كشف تفاصيل طرد الانتقالي من شبوة.. محافظ شبوة يحذر الامارات من “أوقفوا عبثكم فصبر اليمنيين لن يطول”

حذر محافظ شبوة اليمنية محمد بن عديو، الثلاثاء، دولة الإمارات العربية المتحدة من مواصلة العبث بموارد اليمن، مشددا على سرعة إخلاء منشأة بلحاف الغازية، ومؤكداً أن صبر اليمنيين لن يطول.

جاء ذلك في مقال له نشره مكتب إعلام المحافظة، على صفحته بالفيسبوك بمناسبة ذكرى أحداث أغسطس 2019، وجه من خلاله عدة رسائل للداخل ودول الإقليم، وكشف فيه عن تفاصيل معركة طرد ميليشيات الانتقالي وبسط السيطرة على المحافظة جنوبي اليمن.

قال ابن عديو: “في هذه الأيام، من شهر أغسطس ٢٠١٩ عشنا أياما عصيبة في شبوة حين وجدنا أن من وثقنا فيه كطرف في التحالف العربي لنجدة وطننا واستعادة شرعيته المنقلب عليها وجدناه يدعم ويمول انقلابا على مؤسسات الدولة وعلى الشرعية( في إشارة إلى دولة الإمارات)”.

وأضاف، أن “المؤلم أن أدوات تنفيذ هذا التمرد (ميليشيات الانتقالي) هم بعض أبنائنا والأغلبية الساحقة منهم تحت الإكراه بعد أن استغلت حاجتهم وظروفهم المعيشية الصعبة”.

وأوضح أن قرار الدفاع عن مؤسسات الدولة الذي اتخذه أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية؛ هو ما تبقى بعد استنفاد كل الخيارات، ورغم عدم التكافؤ في الدعم والقوة والتسليح، وكانت التوجيهات حاسمة لقوات الجيش والأمن.

وتابع: “عربات (الكايمن) المخصصة لمحاربة الإرهاب تقصف مؤسسات الدولة وارتال من التعزيزات يتم الدفع بها ﻻسقاط عاصمة المحافظة المحاصرة بينما أبطال الجيش والأمن يخوضون معركة الدفاع عنها وفي نفس الوقت يلتزمون بالتوجيهات بمراعاة أقصى درجات اﻻنضباط في حفظ أرواح المقاتلين من الطرف اﻵخر في مشهد بطولي نادر”.

وأشار إلى قيادة الدولة ممثلة برئيس الجمهورية وكل المستويات القيادية في الدولة كانت عيونها على هذه المعركة بل كل الشعب اليمني كان يتابع مجريات الأحداث كما هو الحال مع الأشقاء في المملكة الذين  كانوا على متابعة واهتمام بما يجري.

وأوضح محافظ شبوة، أن الساعات الأولى للمعركة كشفت على أن توقعاتنا كانت في محلها  فالمعركة ليست سلاح وعتاد وعربات بل هي غاية وهدف وقضية ولما كان الطرف اﻵخر يقاتل بلا قضية كان السقوط سريعا وبأقل الخسائر.

وقال: “بدأت أفواج المقاتلين من مليشيا النخبة والانتقالي تنهار، وكان التوجيه الواضح من ألقى سلاحه وتوقف عن القتال  فليعاد إليه سلاحه ويعود إلى بيته وأسرته معززا مكرما وصدرت توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة بتعزيز الصامدين في عتق من المناطق العسكرية واستكمال تحرير المحافظة والتهيئة لإستعادة العاصمة المؤقتة عدن.

وأضاف، “واجهنا نحن في المحافظة مع قيادة الدولة رئاسة وحكومة هذه التحديات فانتصرنا لكن النصر الحقيقي اليوم لنا جميعا هو بالتوجه الجاد في إيجاد معالجات للوضع الصعب الذي يعانيه المواطن”.

