وجد عالم فيروسات أميركي أن 13 تسلسلا جينيا لمصابين بكوفيد-19 خلال الأيام الأولى للوباء بووهان الصينية، حذفت من قاعدة بيانات في الإنترنت بشكل غامض.
وقال العالم المتخصص في التطور الفيروس في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، جيسي بلوم، إنه تمكن من استعادة نسخ من البيانات المحذوفة، وفقا لموقع “بزفيد” الإخباري.
وأضاف بلوم في حديثه للموقع الأميركي: “بالتأكيد هي محاولات منسقة لإخفاء التسلسلات”، في إشارة إلى احتمالية حذف السلطات الصينية لهذه البيانات بسبب مخاوف من كشف أصول الوباء.
وأشار إلى أنه “لا يوجد سبب علمي معقول لحذف” تلك البيانات من الإنترنت، مجادلا بأن التسلسلات من المحتمل “حذفها لإخفاء وجودها”.
وأوضح بلوم في بحثه أن هذا يشير إلى “بذل جهد أقل من لتتبع الانتشار المبكر للوباء”.
وأدرك بلوم أن بعض البيانات محذوفة بعد قراءة ورقة بحثية من فريق بقيادة كارلوس فاركاس بجامعة مانيتوبا في كندا حول بعض أقدم التسلسلات الجينية لفيروس كورونا المعروف علميا باسم “سارس-كوف-2”.
وصفت ورقة فاركاس التسلسلات المأخوذة من العيادات الخارجية بالمستشفى في مشروع بواسطة باحثين بمدينة وووهان كانوا يطورون اختبارات تشخيصية للفيروس.
ولكن عندما حاول بلوم تنزيل التسلسلات من أرشيف قراءة التسلسل، وهي قاعدة بيانات على الإنترنت تديرها المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، تلقى رسائل توضح أنه قد تمت إزالتها.
أدرك الدكتور بلوم أن نسخ البيانات يحتفظ بها أيضا على خوادم تديرها شركة غوغل، وتمكن من حل لغز عناوين “URL”، حيث يمكن العثور على التسلسلات المفقودة في السحابة الخاصة بالشركة الأميركية.
وبهذه الطريقة، استعاد 13 تسلسلا جينيا قد يساعد في الإجابة عن أسئلة حول كيفية تطور فيروس كورونا ومن أين انتقل للإنسان.
قال فاركاس لموقع بزفيد عبر البريد الإلكتروني إن “هذه الدراسة شيقة جدا، وفي رأيي أن التحليل صحيح تماما”.كما أشاد الرئيس السابق لإدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، سكوت جوتليب، بالنتائج، وذلك في تغريدة على تويتر.
والدكتور بلوم ضمن 18 عالما أخر نشروا في مايو رسالة ينتقدون فيها دراسة منظمة الصحة العالمية والصين حول أصول الفيروس التاجي.
وانتقد العلماء بأن تقرير منظمة الصحة العالمية فشل في إعطاء “اعتبار متوازن” لنظرية تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات، وهي النظرية التي استبعدها الفريق الدولي المكلف ببحث منشأة الوباء.
وكان الفريق المكون من علماء من منظمة الصحة العالمية ونظرائهم الصينيين زاروا ووهان يناير الماضي لبحث أصول الوباء الذي أدى لفوضى عارمة في العالم.
وخلص الفريق لاحقا إلى أن فيروس كورونا المستجد انتقل للإنسان عبر الحيوانات.
وحظيت فرضية “التسرب من المختبر” عند دراسة أصول مرض كوفيد-19 باهتمام كبير مؤخرا، بعدما خلص تقرير أعده مختبر وطني تابع للإدارة الأميركية، إلى أن تسرب فيروس كورونا المسبب للمرض، من مختبر صيني في ووهان فرضية تستحق مزيدا من التحقيق، بعد التعتيم الصيني على جهود التحقيق حول أصل المنشأ.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجه الوكالات الاستخباراتية في بلاده بإجراء تحقيق أميركي في أصول الفيروس.