فاز المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن بأصوات المجمع الانتخابي، الذي يحدد رسميا الرئيس المقبل للولايات المتحدة، لتنتهي حملة الرئيس دونالد ترامب لقلب خسارته في انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.
ومنحت ولاية كاليفورنيا، التي تملك 55 صوتا في المجمع الانتخابي، أصواتها لبايدن، ليتجاوز الديمقراطي رسميا النصاب المطلوب للفوز بالرئاسة، وهو 270 صوتا.
وبناء على نتائج نوفمبر/ تشرين الثاني، حصل بايدن 306 أصوات في المجمع مقابل 232 لترامب.
واجتمع الناخبون في الولايات الخمسين في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة، وسط توتر أجّجه تعنّت ترامب في رفضه الإقرار بهزيمته.
وقبل الإعلان الرسمي، منحت النتائج فوزا لبايدن بسهولة، بحصوله على أصوات 302 أعضاء من أصل 538 في الهيئة الناخبة، مقابل 236 لترامب، مع العلم أن الفوز يُحسم لمن يحصل على 270 صوتاً.
وسيدعو بايدن مساء الإثنين مواطنيه إلى “طيّ صفحة” الانتخابات وتوحيد صفوفهم، وذلك في خطاب سيلقيه بعد أن يدلي أعضاء الهيئة الناخبة بأصواتهم.
وسيقول بايدن وفق مقتطفات من خطابه نشرها مكتبه إنّه “في المعركة من أجل روح أميركا، انتصرت الديموقراطية”.
وسيضيف في الخطاب المقرّر: “لقد تمّ الحفاظ على نزاهة انتخاباتنا. حان الوقت لطيّ الصفحة”، في انتقاد واضح إلى ترامب، من دون أن يسمّيه.
وسيشدّد على أنّ “شعلة الديمقراطية أضيئت منذ وقت طويل في هذا البلد. نحن نعلم الآن أنّ ما من شيء – ولا حتى جائحة أو إساءة استخدام للسلطة – بإمكانه أن يطفئ هذه الشعلة”.
وفي ولاية بنسلفانيا قالت الديمقراطية نانسي باتون ميلز، أثناء ترؤسها عملية التصويت التي أجريت مع أخذ الاحتياطات اللازمة ضدّ كوفيد-19: “أتمنّى أن تراني مبتسمة خلف هذه الكمامة”.
وكبار الناخبين هم مسؤولون سياسيون محليون أو نشطاء أو شخصيات من المجتمع المدني أو أصدقاء للمرشحين.
ومعظمهم غير معروف للجمهور الواسع، رغم مشاركة شخصيات وطنية في بعض الأحيان، مثل هيلاري كلينتون التي خسرت أمام ترامب في انتخابات 2016، لكنها ستصوت الاثنين في نيويورك لتأكيد فوز الرئيس المنتخب بايدن ونائبته المنتخبة كامالا هاريس.
وتختار الولايات المتحدة رئيسها بالاقتراع العام غير المباشر، حيث تمنح كل ولاية أصوات ناخبيها في الهيئة الناخبة، الذين تحدّد أعدادهم نسبة إلى التعداد السكاني، للمرشح الذي فاز بالتصويت الشعبي في الولاية.
والهيئة الانتخابية هي تقليد لطالما اعتبر إجراء شكليا لتأكيد إرادة المواطنين المعرب عنها في صناديق الاقتراع.
ورفضت المحكمة العليا الأميركية الجمعة، رغم أنها ذات غالبية محافظة، ضمنها ثلاثة قضاة عينهم ترامب نفسه، مجرد النظر في طعن قدمته سلطات ولاية تكساس، وطعن آخر قدمه جمهوريون أيضا، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات.
وتحظى مزاعم ترامب بشأن التزوير بدعم عدد كبير من أعضاء الكونغرس الجمهوريين.
وقد يكون بعضهم على استعداد أخيرا للاعتراف بفوز بايدن بعدما صادقت الهيئة الناخبة عليه.
وحافظ ترامب على سلسلة التهديدات والادعاءات التي لا أساس لها على “تويتر”، مشيرا إلى “تزوير جماعي للتصويت” وأعلن أن المصادقة على نتائج الانتخابات ستكون “جريمة يعاقب عليها القانون بشدة”.
ومع ذلك، لن يترك التصويت القانوني للهيئة الانتخابية أملا آخر لترامب.
وفي أحدث علامة على تحول الاتجاه، كتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” المؤيدة بشدة لترامب الإثنين أن وقته قد انتهى.
وأضافت “الطعون القانونية التي قدّمها الرئيس ترامب استكملت مسارها، ويمكنه وبقية أعضاء الحزب الجمهوري مساعدة البلاد وأنفسهم من خلال الاعتراف بالنتيجة والمضي قدماً”.