دخل العدوان الصهيوني الغربي على قطاع غزة يومه السابع والعشرون، بدمار واسع للقطاع، وحصار شامل يحظر دخول الماء والطعام والدواء وأي مساعدات أخرى، مع بدء العدو الصهيوني عمليات برية، إجرامية، منذ 27 أكتوبر الفائت، في ظل مقاومة فلسطينية صلبة وباسلة وفدائية.
المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام كان خطابها الرئيسي موجها إلى الأمة العربية، وأنظمة الدول العربية وقواها الاجتماعية، ثم يوجه خطابها إلى العالم الإسلامي وأحرار العالم، ما يعني ضمنا أن حماس تعتمد على العمق العربي بالدرجة الأولى على مقاومتها، وهو امتداد طبيعي لنهج المقاومة الفلسطينية منذ عقود.
ويكشف الخطاب المقاوم لحماس وكتائب القسام أنها لا تعتمد ولا تراهن مطلقا على أي تحرك لمحور إيران ، رغم بعض الشذرات أو خطابات المجاملة الموجهة لإيران، لكنه في الواقع لا يختلف مطلقا عن دعوات حماس لأحرار العالم بالتحرك، وبالتالي يمكن القول بقوة إن المحور الإيراني يواصل مزايداته بالقضية الفلسطينية.
وقال الباحث اليمني أيمن نبيل لـ”الصحوة نت”، “إن الحوثي وإيران ووكلاءها في المنطقة العربية خدم لها” سيتضح أكثر للناس أن هذا المحور قضيته الأولى إيران ومصالحها الأساسية”.
بدلا من ذلك ظهر الصحفي الإيراني البارز على قناة روسيا اليوم منتصف الأسبوع الماضي يقول إن التدخل من جانب محور إيران سيكون عبر الحوثي وسيستهدف السعودية ومنشآتها النفطية.
وأمام عدم المشاركة الفعلية من حزب الله واختباء حسن نصر الله منذ ثلاثة أسابيع، ذهبوا لترويج أن اختباءه وصمته يعد استراتيجية نصر لهم، وأمام الهجوم الكاسح في وسائل التواصل الاجتماعي والسخرية الواسعة من تصرف حزب الله والمليشيات الإيرانية، ظهر الحوثي بفعالية لهم يوم الجمعة يرفعون أعلاما كثيفة لحزب الله.
وسخر ناشطون، بالقول ان هجمات حزب الله لم تتعد “استهداف عمودا للاتصالات في إسرائيل”، إلى الحد الذي دفع بعض المعلقين اليمنيين للقول إن حزب الله بكل قوته وذخائره تحول إلى “كلفوت آخر”، في إشارة إلى سلوكيات قطع الكهرباء وأنابيب النفط التي كانت السلطات اليمنية تتهم فيها شخصا يدعى كلفوت بالقيام بها.
للحوثي إسرائيل الخاصة به في اليمن
بينما كان مهدي المشاط يهدد في اجتماع له بما يسمى المجلس السياسي التابع لهم، بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، كان الخبر الأهم في الاجتماع بحث ومناقشة كيفية تغيير هيكل مؤسسات الدولة في اليمن وتثبيت حكم الاحتلال الحوثي الإيراني لصنعاء وعدة محافظات يمنية يسيطرون عليها، وإعادة هندستها بما يناسب مصالح الاحتلال الفارسي.
وقال الدكتور علي الذهب “إن الحوثي قد يستغل الأوضاع في غزة لشن هجوم واسع على محافظتي مأرب أو تعز، كما أنه قد يشن بأمر من إيران هجوما ضد الحدود السعودية أو الإمارات، وأكد أن الأمر يرتبط بأوامر إيران”.
تشير حقائق التاريخ إلى أنه بينما كان صلاح الدين الأيوبي يخوض معركة حطين وينتقل إلى معركة تحرير القدس قبل ألف سنة تقريبا، كان المجرم عبد الله بن حمزة يشن هجوما على القوات الأيوبية في اليمن. قال الكاتب محمد العلائي – في منشور له على فيسبوك – “إن الحوثي لا يرى إسرائيل إلا في السعودية أو خلالها”.
وبالفعل حاول الحوثي الهجوم على جبل الدود الحدودي قبالة جيزان، لكن القوات السعودية تصدت له. بالإضافة إلى ذلك شن الحوثي سلسلة من الهجمات والقصف على المدنيين في كل من مأرب وتعز والضالع.
