من المعروف أن جسم الإنسان بحاجة إلى عنصر اليود و بدونه لا يستطيع الجسم إنتاج هرمونات الغدة الدرقية “التيروكسين” و “ثلاثي يودوثيرونين”. هذه الهرمونات تساعد على نمو وتكوين العظام وتطور الدماغ، وكذلك عملية التمثيل الغذائي. لكن القليل من اليود في الجسم ضار والكثير منه ضار أيضاً.
ووفق الجمعية الألمانية للتغذية، يحتاج الشخص البالغ إلى حوالي 200 ميكروغرام من اليود يومياً. لكن كيف يمكن ضمان حصول الجسم على هذه الكمية؟ وماذا يحدث للجسم إن كانت أقل أو أكثر من ذلك؟
في تقرير علمي نشره موقع msn قال البروفيسور د. رولاند غارنتر، وهو طبيب باطني ومختص في أمراض الغدد الصماء من جامعة ميونيخ ورئيس مجموعة عمل نقص اليود، إن علامات نقص اليود في الجسم قد تبقى غير ملحوظة في البداية، لكن ذلك لا يعني أن كل شيء على ما يرام داخل الجسم.
وإذا لم تحصل الغدة الدرقية على كمية كافية من اليود طيلة سنوات، فإنها تحاول تعويض هذا النقص. كما يوضح الطبيب: “يزداد حجمها بحيث يمكنها امتصاص كميات صغيرة من اليود من الطعام بشكل فعال”.
تضخم أو تلف الغدة الدرقية
ابتداءاً من درجة معينة من التضخم، يتحدث الأطباء عن ما يسمى تضخم الغدة الدرقية. يقول غارتنر: “اعتمادًا على حجمها، يمكن أن يضغط تضخم الغدة الدرقية على المريء والقصبة الهوائية وكذلك على الأوعية الدموية في الحلق”. هذا يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في البلع وضيق في التنفس والشعور بالقلق. ويتسبب نقص هرمونات الغدة الدرقية في أعراض مثل التعب أو المزاج الاكتئابي أو جفاف الجلد أو عسر الهضم.
والشعور بعدم القدرة على تحمل البرد هو أيضاً عارض من الأعراض المحتملة. ويؤكد الطبيب غارتنر على ضرورة: ” أن تؤخذ مثل هذه الأعراض على محمل الجد وأن يوضحها الطبيب”، ويضيف “يمكن أن تكون إمدادات اليود غير كافية حتى لو ظهر المصابون على ما يرام.”
يمكن أن يؤدي نقص السيلينيوم والحديد والزنك أيضاً إلى إضعاف وظيفة الغدة الدرقية. كما أن النقص الحاد لليود في الجسم أثناء الحمل يضر بنمو الطفل. لكن الإفراط في تناول اليود ليس صحياً أيضاً ويمكن أن يتلف الغدة الدرقية ويتسبب في خلل وظيفي خطير.
أطعمة غنية باليود
النظام الغذائي المتوازن، يجب أن يؤمن للجسم الحاجة اليومية من اليود والتي تبلغ200 ميكروغرام. وينصح خبراء التغذية في مجلة “Öko-Test” الألمانية بمجموعة من الأغذية الغنية باليود. على رأس هذه القائمة تأتي أسماك البحر والمأكولات البحرية والحليب ومنتجات الألبان، لإحتواءها على كمية عالية من اليود.
ويفضل تناولها مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وتحتوي الطحالب أيضا على نسبة عالية من اليود. ومن المفيد أيضاً استخدام الملح المعالج باليود والتأكد من وجوده في المنتجات التي تستخدمها.
ويوجد اليود أيضا في بعض الخضروات، وإن كان بكمية أقل من الموجودة في الأسماك مثل البروكلي والفطر والسبانخ. كما يوفر الفول السوداني وبذور اليقطين اليود للجسم.
وغالبًا ما يُعتبر الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً من المجموعة المعرضة إلى خطر الإصابة بنقص اليود في الجسم. لذلك يجب عليهم الحرص على تناول كمية كافية من اليود – على سبيل المثال مع ملح الطعام المعالج باليود والطحالب والبروكلي. ومن الأفضل للنباتيين طلب المشورة الطبية في هذا الشأن.
التحذير من اختبار اليود!
إذا كنت تريد معرفة ما إذا كنت تحصل على الكمية الكافية من اليود، ينصح غارتنر بتقدير ذلك بناءً على الأطعمة التي تتناولها بانتظام. إذ لا توجد قيمة دم توفر معلومات مباشرة عن إمدادات اليود. غير أنه يتم الحصول على مؤشر جيد من هرمونات الغدة الدرقية وعلاقتها ببعضها البعض.
كما حذر الطبيب من ما يسمى باختبارات اليود أو اختبارات تشبع اليود التي يمكن للمرء من خلالها تقدير إمدادات اليود الخاصة به. ويشدد على أن “هذا الاختبار خطير من ناحية وغير دقيق من ناحية أخرى”.
يذكر أن اختبار اليود غير مسموح به في ألمانيا، لأن المحلول المستخدم في الاختبار محلول لوغول أو المعروف أيضاً باسم اليود المائي ومحلول اليود القوي، يحتوي على عنصر اليود شديد العدوانية، وهذه المستويات العالية من اليود في الجسم يمكن أن تؤدي إلى إعاقة وظيفة الغدة الدرقية.