مرض أيضي مزمن، على مستويات السكر في الدم، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة في القلب والأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء الأخرى إذا لم يُعالج بشكل صحيح.