إن البحث العلمي يعتبر من أنواع الكتابات مثله مثل كتابة الرسائل والتقارير والمقالات ونحو ذلك، ولكنه يتميز بشروط وضوابط معينة، تجعله منفرداً بمكانة خاصة، وهذه المكانة استمدها البحث العلمي من كونه يناقش مشكلة ما بطرق علمية، ويعتمد على منهج علمي في كتابة محتواه، بل إن هذا المحتوى يتم الاعتماد عليه من كتب ومراجع علمية وأبحاث علمية سابقة.
فكان لابد من تقنين كتابة البحث ببعض الضوابط حفاظاً على حقوق العلماء والباحثين، وتحرياً للأمانة العلمية، ومنع حدوث السرقة العلمية أو الفكرية وانتحال لبعض أفكار المؤلفين الآخرين من أصحاب الكتب والمراجع العلمية.
وللأسف يستهين الكثير من الطلبة بهذه الشروط، ولا يلتزمون بها ولا يولونها أي اهتمام، مما يؤدي إلى عدم قبول أبحاثهم في الجامعات، والبعض منهم قد لا يكون على دراية كافية بهذه الشروط والقواعد، وبالتالي يقع في بعض الأخطاء في كتابة الأبحاث العلمية.
وفي هذا المقال، أردنا أن نوضح أهم أخطاء البحث العلمي، والتي قد لا يأخذها البعض في الاعتبار عند كتابة بحث علمي.
عدم تخطيط البحث أولاً قبل كتابته
إن البحث العلمي كما ذكرنا بالأعلى يتميز عن غيره من أنواع الكتابات الأخرى أنه يعتمد على منهج علمي في كتابته، ويتم تقنينه ببعض الشروط والضوابط لمنع حدوث السرقة العلمية أو الفكرية.
ولذا كان لابد من وضع خطة توضح الطريق في كل جزء من أجزاء البحث. إن كتابة أي بحث علمي منظم ومرتب لابد له من خطة تبين الآتي: موضوع وعنوان دقيق للبحث، مقدمة تبين فيها أسباب عمل البحث واختيار مشكلة البحث، توضيح لمشكلة البحث وآثارها، تفسير المنهج العلمي لإيجاد حل للمشكلة، اقتراح حلول لمشكلة البحث، وضع خاتمة للبحث، قائمة المصادر والمراجع العلمية.
إن عدم وضع خطة قبل كتابة بحث علمي قد يؤدي إلى العشوائية في البحث، وهذا خطأ شائع نجده كثيراً في كتابة الأبحاث العلمية.
ومن أخطاء البحث العلمي كذلك أن تكون خطة البحث العلمي غير موضحة أو غير دقيقة لما سيشمله البحث.
تحديد المصادر والمراجع العلمية الغير موثوقة
بعض الطلبة يلجأ إلى استخدام مواقع الإنترنت والتي تدعي أنها تقدم معلومات علمية موثوقة، ويستخدمون هذه المعلومات المشكوك في صحتها ومصدرها في كتابة الأبحاث العلمية.
ويعتبر هذا الخطأ من أبشع أخطاء البحث العلمي، والتي تؤدي إلى عدم قبول البحث عند التقصي ومعرفة المصادر التي اعتمد عليها.
إن كتابة أي بحث علمي تعني أنك تقوم ببحث مشكلة ما وتناقشها و تجد حلول لها وتستعين ببعض المعلومات لحل هذه المشكلة، فلا يصح أبداً أن تكون هذه المعلومات مغلوطة أو من مواقع غير موثوقة، لربما تم استعمال هذا البحث على أرض الواقع لحل المشكلة.
استخدام خط غير واضح في كتابة البحث
من أخطاء البحث العلمي التي كثيراً ما نجدها هو استخدام أنواع الخطوط الغير منصوح بها في كتابة البحث العلمي.
والخط الذي يُنصح به في كتابة البحث هو خط Times New Roman، وكذلك خط Calibri. ويُنصح بجعل حجم الخط 14، فإذا كان أقل من لك أو أكثر كان غير مريحاً للقراءة.
عدم تقسيم البحث إلى عناوين رئيسية وفرعية
من أخطاء البحث العلمي ألا تقسم أفكاره. فالبحث العلمي الذي يناقش مشكلة ما، فإنه لابد أن يناقشها باستخدام عدة أفكار، وبعض هذه الأفكار رئيسية وبعضها الآخر فرعية، فلابد من أخذ هذا التقسيم في الاعتبار عند كتابة الأبحاث العلمية.
تجاهل الهوامش السفلية ومحتواها
إن فائدة هذه الهوامش السفلية أنها تحوي توضيح إشارة ما وضعت في النص. وهذه الإشارة قد تكون توضيح معنى لكلمة غير مفهومة، أو بيان لمصدر هذا النص وبيان اسم مؤلفه، أو ذكر نص سابق تم ذكره في مكان آخر من البحث.
فيجب ألا يتم تجاهل هذه الهوامش السفلية على الإطلاق عند كتابة أي بحث علمي.
النسخ غير المسؤول من الأبحاث الأخرى
ويعتبر هذا الخطأ من أخطاء البحث العلمي الشائعة والشنيعة، التي ترد البحث وتكون سبباً في عدم قبوله، بل إن بعض الأبحاث المنسوخة قد تسبب لصاحبها عقوبة بسبب حقوق الملكية الفكرية والأمانة العلمية ونحو ذلك.
وتم ضبط ذلك بما يسمى نسبة الاقتباس في كتابة الأبحاث العلمية، حيث إن كتابة أي بحث علمي لا تتم بالاستشهاد مباشرة من المصادر والمراجع العلمية، وإنما يتم ذلك وفق قواعد معينة تضمن حقوق مؤلف المصدر أو المرجع وتراعي الأمانة العلمية.