كشف تقرير صحفي عن معلومات جديدة تشير إلى أن تدخل حزب الله في الصراع السوري قد مكّن إسرائيل من اختراقه استخباراتياً بشكل غير مسبوق.
وفقاً لتصريحات نشرتها صحيفة الفايننشال تايمز لضابطة استخبارات إسرائيلية سابقة، فإن لحظة دخول الحزب إلى سوريا كانت نقطة تحول سمحت لوحدة الاستخبارات الإشارية الإسرائيلية المتطورة 8200 بجمع كميات هائلة من البيانات وتحليلها على مدى سنوات.
وأوضح التقرير أن أجهزة الاستطلاع الإسرائيلية عملت على مراقبة تحركات المقاتلين في سوريا ورصد مناسبات العزاء التي نُشرت بشكل عفوي على مواقع التواصل الاجتماعي لقتلى الجماعة.
وقد تم أرشفة الصور الخاصة بالعزاء ومطابقتها وإدخالها في قاعدة بيانات ضخمة تعمل وفق خوارزميات معينة لفرز الأفراد وأسمائهم وأسماء عشائرهم والدوائر الاجتماعية الضيقة التي تداخلت أثناء العزاء.
كما ساهمت وحدة 9900 الإسرائيلية في جمع قاعدة بيانات كبيرة لصور القتلى التي كانت تعلق في وديان وقرى لبنان مع أسمائهم وألقابهم. هذه العملية المعقدة لجمع البيانات أتاحت لوحدات المراقبة عمل خارطة متكاملة للبيئة الحاضنة للحزب والكشف عن أسماء وعناوين وصور القادة الكبار “وإخراجهم إلى النور”.
وأشار التقرير إلى أن الحرب السورية المعقدة والطويلة أدت إلى فتح قنوات اتصال بين الحزب والمخابرات السورية والروسية، وهما جهازان يخضعان أصلاً للرقابة الأمريكية منذ زمن.
وأدى هذا الكشف إلى تزويد الأمريكيين لإسرائيل بكنوز من المعلومات عن خارطة وتحركات قادة الحزب وعن طرق الاتصال فيما بينهم وترتيبات الاجتماعات السرية.
وخلص التقرير إلى أن فشل إسرائيل في اغتيال الأمين العام للحزب عام 2006 كان بسبب حصانة الحزب آنذاك ضد الاختراقات الأمنية والتقنية.
ولكن تحول الحزب إلى “وكيل إقليمي وطائفي عابر للحدود” فتح الباب على مصراعيه للاختراق، مما أدى إلى ما وصفه التقرير بـ “انتهاء المعركة قبل حتى أن تبدأ”.