الحوثي ينتهز الفرصة
بعد ساعات من انطلاق طوفان الأقصى في غزة، ونجاحهم في العبور المقدس للسياج الأمني المفروض على غزة ووصولهم إلى الأراضي المحتلة في 1948، كانت مليشيا الحوثي تختطف رئيس نادي المعلمين في اليمن الشيخ أبوزيد الكميم باعتباره مؤسس أحد أهم أندية الموظفين الحكوميين المطالبين بالمرتبات، وبحسب معلومات خاصة من النادي خطفت المليشيا رؤساء فروع النادي في كل من المحويت وريمة، بالإضافة إلى الأمين العام للنادي.
وكان تقرير سري للمليشيا قد حدد الأندية وتحركات الموظفين والنقابات الأخرى بأحد عوامل تهدد بانهيار سلطة المليشيا في صنعاء. قال مصدر خاص لـ”الصحوة نت”، من نادي المعلمين إن الحوثي قطع التواصل نهائيا مع قيادة النادي باعتبارهم عملاء للعدوان الأمريكي الإسرائيلي.
وبالتزامن مع اعلان الحوثيين تنفيذ هجمات استهدفت إيلات في إسرائيل، حيث ذهبت المليشيا الحوثية إلى تمرير قانون يسمح لها بفرض مزيد من الضرائب والجبايات والرسوم والجمارك دون قانون، بل عطلت مجلس النواب أو ما بقي منه في صنعاء وجردته حتى من هذه الصلاحية بعد تمرير قانون يحول صلاحية رفع وفرض الضرائب إلى مهدي المشاط دون المرور عبر مجلس النواب فاقد النصاب في صنعاء، بعد ثلاثة أيام فقط من طوفان الأقصى.
كما عمدت إلى احتكار طريق صنعاء الحديدة للشاحنات الخاصة بها، وفق عدة مصادر تحدثت لـ”الصحوة نت”، ومستغلة انشغال الرأي العام المحلي بمعركة غزة وطوفان الأقصى، وعينت واحدا من كبار قادتها يدعى شرف الدين رئيسا لمؤسسة موانئ البحر الأحمر، ومنعت آلاف الناقلين من العمل في النقل من الميناء.
مشاركة ميلشيات إيران
وفقا لتقارير الاستخبارات الأمريكية التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية فإن البنتاغون لم تلحظ أي مؤشرات لأي تحرك عسكري كبير من جانب كل وكلاء إيران.
وقال وزير الخارجية اللبناني إن ما يقوم به حزب الله على الحدود الجنوبية للبنان يندرج ضمن اللعبة المدروسة وتحديدا في مزارع شبعا المحتلة المتنازع عليها.
وقال عزمي بشارة في تغريدة له على تويتر “إن الحزب لم يتخذ أي قرار بالمشاركة”، في الوقت الذي مازال هناك ترقب لكلمة زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله.
وتتفق كثير من التحليلات العربية والأجنبية على أن تحرك المليشيات الإيرانية مرهون بقرار من طهران ولحماية إيران وليس غيرها، وأن إيران لن تفرط بقدراتهم من أجل غزة أو حماس.
وتشير التحليلات إلى أن أولوية النظام السوري والمليشيات الإيرانية هناك هو الهجوم على إدلب المعقل الوحيد للمعارضة، بينما تخشى إيران على حزب الله المنهك في الحرب السورية ضد الشعب السوري.
وينغمس الحشد الشيعي في العراق ضد العرب السنة والمصالح العربية، بينما تهدد الفصائل الإيرانية الجديدة مثل جماعة ألوية الوعد الحق ومجاميع أخرى دولا مثل الكويت والسعودية والإمارات.
أما مليشيا الحوثي فهي منشغلة بالهجوم على اليمن أو على السعودية، سواء بالصواريخ الباليستية أو الطيران المسير أو الهجوم على الحدود السعودية، أو التوجه نحو المحافظات اليمنية المحررة خاصة تعز ومأرب وربما أبين انطلاقا من البيضاء.
ووفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأمريكي، “دخل الجيش السعودي في حالة تأهب قصوى بعد اشتباكات دامية مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وقتل أربعة جنود سعوديين في منطقة جازان الجبلية جنوب غرب البلاد على الحدود مع اليمن”.
ووقع الحادث الأخير في الوقت الذي تخوض الاحتلال الإسرائيلي معركة إبادة في غزة، ويرى مراقبون أن ميلشيات الحوثي ربما تستهدف الحكومة الشرعية أو دول تحالف دعم الشرعية، في محاولة لخلط الأوراق في المنطقة.
الصحوة نت