وتابع: “نحن في وضع اقتصادي يفتك بالناس والوقوف أمام هذا التدهور ضرورة، وندرك”، مشدد على أن أي معالجات مع بقاء المؤسسات اﻻيرادية وخصوصاً منشأة بلحاف معطلة لن يغير من المعاناة الكثير فالمطلوب اليوم هو موقف وطني صلب ينقذ أبناء شعبنا من هذا الحال”.

وأضاف محافظ شبوة مخاطبا دولة الإمارات: “نقولها بلغة واضحة أن الشعب اليمني شعب عظيم  شيد حضارات ودول ونقل الحضارة للشرق والغرب وفي تاريخه كله لم يكن له في دولتكم إﻻ كل بصمات الخير فلم كل هذا العداء لليمن وصنع مآسيه ودعم التمرد على قيادته والتحكم بموارده واﻻصرار على ايذائه؟!”

واستدرك: “ارفعوا يدكم التي تضغط على جراح الناس المؤلمة. توقفوا عن تحويل موارد اليمن من مصادر للحياة إلى بؤر للتمرد”.

وزاد:”منشأة تصدير الغاز في بالحاف يجب أن تكون شريان حياة للشعب في هذا الوقت العصيب بينما تحولونها  من مصدر لتجميع الغاز وتصديره وإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى تجميع المليشيات وتصدير التمرد وصبر الناس لا يمكن أن يطول”.

وفيما يتعلق بدور السعودية قال ابن عديو: “نحن والأشقاء في المملكة العربية السعودية في خندق واحد أمام مشروع فارسي يرى في اليمن طريق عبور للوصول إلى أهدافه الكبرى”.

ولفت إلى أن الشعب اليمني مدين لقيادة المملكة بالوقوف معه في مواجهة هذا المشروع فنحن على ثقة تامة بالوقوف معه في أزمته اقتصادية التي تشتد كل يوم فالمملكة هي عمق اليمن وسنده.

وأكد أن أبناء شبوة واجهوا مليشيا الحوثي منذ بداية انقلابها وحربها وضحوا بالمئات من أبنائهم في معركة الدفاع عن شبوة من غزوها وصنعوا ملحمة النصر والتحرير وشبوة أرضها وأهلها ترفض هذا المشروع السلالي ولن يجدوا من شبوة ورجالها إﻻ ما وجدوه سابقا من البطولة والمقاومة.

وخاطب محافظ شبوة، أبناء المحافظة في المجلس الانتقالي قائلا: توقفوا عن الإساءة ﻷهلكم والتحريض على العنف وممارسته وتزييف الحقائق والتضليل الذي يمارس من قبلكم يسيء لكم أنتم بالدرجة الأولى وخذوا العبرة من اﻷحداث واستوعبوا الدروس جيدا ولا تعيدوا إنتاج نفس اﻷخطاء.

كما أكد أن شبوة خطت خطوات مهمة لتكون في المقدمة وما كان هذا ليحدث لوﻻ أن شبوة اليوم أصبحت موحدة سلطة وجيش وأمن ومجتمع هذا التلاحم هو الذي جعلنا جميعا نتجاوز تحديات كبيرة جعلت من شبوة نموذج برغم تعقيدات الوضع في المشهد الوطني عموما وعلى جدار هذا التلاحم ستفشل كل المكائد وتنتهي.

وقال ابن عديو: “لم يعد خافياً على أحد وجود تنسيق وتخادم سياسي وميداني وإعلامي بين المشاريع المتمردة على الدولة شمالاً وجنوباً ضد الدولة ومؤسسات الشرعية والإساءة للمملكة العربية السعودية.

وبين أن هذا التنسيق واضحا للعيان في عموم المشهد الوطني لكننا نلمسه ونرصده بشكل أوضح في تحركات ميدانية في أطراف محافظة شبوة شرقاً وغرباً لتكشف أن التمرد مَلّة واحدة وقدرنا الذي نعتبره شرفا لنا أن نواجه هذا التمرد ونقاومه.