من حرب اليمنيين على مليشيا الحوثي.. الاحتفال بيوم الاغنية اليمنية ردة فعل على قيود المليشيات

محرر 28 يوليو 2021
من حرب اليمنيين على مليشيا الحوثي.. الاحتفال بيوم الاغنية اليمنية ردة فعل على قيود المليشيات

في أول مناسبة رسمية، احتفى اليمنيون بـ”يوم الأغنية” كموروث شعبي في 1 يوليو/تموز 2021، وذلك في ردة فعل على قيود جماعة “الحوثي” على المجال العام.

واعتمدت الحكومة اليمنية “1 يوليو” مناسبة وطنية للاحتفاء بالأغنية المحلية، بعد أن دعا مثقفون وناشطون اجتماعيون لاعتماد مناسبة سنوية احتفاء بالأغنية اليمنية.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الأرياني، في تغريدة له على تويتر، في 1 يوليو/تموز 2021 إن “تخصيص يوم للاحتفاء بالأغنية اليمنية جاء تفاعلا مع المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء”.

وأضاف الأرياني، أن ذلك يأتي “تعزيزا للهوية وحماية التراث والفن اليمني في مواجهة الحملة الشرسة التي تشنها حركة الحوثي المدعومة من إيران ضد الفن والفنانين”.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات الاحتفاء بهذا اليوم تحت هاشتاج #يوم_الأغنية_اليمنية، وتفاعل معها كتاب ومثقفون وفنانون وصحفيون.

ردة فعل

تحديد هذا اليوم كعيد للأغنية اليمنية والاحتفاء به، جاء كردة فعل للإجراءات التي تقوم بها جماعة “الحوثي” من قيود على المجال العام، ومن بينها منع سماع الأغاني في بعض المحافظات، ومنعها بشكل جزئي في محافظات أخرى.

وقال الكاتب والصحفي شاكر خالد: “هناك حملة كبيرة جدا فاقت التوقعات بمناسبة يوم الأغنية اليمنية، ربما لأنها أتت كردة فعل قوية على إجراءات حوثية مست أهم مكونات الهوية اليمنية”.

وأكد خالد لـ”الاستقلال” أن “هذه الردة طبيعية،  لأنها أتت كتعبير مكثف على رفض إجراءات مليشيا الحوثي المستمرة في استفزاز اليمنيين، حيث تقدم المليشيا كل يوم صورة أقبح من الأخرى لكي تؤكد بأنها ضد إرادة اليمنيين وأنها نسخة مختلفة عنهم ولا تشبههم إطلاقا”.

وتابع: “استدعت جماعة الحوثي تاريخا من عقود الظلام كان فيها الفن والغناء من المحرمات، وبالتالي فان الوقوف عند 1 يوليو/تموز من كل عام باعتباره يوما احتفائيا بالأغنية اليمنية، يعد واحدا من المناسبات الوطنية الرمزية لرفض عمليات التجريف بحق اليمنيين”.

غضب وانتقاد  

جماعة “الحوثي”، وكتقييد جزئي، منعت في 28 يونيو/حزيران 2021 الغناء في الأعراس بعد الساعة 10 مساء، بحجة عدم إزعاج الأحياء المجاورة، وتسبب الإجراء كغيره من الإجراءات بموجة غاضبة وأخرى ساخرة من الجماعة.

وكتب وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان تدوينة على “فيسبوك” تعليقا على إجراءات الجماعة بمنع الغناء: “قبل 3000 سنة!، كانت المرأة اليمنية تعزف وتغني وتحكم البلاد، وتريدون منع الغناء اليوم على اليمنيين!”.

وأضاف “في فجر الإسلام استقبلت قبائل الأوس والخزرج اليمانية في يثرب (الأنصار) الرسول الكريم بأهازيج الغناء: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وهو اللحن الذي مايزال بيننا حتى اليوم حسب علماء الموسيقى العرب، وتريدون منع الغناء اليوم على اليمنيين!”.

وتابع الرويشان: “منذ قرون، وحدت الأغنية اليمنيين مشاعرا وشعورا وعاطفة، حيث كانت السياسة تفرق والأغنية تجمع، وما تزال الأغنية حتى اليوم بلسم جراح الروح اليمنية وجامعة قلوبهم”.

كما كتب منشورا آخر تعليقا على اليوم الذي اختاره اليمنيون للأغنية: “الشعب حين يرد.. حاولوا منع الغناء في ريف صنعاء فرد الشعب بأن غرد بالغناء! بل جعل له عيدا ومهرجانا يا له من رد! شعبنا حي وروحنا متوهجة رغم كل الأحزان”.

أما النائب في البرلمان أحمد سيف حاشد، كتب منشورا على حسابه في “فيسبوك” قال فيه: “من حق المواطنين في المناطق الأخرى، بل في كل اليمن أن يقاوموا مشروع الجماعة الذي يريد أن يلتهم التعدد والتنوع ويفرض بالسلطة والقوة وجوده على الجميع”.

وأضاف “ما يحدث بين فترة وأخرى من تجريب فرض ممنوعات الجماعة على ما هو مباح، بات يبدو كمحاولات دؤوبة لفرض هذا المشروع بالقوة، وعلى نحو يجعل كل اليمنيين يخشون تلك الجماعة، ويفزعون أكثر من نواياها المستقبلية”.

شكل رمزي

بحسب متابعين، فإن تخليد هذا اليوم في الذاكرة اليمنية، يعد تخليدا للهوية التي اعتمدت على الفن كإحدى روافد الحضارة اليمنية التي تقف “كحائط صد” أمام الحضارات الأخرى (الفارسية على وجه الخصوص)، وذلك منعا لطمس أو تجريف الهوية اليمنية.

وقال الكاتب شاكر: “ثمة دلالة على تراكم هذا الوعي المقاوم وفاعليته بعد استجابة الحكومة للحملة وإصدار قرار بتحديد 1 يوليو/تموز من كل عام يوما للاحتفاء بالأغنية اليمنية، وما من شك أن الاحتفاء بهذا اليوم يعبر عن وعي وإدراك بأن مليشيا الحوثي تستعجل إجراءات طمس الهوية وتجريف الواقع لتوليد واقع وهوية طائفية أخرى”.

وتابع: “الجماعة تستفيد من واقع مختل وتواطؤ دولي وإقليمي بقوة سلاح ودعم غير محدود، لكن بكل تأكيد ستظل هذه من المقاومة بكافة أشكالها الرمزية، رغم أن أجيالنا ستظل تعاني من واقع مرير وتراكم ثقافة مختلفة عنهم، وسنحتاج إلى وقت غير معلوم للتطهر من تلك الثقافة الدخيلة”.

وختم شاكر حديثه بالقول: “سيكون لليمنيين يوم آخر من الانعتاق في الواقع، ذلك الواقع الذي تفجر في 26 سبتمبر/أيلول 1962 وانتشر الفن والبهجة وملاحم الغناء اليمني كسهم حارق أصاب كبد الملكيين”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق