مع إطلاق غوغل لتقنيتها الجديدة “آي أوفرفيوز” المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي في توفير نتائج البحث، باتت وسائل الإعلام ومؤسسات إنتاج المحتوى على المحك لمواجهة تحديات اقتصادية غير مسبوقة تهدد نماذجها التشغيلية.
ففي ظل قدرة التقنية الجديدة على توفير إجابات مباشرة ومفصلة عن أسئلة المستخدمين دون الحاجة لزيارة مواقع إلكترونية، يخشى خبراء من تراجع نسبة تصفح المواقع الإعلامية وبالتالي جذب الإعلانات التي تشكل شريان الحياة لنماذجها الاقتصادية.
ويرى بول روتزر من معهد “ماركتينغ آي” أن هذه التقنية ستكون لها “تأثيرات سلبية” على شركات المحتوى والمواقع المعتمدة على تصفح محركات البحث، لكن الآثار لا تزال غير واضحة المعالم.
كما تتوقع شركة “غارتنر” انكماش نسبة تصفح محركات البحث التقليدية بنحو 25% بحلول 2026 مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وحذر ديفيد كلينش من “ميديا غروث بارتنرز” أن غوغل لن تستطيع الاستغناء عن الإعلانات وسيتعين عليها تكييف عرضها وفق طبيعة التقنية الجديدة وإلا ستخسر كل شيء.
ويتساءل المحللون عن آليات اختيار الروابط التي سيتم عرضها مع نتائج الذكاء الاصطناعي، والتي قد يتعين دفع مبالغ مادية مقابل ظهورها تحت نتائج البحث.
في المقابل، تؤكد غوغل أن المواقع التي ستظهر ستحظى بمعدلات نقر أعلى من البحث التقليدي، لكنها ستواجه تحديات في الحفاظ على هيمنتها بوصفها وسيطا بين المستخدمين والمواقع في ظل ظهور منافسين جدد.
ويرى الخبراء أن على وسائل الإعلام تنويع قنواتها للوصول للجمهور عبر التواجد على منصات مثل يوتيوب وتيك توك والبودكاست، فيما ستزداد أهمية الحفاظ على جودة المصادر وسلامة المحتوى الذي ستوفره أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وتسعى غوغل وغيرها لإثبات موثوقية تقنياتها الجديدة بعيدًا عن الأخطاء والمعلومات المضللة ليتم قبولها كواجهات رئيسية للبحث على الإنترنت. وتبقى الخيارات مفتوحة أمام وسائل الإعلام للتعاون مع هذه الأنظمة أو ملاحقتها قضائيا لحماية محتواها الفكري.